人民网 2020:02:01.09:05:01
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تقرير إخباري: معرّة النعمان في ريف إدلب خالية من السكان.. كيف تحوّل الحرب المدن المأهولة إلى "مساكن أشباح"

2020:02:01.08:55    حجم الخط    اطبع

دمشق 31 يناير 2020 (شينخوا) مكن الجيش السوري من استعادة السيطرة على ثاني أكبر مدينة في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، ورفع العلم وسط الساحة العامة لمدينة معرة النعمان الاستراتيجية، مُعلناً تحقيقه "نصراً مهماً" يهدف فيه استعادة شريان حيوي، يمرّ عبر الطريق الدولي الممتدّ من حلب شمال البلاد، إلى العاصمة دمشق جنوباً، عبر محطّات حماه وحمص.

لكن ثمن ذلك كان باهظاً، واضطرّت القوات السورية لخوض معارك شرسة وعنيفة مع فصائل المعارضة ومجموعات متشددة بعضها مرتبط بتنظيم القاعدة، ما أجبر سكانها وأهلها على النزوح حفاظاً على حياتهم، وتحوّل منازلهم إلى "مساكن أشباح"، إذ لم يبقَ في المدينة ولا أي مدني!

خلال جولة نظمتها وزارة الإعلام السورية، تجوّل مراسلو وكالة أنباء (شينخوا) في مدينة معرّة النعمان، وشاهدوا آثار المعارك الدائرة، إذ ما تزال رائحة البارود في الهواء، في الوقت الذي تتصاعدُ فيه عدة أعمدة من نيران اندلعت قبل ساعات، وخمدت للتو، كما تركت بعض الدبابات والآليات الثقيلة أثرها على الأرض.

فيما تحوّل السوق الرئيسي للبلدة، من مكان يعجّ بالباعة والزبائن والمارة، إلى ساحة تكتظَ بالمقاتلين والأسلحة والذخائر. وكتب على الجدران عبارات تدلّ على الفصائل التي كانت تسيطر على المنطقة، ورايات سوداء تُشيرُ إلى المجموعات التي بقيت في هذه المنطقة منذ العام 2012 ولمدة ثمان سنوات.

لكن أكبر أثر لهذه المعارك ظهر بشكل واضح في المباني السكنية، إذ شاهد مراسلو (شينخوا) منازل بدون أسقف أو جدران، وبعض المحلات المحترقة بشكل كامل، أو يمكن معاينة درج يصعدُ نحو السماء، دون أن يكون فوقه طابق آخر، بعد انهيار عدة طبقات فوق بعضها البعض، وصارت الأسقف ملامسة للأرض.

وفي المباني الأرضية، تحوّلت الجدران إلى ما يُشبه الشبكة، لكثرة الثقوب التي خلّفتها الرصاصات وشظايا القذائف، وبات يُمكن مشاهدة ما بداخل كلّ منزل، من الفتحات الكبيرة التي سببتها قذائف المدافع أو الدبابات.

يضع محمد بسمة، الجندي في الجيش السوري، يديه في جيبه اتقاءً للبرد، وترك بندقيته جانب أحد الحواجز، وقد استراح عدد آخر من الجنود وتمدّدوا أرضاً إثر انتهاء المعركة.

تختلطُ المشاعر لدى المقاتل في الجيش منذ أكثر من ثمان سنوات، ويقول لوكالة أنباء (شينخوا) "انا سعيد لأنني ساهمت في تحرير هذه المدينة من المسلحين، وحزينٌ بذات الوقت لما خلفته المعركة من دمار (..) أتمنى عودة المدنيين في أقرب وقت إلى منازلهم".

ينحدرُ محمد من مدينة اللاذقية، وسبق لعائلته أن نزحت من الريف الشمالي جراء هجوم لميليشيات مسلحة على قُراهم وبلداتهم في العام 2013، وقد "تذوّق مع عائلته مرارة النزوح" ويضيف "بعد فقد الأولاد والأبناء.. فقد المنزل هو أصعبُ ما قد يمرّ على إنسان سوري عاش خلال الحرب".

في ساحة "السبع بحرات" وهي الساحة الرئيسية لمدينة معرّة النعمان، عدد من شجرات النخيل الطويلة، لكن كل الأشجار الصغيرة تكسّرت أو احترقت، واختفت المياه من البُحيرات السبعة التي كانت موجودة، كما اختفى تمثال الشاعر العربي المعروف، أبو العلاء المعرّي.

وكان آخر ظهور لهذا التمثال عبر صورة نشرتها فصائل جهادية متشددة في العام 2013، وقد أطاحت برأس التمثال، بعد أن كان هذا الشاعرُ فيما مضى من أبرز الشعراء المنتقدين للإسلام.

وبجوار الساحة العامة، متحف اللوحات الفسيفسائية، وهو من أشهر متاحف العالم، وتعود بعض اللوحات الموجودة فيه إلى القرن الخامس الميلادي.

ولم تسلم هذه اللوحات من آثار المعارك والقصف، فبعضها انهار أرضاً، والبعض الآخر تدمّر جزئياً أو كلياً، ونجى قسم من هذه اللوحات التي ما تزال تحكي تاريخاً عبر مئات السنين.

وقد لا يكون متحف معرّة النعمان، هو المتحف الوحيد الذي تضرّر في الحرب، بل يُضاف إلى قائمة الآثار التي تعرّضت للنهب أو السرقة أو التدمير، في تدمر وحلب وإدلب، وخسائر لا تقدّر بثمن، لمنحوتات وقطع أثرية، بعضها يعود إلى مئات السنين في بطن التاريخ.

على جهاز الهاتف اللاسلكي، يأتي أمرٌ عسكري للجنود كي يتجمعوا في الساحة العامة، استعداداً للمعركة المقبلة، وقد أخذ بعض الجنود طعاماَ وشراباً وضعوه في جعبهم، والبعض الآخر تأكّد من جهوزية سلاحه.

ويقول مصدر عسكري لوكالة أنباء (شينخوا) "الهدف التالي هو السيطرة على بلدة سراقب، وهي نقطة مهمة أخرى على الطريق الدولي حلب دمشق".

يشرح الضابط على خريطة وضعها في إحدى الغرف ويقول للصحفيين "الجيش السوري يتقدم من جهتين معاً، قسم من المجموعات يتقدم من جهة حلب، والقسم الآخر يتقدم من جهة إدلب، وسوف تلتقي القوات مع بعضها، وحينها سوف يُعلن الطريق آمناً بشكل كامل".

يأمرُ الضابط جنوده بتوخي الحذر "حرصاً على سلامتهم"، ويكرّر التعليمات بأن تكون "الاستهدافات دقيقة" لتجنّب وقوع ضحايا مدنيين.

ويقول الضابط "نتمنى خروج المسلحين بشكل سريع، أو استسلامهم، كي يتم تجنيب المناطق والبلدات من المعارك العسكرية والدمار (..) لا يوجد أي حل أمام المسلحين، وسوف نتابع العمليات العسكرية حتى تحرير كل المناطق والأراضي السورية".

وعن عودة المدنيين إلى معرة النعمان يقول "حالياً تحتاجُ المدينة لإعادة تأهيل البنى التحتية، وسوف يتم ذلك بشكل فوري بعد الانتهاء من عمليات التمشيط والتأكد من خلو المدينة من الألغام والقذائف ومخلّفات الحرب".

وكانت مراسلة صحفية قد أصيبت قبل يومين جراء انفجار أحد الذخائر في مدينة معرة النعمان، ما أدى لجراح خطيرة في وجهها.

وتعرّضت مراسلة قناة (روسيا اليوم) وفاء شبروني، لحادث خلال تغطيتها داخل المدينة بعد سيطرة الجيش عليها، وتم نقلها إلى المشفى الوطني في حماه، ثم إلى قاعدة حميميم العسكرية، تمهيداً لنقلها إلى موسكو وعلاجها هناك.

كما أصيب معها ضابط في الجيش السوري، وجنود آخرون تواجدوا في المكان.

وتبدو مدينة معرة النعمان، حالة مختصرة لحالة كثير من المدن السورية زارتها الحرب وطرقت أبواب منازلها، فتحولت البيوت التي كانت مأهولة بالسكان، إلى أماكن خالية من أي أصوات أو ضجيج سوى ما يتردّد من صدى القذائف، وتمتدّ خسائرُ الحرب لتشمل الجميع، من المدنيين والسكان، إلى المقاتلين والجنود، وأخيراً إلى الصحفيين الميدانيين الذين يغطّون هذه الحرب.

 

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×