بكين 26 نوفمبر 2019 (شينخوا) رأى محللون صينيون أن بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم الـ 24 والمقرر أن تنطلق اليوم (الثلاثاء) في قطر قد تكون بداية لتقارب يفضي إلى مصالحة للأزمة الخليجية المستمرة منذ أكثر من عامين.
واكتمل مساء أمس الاثنين عقد المشاركين في بطولة (خليجي 24) بوصول بعثة المنتخب البحريني بعد أن وصل في وقت سابق منتخبا السعودية والإمارات، رغم المقاطعة المستمرة بين الدول الثلاث وقطر على خلفية الأزمة الخليجية. وتعلق آمال سياسية على هذه المشاركة لكسر الجمود في الأزمة الممتدة منذ يونيو 2017.
واندلعت الأزمة في بداية يونيو عام 2017 بعد أن قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر وغيرها من بعض دول الاقليم علاقاتها مع قطر وفرضت عليها مقاطعة اقتصادية وأغلقت منافذها برا وبحرا وجوا أمامها ضمن إجراءات عقابية أخرى بدعوى دعم وتمويل الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأربع، ما نفته الدوحة بشدة.
ومع تطور الأزمة، تقدم الرباعي بقائمة مطالب من 13 بندا للحل رفضتها قطر لأنها تتصل بـ "السيادة"، لتبقى الأزمة قائمة مع تمسك كل طرف بموقفه رغم جهود الوساطة الكويتية والأمريكية والدعوات الإقليمية والدولية المطالبة بحلها.
وقالت شيو ون، الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط بجامعة بكين، إن الفعاليات الرياضية يمكن أن تعزز التفاهم والثقة والصداقة المتبادلة بين شعوب مختلف البلدان، وعلى الرغم من أنها لا تلعب دورا جوهريا في تضييق الخلافات السياسية، ولكنها تعكس إلى حد كبير النوايا الحسنة للدول المشاركة واستعدادها لتخفيف التوترات.
وفي هذا الصدد، أشارت إلى أنه "قد تكون هذه البطولة محاولة مبدئية من قبل هذه الدول لتخفيف حدة الأزمة الخليجية".
وكانت دول المقاطعة قد رفضت المشاركة في نفس البطولة قبل عامين في قطر بعد أشهر من اندلاع الأزمة وتراجعت عن موقفها بعد نقل البطولة إلى الكويت.
وقال نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله يوم الاثنين إن احتضان قطر لبطولة خليجي 24 لكرة القدم وإعلان دول الخليج المشاركة فيها يؤكد أن الأزمة الخليجية في طريقها للحل.
وذكر للصحفيين أن" خطوات مهمة قد تحققت على طريق حل هذا الخلاف واعتقد بأن مشاركة الدول الخليجية في دورة خليجي 24 القادمة هو مؤشر واضح على أن هناك انفراجات في الموقف وأن هناك خطوات أخرى قادمة تؤكد أننا في الطريق الصحيح".
ومن جانبه، أشار وو يي هونغ، الخبير البارز في شؤون الشرق الأوسط بأكاديمية ((تايخه)) الصينية للدراسات والبحوث الإستراتيجية، إلى ثمة متغيرات أمنية واقتصادية تدفع دول الخليج إلى البحث عن نقطة للتوازن وترك الصراعات القديمة.
وأشار وو إلى أن العمل التخريبي الذي وقع قبالة سواحل الإمارات والهجوم الذي استهدف المنشآت النفطية لأرامكو السعودية مؤخرا أكدا مدى خطورة التهديدات التي تواجهها الدولتان والخليج عموما، وعزز إدراك دول المنطقة بأهمية معالجة التهديدات الأمنية بشكل حقيقي بدلا من تبادل الاتهامات.
وقال وو إن دول الخليج لديها أيضا مشاريع اقتصادية طموحة تريد دفعها ومن الطبيعي أن تكون هناك رغبة في المصالحة.