اقتصاد رصد الطيور يغني أهل قرية في الجبال بالصين

/مصدر: شينخوا/  2019:12:24.16:25

بكين 24 ديسمبر 2019 (شينخوا) وداعا لأيام صيد الطيور السابقة بالقوس والنبال، حيث تحول أهل قرية سانخه في وادي نهر نوجيانغ بجنوب غربي الصين إلى سياحة رصد الطيور بالتيليسكوب والكاميرا، وبالمقابل جلب الاقتصاد الناجم عن رصد الطيور تغيرات كبيرة لحياتهم ومشاعرهم.

لي تشونغ هوا، الفلاح في قرية سانخه وهو من قومية ليسو، واحدة من القوميات الـ11 التي كانت تعيش في مجتمع بدائي في مقاطعة يوننان جنوب غربي الصين قبل تأسيس جمهورية الصين الشعبية منذ سبعين عاما وانتقلت مباشرا إلى المجتمع الاشتراكي بعد ذلك، لم يحضر إلا المدرسة الابتدائية بيد أنه قادر على معرفة أكثر من 40 نوعا من الطيور ويشتغل دليلا للزوار بشأن رصد الطيور.

وتقع قرية سانخه بين الغابات السميكة لوادي نهر نوجيانغ بولاية نوجيانغ ذاتية الحكم لقومية ليسو بمقاطعة يوننان، حيث تتمتع بالموارد الغنية من الغابات والحيوانات البرية، بيد أن موقعها في قلب الجبال المرتفعة يعيقها عن التواصل مع العالم الخارجي والتنمية الاقتصادية بشكل سهل.

وأنشأت شركة تكنولوجيا زراعية نقطتين لرصد الطيور في قرية سانخه عام 2018، محاولة الاستفادة من موارد الطيور المتنوعة. ونجحت التجربة الأولى حيث جاء عدد من الزوار وعشاق الطيور إلى سانخه.

وبعد النجاح الأول، قررت السلطات المحلية بناء نقاط أكثر لرصد الطيور وخيام للتصوير بشكل علمي بدون تأثيرات سلبية للطيور، وذلك ضمن جهودها لتخفيف الفقر بالقرية والسعي وراء التنمية الخضراء والمستدامة.

وتحتضن القرية حاليا 15 نقطة لرصد الطيور، في حين ازدهر سياحة رصد الطيور ازدهارا كبيرا.

وفي الحقيقة، لم يرجع ازدهار سياحة رصد الطيور إلى أهل سانخه بزيادة اقتصادية فقط، بل منحهم تغيرات ايجابية لحياتهم ورسخ أملا في قلوبهم لمستقبل أفضل.

ويتولي لي تشونغ هوا خيما لتصوير الطيور، ويعرف كيفية جذب الطيور البرية المختلفة إلى الأشجار بجانب خيمه عن طريق التغذية بالدود وإمداد المياه، فضلا عن التنظيف الدقيق لبيئة النقطة من أجل إعطاء الطيور اطمئنانا. كما يتمكن لي من تمييز أنواع مختلفة من الطيور، ما أكسبه الاحترام من بين عشاق التصوير في مكانه وزاد ثقته الذاتية.

وأصبح لي الآن "خبيرا محليا" إلى حد ما في مجال حماية الطيور، بالاختلاف عن أجداده الذين اصطادوا الطيور من أجل الأكل، حيث يعتقد أن حياته ستكون أفضل بحمايتها.

وتعد مقاطعة يوننان من المناطق التي تعاني فقرا شديدا في الصين، وتعمل السلطات المحلية على الاستفادة من الوسائل مثل رصد الطيور للحد من الفقر في مناطقها الجبلية الواسعة لتحقيق المنفع المشترك بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة في آن واحد، وذلك ضمن جهود الحكومة الصينية المركزية لمكافحة الفقر في عموم البلاد والقضاء عليه بحلول عام 2020.