أنقرة 11 نوفمبر 2019 (شينخوا) قال محللون إن تهديد تركيا بترحيل أسرى مقاتلي تنظيم (الدولة الإسلامية) إلى دولهم الأصلية سياسة تهدف إلى ممارسة الضغط على الدول الأوروبية الممانعة من أجل استعادة الجهاديين في النهاية وسط مخاطر الفشل الدبلوماسي.
وذكرت وكالة أنباء (ديميرورين) الخاصة الجديدة أن تركيا رحّلت اليوم (الاثنين) جهاديا أمريكيا وآخر دنماركيا.
ونقلت وكالة أنباء (الأناضول) شبه الرسمية عن إسماعيل كاتاكلي المتحدث باسم وزارة الداخلية قوله إن تركيا سترحل قريبا سبعة مواطنين ألمان.
ووفقا لقنوات إخبارية تركية، فقد رُحّل الجهادي الأمريكي إلى اليونان عبر بوابة حدودية دخل منها إلى تركيا لأول مرة، حيث ينتظر في المنطقة المحرّمة بين البلدين بعد منع اليونان دخوله إليها.
وبحسب ما ورد أيضا، أُرسل الجهادي الدنماركي على متن رحلة للخطوط الجوية التركية من اسطنبول إلى كوبنهاجن وسط تدابير أمنية مشددة.
وأشار المتحدث التركي إلى أنه "تم الانتهاء من خطط سفر سبعة مقاتلين إرهابيين أجانب من أصل ألماني موجودين في مراكز الترحيل، حيث سيكون الترحيل يوم الخميس"، مشيرا أيضا إلى ترحيل مواطنين أيرلنديين، وألمانيين اثنين آخرين، و11 فرنسيا قريبا.
ويوم الجمعة الماضي، حذر وزير الداخلية التركي سليمان سويلو من أن أنقرة ستبدأ في إرسال مقاتلي التنظيم إلى بلادهم يوم الاثنين حتى لو تم إلغاء جنسيتهم وسط خلاف بشأن هذه المسألة مع دول الاتحاد الأوروبي الممانعة لاستقبالهم.
ووفقا للإذاعة العامة (تي آر تي هابر)، فإن تركيا تهدف إلى ترحيل نحو 2500 مقاتل، سترسل الغالبية العظمى منهم إلى الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى وجود 813 "محتجزا على خلفية الجهاد" في 12 مركز ترحيل في جميع أنحاء البلاد.
ولا يزال من غير الواضح كيف ستعمل سياسة تركيا، حيث إن العديد من الدول تطلب قوائم المسافرين على متن الرحلات التجارية قبل السماح لأية طائرة بدخول مجالها الجوي.
وقال خبراء إن موقف تركيا المتعنت ينبع من إحباطها من عدم وجود أية مبادرة أوروبية وأي تعاون أوروبي مع أنقرة.
وأوضح المحلل السياسي والصحفي التركي سركان دميرداش لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "تركيا تكشف النفاق الأوروبي بشأن قضية المقاتلين الأجانب من خلال الانخراط في عمل ملموس."
وأشار إلى أن الحلفاء الغربيين اتهموا تركيا بعدم القيام بما يكفي ضد التنظيم الجهادي، قائلا، ومع ذلك، فإن "تركيا تقول - انظروا، أحارب هذه المنظمة الإرهابية وأعيد إرسال المقاتلين إليكم."
كما لفت دميرداش إلى أن عمليات الترحيل الأولى تتزامن مع اجتماع مقرر عقده يوم الخميس في واشنطن يضم 30 دولة تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية، وهو تجمع دعت إليه فرنسا على خلفية سحب الولايات المتحدة قواتها من سوريا.
وأضاف "مع وضع هذا الاجتماع في الاعتبار، فإن بداية عمليات ترحيل المقاتلين الأجانب هجوم تركي مضاد للانتقادات الغربية لفشلها في العمل ضد التنظيم من أجل نفي هذه الرواية."
ترفض العديد من الدول الأوروبية، التي تشعر بالقلق من الخطر الذي يشكله المتطرفون العائدون إليها، السماح بعودة مقاتلي التنظيم أو زوجاتهم وأطفالهم.
كما تشعر الدول الغربية بالقلق من أن الكثير من الأدلة ضد المقاتلين لن تكون قابلة للاستخدام في المحكمة، كما قال إيرول بورال، متخصص في دراسة شؤون الإرهاب من معهد القرن ال21، وهو مركز أبحاث مقره أنقرة.
وقال بورال لـ(شينخوا) إنهم "يريدون محاكمة الإرهابيين في العراق أو سوريا، لكن كيف يمكن أن يكون ذلك ممكنا على سبيل المثال في سوريا، وهي الدولة التي لا تتمتع بسيادة في أجزاء منها. هذه منطقة قانونية رمادية ومضيعة للوقت تضع تركيا في خطر حدوث هجمات جديدة."
ولمنع الجهاديين من العودة، جردت بريطانيا أكثر من 100 شخص من الجنسية بسبب انضمامهم إلى جماعات جهادية في الخارج.
لكن تركيا، التي فقدت نحو 300 من مواطنيها بسبب هجمات التنظيم في السنوات الأخيرة، لم تقبل بهذا الأسلوب. وانتقد وزير الداخلية التركي دول الاتحاد الأوروبي، محذرا من أن "تركيا ليست فندقا للجهاديين."
وقال مصدر تركي رسمي لـ(شينخوا)، طلب عدم الكشف عن هويته، "لسنا موافقين على تحمل هذا العبء بمفردنا. تركيا عضو نشط في التحالف الدولي ضد التنظيم وفتحت قاعدة إنجيرليك الجوية لهذا الغرض."
وأوضح المصدر "منذ شهور انتظرنا أن تجد الدول الغربية أرضية مشتركة وتتصرف في هذا الشأن، لكن لم يتحقق أي تقدم، والآن حان وقت العمل."