المعينات المنزليات في الصين ينفقن من أجل الحصول على المعرفة وتطوير الذات

20 يناير 2020/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ شهدت الصين على مدى السنوات الاخيرة توسعا مستمرّا لحجم سوق الخدمات، مما زاد الطلب على موظفي الخدمات ذوي المهارات المهنية العالية. وهو ما جعل العاملات في قطاع الخدمة المنزلية يدركن بشكل متزايد أهمية تعلم المهارات الجديدة، ويبدين استعدادهن للتعلم والدفع من أجل الحصول على المعارف الجديدة. ويشير تقرير صادر عن منصة الخدمات المنزلية الصينية "آيي لايله"، إلى أن رغبة المعينات المنزليات في التعلم قد زادت بشكل ملحوظ في عام 2019 مقارنة بالعام الأسبق، حيث دفع 23٪ من العاملات المنزليات مقابل الحصول على المعارف الجديدة.

تشاو ون ينغ هي معينة منزلية في سن 47، ولديها 10 سنوات من الخبرة العملية. يوم السبت هو يوم اجازتها الوحيد كل اسبوع. رغم ذلك وبدلاً من أن تأخذ قسطا من الراحة، تختار أن تذهب إلى الفصل. حيث تتعلم دروسا في التعليم المبكر وتربية الأطفال، ويتطلّب ذلك منها 10 أيام من الدراسة، وبعد اجتياز الامتحان، تحصل على شهادة.

 "رغم أنني اكتسبت بعض الخبرة، بعد العمل لأكثر من 10 سنوات. مازال يتعين علي أن أتعلم باستمرار إذا أردت أن أكون أكثر علمية ومهنية. لأن ذلك سيعزز فرصي في ايجاد عمل أفضل. "

دفعت تشاو ون ينغ 2480 يوان مقابل دورة تعليمية في التعليم المبكر لمدة 10 أيام. وتقول " من الجيد أن أتعلم شيئًا جديدًا. فعلينا أن نتعلّم باستمرار، لكي لا يتجاوزنا الزمن". ورغم أن رئيسها في العمل يطلب منها أن تأتي للعمل يوم السبت بأجر إضافي، لكنها تفضل الذهاب للدراسة.

لا تشعر تشاو ون ينغ بالدونية من ممارسة هذا العمل، لكن نقصها لبعض المعارف اللازمة يشعرها بالقلق. "لو كنت استطيع استخدام الحاسوب، سيمكنني بتجربتي هذه أن أصبح وكيلة خدمات منزلية".

وفي العام الماضي، أنفقت تشاو أكثر من 5000 يوان للحصول على رخصة قيادة لأنها شعرت بأن القيادة مهارة أساسية أيضًا.

"إذا كنت ترغب في كسب المزيد من المال، فعليك أولاً أن تجعل نفسك ذا قيمة ". وهنا تقول تسنغ شياومي، التي تعمل نائبة المدير العام لإحدى منصات الخدمات المنزلية إن معظمهم العاملين في قطاع الخدمات المنزلية هم من مواليد السبعينيات والثمانينيات. وهن عادة لا يعملن من أجل لقمة العيش، بل من أجل الحصول على حياة أفضل. وتقول إن المعينات المنزليات يدفعن ينفقن الأموال من أجل التعلم والحصول على شهائد مهارة، تماماً مثلما يلجأ الخريجون الجدد إلى الحصول على شهادات في اللغة الإنجليزية والحاسوب وغيرها من أجل ايجاد عمل مناسب.

بالطبع، ليست كل المعينات المنزليات على استعداد للأنفاق من أجل التعلم منذ البداية. حيث تقول تسنغ شياومي بأن العديد من المعينات المنزليات شعرنا بالقلق حينما طلب منهن الذهاب للتدريب في البداية.

شياو جوبنغ التي عملت طويلا في الخدمة المنزلية، كانت دائما تشعر برضا الزبائن. ولا تجد أي حاجة لحضور الفصول الدراسية والتدريب. لكن في وقت لاحق، اكتشفت بأن زميلاتها حصلن على شهائد بعد مشاركتهن في دورات تدريبية. مما أسهم في زيادة رواتبهن بشكل أسرع، لذا قررت هي أيضا الانضمام إلى صفوف الدراسة. "بعد الدراسة، وجدت أن التعلم المنهجي ضروري لتطوير المهارات الذاتية، والا سأبقى دائما أكرر الطرق التقليدية"، تقول شياو جوبنغ.

وتشير الأرقام ذات الصلة إلى أن الراتب الشهري للمعينات المنزليات اللاتي يشاركن التدريب يزيد بـ 300 ~ 500 يوان في الشهر.

من جهة أخرى، يقول تشو يوانهونغ، مؤسس منصة "آيي لايله" إن الخدمات المنزلية مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية. وأن التعلم المستمر للمعينات المنزليات، لن يرفع قيمتهن فحسب بل سيرفع قيمة هذه الصناعة أيضا. "