اجتماع هام يُهيء الصين للمرحلة الأخيرة صوب الإنجاز المهم للعام 2020

بكين 12 ديسمبر 2019 (شينخوا) عقد مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي السنوي في بكين خلال الفترة من يوم الثلاثاء إلى اليوم (الخميس)، حيث رسم قادة الصين مسار الاقتصاد في 2020.

واستعرض شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والرئيس الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، في خطابه الذي ألقاه خلال المؤتمر، العمل الاقتصادي للبلاد في 2019، وحلل الوضع الراهن وحدد المهام الرئيسية لعام 2020.

حضر الاجتماع كل من لي كه تشيانغ ولي تشان شو ووانغ يانغ ووانغ هو نينغ وتشاو له جي وهان تشنغ، وجميعهم أعضاء اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.

مشهد جيد

وفي مواجهة الوضع المعقد الذي يتسم بالمخاطر والتحديات المتزايدة في الداخل والخارج خلال عام 2019، حافظت الصين على تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة وسليمة وحققت طفرات رئيسية في "المعارك الثلاث الصعبة"، وشهدت تقدما ملموسا في هدفها الرامي لتقليل الفقر، ومنع وضبط المخاطر المالية على نحو فعال، والتحسن العام في البيئة، طبقا لما ورد في بيان صادر عن المؤتمر.

من ناحية أخرى، فإن تقدم الدولة في تحقيق المهام الكبرى للخطة الخمسية الـ13 كان على مستوى التوقعات، واتخذت خطوات كبرى جديدة نحو الإنتهاء من بناء مجتمع مزدهر باعتدال في جميع الجوانب.

وأشار البيان إلى أن "السبب الجوهري هو أننا تمسكنا بالقيادة المركزية والموحدة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وحافظنا على التصميم الاستراتيجي، وواصلنا السعي لتحقيق التقدم مع ضمان الاستقرار، وعمقنا الإصلاح والانفتاح، وأفسحنا مجالا كاملا لحماس الحكومات المركزية والمحلية".

وأضاف البيان "في الوقت الذي نعترف فيه تماما بإنجازاتنا، يتعين علينا أن ننظر للصين على أنها في مرحلة حاسمة في التحول لنموذجها للنمو، وتحسين بنيتها الاقتصادية، وتعزيز محركات جديدة للنمو".

وأشار البيان إلى أن البلاد تواجه تزايد ضغوط الهبوط الاقتصادي وسط مشكلات هيكلية ومؤسسية ودورية متشابكة.

وأوضح البيان أن الاقتصاد العالمي يواصل التباطؤ، والعالم لا يزال يمر بمرحلة إعادة ترتيبات عميقة بسبب الأزمة المالية العالمية، مع تغيرات عميقة تتسارع وتيرتها، وزيادة في مصادر الاضطراب ، وأضاف " نحن بحاجة إلى الاستعداد الجيد مع خطط طارئة".

وبالنظر إلى هذا الوضع، اشار المؤتمر إلى أن الصين لا تزال تحافظ على الاتجاه الرئيسي للاقتصاد الصيني بالمحافظة على النمو المطرد نحو التنمية السليمة طويلة الأجل، دون تغيير.

وقال البيان "نحن نستطيع التغلب على كل المخاطر والتحديات."

ومن أجل تحقيق الأهداف المتوقعة لعام 2020، فإن الصين ستضمن الاستقرار كأولوية قصوى، وتتمسك بإطار السياسات المتعلق بالسياسات الاقتصادية الكلية المستقرة، والسياسات الجزئية المرنة والسياسات الاجتماعية التي تضمن الوفاء بالاحتياجات الأساسية.

وأكد المؤتمر على الجهود النشطة المستدامة لتعميق الإصلاح الهيكلي لجانب العرض، وضمان النمو المعقول والتحسن المطرد للاقتصاد.

صوب نصر عظيم

حدد الاجتماع المهام الاقتصادية الرئيسية للعام المقبل.

وشدد الاجتماع على التنفيذ الصارم لفلسفة التنمية الجديدة من أجل تعزيز التنمية رفيعة الجودة، داعيا الحكومات على جميع المستويات إلى تبني منهج شامل وكلي.

وحث الاجتماع على بذل جهود حازمة في " المعارك الصعبة الثلاث" ضد المخاطر الرئيسية والفقر والتلوث.

وحول تعزيز رفاهية الشعب، شدد الاجتماع على ضمان توافر قوة عمل مستقرة وتعزيز التوظيف وكفاءته.

وأكد الاجتماع أن البلاد تعتزم مواصلة تطبيق سياسة مالية استباقية وسياسة نقدية حكيمة، لافتا إلى أنه يتعين تعزيز كفاءة السياسة المالية وتعزيز تأثيرها الإيجابي عبر بذل مزيد من الجهود بشأن التعديل الهيكلي للاقتصاد، مع مواصلة تنفيذ السياسة النقدية بمرونة معقولة للحفاظ على سيولة السوق بوفرة معقولة .

ولفت الاجتماع إلى وجوب تماشي النمو الائتماني والاجتماعي مع التنمية الاقتصادية، مشيرا إلى أهمية خفض تكاليف التمويل الاجتماعي وتعميق الإصلاح الهيكلي لجانب العرض بالقطاع المالي.

وحث الاجتماع على تعزيز التطور الصناعي ورفع مستوى الاستهلاك، والاستغلال الكامل لمزايا السوق الصينية الهائلة، وإفساح المجال أمام الدور الأساسي للاستهلاك والدور الحيوي للاستثمار.

وفيما يخص تعزيز التنمية رفيعة الجودة، شدد الاجتماع على بناء قوى دفع جديدة عبر تنفيذ أسرع لإستراتيجيات التنمية الإقليمية، مثل التنمية المنسقة لمنطقة بكين - تيانجين - خبي، والتنمية المتكاملة لدلتا نهر يانغتسي، وبناء منطقة خليج قواندونغ - هونغ كونغ - ماكاو الكبرى.

وقال البيان إن البلاد تعتزم بناء مجموعات تصنيع ذات قدرة تنافسية عالمية.

وأوضح البيان أن الدولة تعتزم تعميق إصلاح النظام الاقتصادي، مع تسريع وتيرة إصلاح الأصول والشركات المملوكة للدولة.

ولفت البيان إلى أن الانفتاح الصيني سيواصل نموه على نطاق أوسع ومستوى أعمق، مشيرا إلى تيسير الاستثمار الأجنبي ودعم حمايته. كما أوضح البيان أن البلاد تعتزم خفض القائمة السلبية للاستثمار الأجنبي بدرجة أكبر، وخفض المستوى العام للرسوم الجمركية ، وتشجيع الشركات على تنويع أسواق التصدير.

وحث الاجتماع على الحفاظ على نمو مستقر للتجارة الخارجية، وضمان استخدام مستقر وأكبر للاستثمار الأجنبي، وتحقيق نمو قوي في البناء المشترك للحزام والطريق.

وأكد الاجتماع أن إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة باعتدال في جميع الجوانب وتحقيق أهداف الخطة الخمسية الـ13 سيمثلان الأولوية العليا لعمل الحزب الشيوعي الصيني في العام المقبل، لافتا إلى بذل الجهود المنسقة في هذا الصدد لضمان تحقيق نصر عظيم.