مقالة : من معرض الواردات؛ الصين وفرنسا تتطلعان إلى الانفتاح والمستقبل

شانغهاي 7 نوفمبر 2019 (شينخوا) أرسلت الصين وفرنسا، ممثلتان للحضارتين الشرقية والغربية، رسالة قوية للعالم من معرض الصين الدولي الثاني للواردات القائم مفادها حماية التعددية والتجارة الحرة بقوة وبناء اقتصاد عالمي مفتوح.

وخلال كلمته الهامة في مراسم افتتاح المعرض الثلاثاء في شانغهاي، عرض الرئيس الصيني شي جين بينغ إمكانية البناء المشترك لاقتصاد عالمي مفتوح من خلال التعاون وبالابتكار ومن أجل المنافع المشتركة، بينما دعا الدول إلى مواجهة الحمائية والأحادية بقوة.

ومؤيدا وجهة نظر شي، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن اللجوء إلى الأحادية والحمائية والتعريفات أو قانون الغابة لن يحل المشكلات التي يواجهها العالم.

وأوضح ماكرون، الذي يزور شانغهاي للمرة الأولى، أنه منبهر بشدة بالمدينة. "من هنا يمكنني رؤية الانفتاح ومستقبل الصين."

وتعد فرنسا ضيفة شرف في المعرض الحالي الذي بدأ في 5 نوفمبر ويستمر حتى 10 نوفمبر، وسيعقد خلاله أكثر من 50 نشاطا تحت عنوان الابتكار في الجناح الفرنسي. وتشارك أكثر من 80 شركة فرنسية، من العملاق (ال في ام اتش) إلى (إير ليكويد)، بقوة في المعرض.

وقال بينويت غويد وهو القنصل العام الفرنسي في شانغهاي في المعرض إن "هذا يثبت أن الشركات الفرنسية تجمعت لاستغلال فرص السوق الصينية ونحن واثقون في المستقبل."

وأوضح كريستوفر ليكورت المدير العام لمؤسسة (بيزنيس فرانس) أن "الجناح الفرنسي تعبير عن العلاقات العميقة والمتنوعة بين الدولتين، مضيفا أن الجناح يضم أربعة أقسام، الإنتاج الزراعي والتنمية المستدامة والصحة ورفاه الشعب، وكذلك الابتكار الذي يسلط الضوء بشكل كامل على المعرفة الفرنسية.

وبجانب حضور مراسم افتتاح معرض الصين الدولي للواردات، جاء ماكرون أيضا إلى الصين في زيارة دولة بمناسبة الذكرى ال55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وخلال المحادثات بين شي وماكرون في بكين أمس الأربعاء، قال شي إنه يتعين على الدولتين، وهما عضوان دائمان في مجلس الأمن وممثلان عن الحضارتين الشرقية والغربية، تعزيز التواصل الاستراتيجي وتحمل المزيد من المسؤوليات وممارسة أدوارهما بصفتهما دولتين رئيسيتين في ظل التغيرات التي لم يشهدها العالم منذ قرن.

واقترح ستة أهداف يتعين على الدولتين التركيز عليها، من بينها دفع التعاون بشأن المشروعات واسعة النطاق وتوسيع الانفتاح المتبادل للسوقين.

وأوضح ماكرون خلال محادثاته أن الشركات الفرنسية تتوق إلى استغلال فرصة زيادة الانفتاح الصيني وفتح السوق الصينية، وزيادة صادرات المنتجات الزراعية إلى الصين، وتعزيز التعاون في مجالات مثل الطيران والفضاء الجوي والطاقة النووية المدنية وكذلك الابتكار العلمي والتكنولوجي والتمويل.

وفي شانغهاي وبرفقة ماكرون، زار شي الجناح الفرنسي بالمعرض وتذوق منتجات النبيذ واللحم البقري الفرنسية.

وقال برونو شيفوت، نائب رئيس شركة (دانون) إن "المعرض قدم فرصة فريدة للتعامل مع المستهلكين وقدم ابتكار الشركة للمستهلك الصيني بشكل أسرع"، مشيرا إلى أن الشركة وقعت بالفعل لحضور المعرض الثالث للواردات. وقدمت الشركة أكثر من 120 منتجا في معرض هذا العام، بزيادة 50 بالمئة مقارنة بالعام الماضي.

وتعرض شركة (لوريل-الصين) 11 نوعا من منتجاتها الفاخرة بالمعرض. وقال المدير التنفيذي للشركة فابريك ميجربان إن "انفتاح الصين، الذي ظهر في هذا المعرض، سيمكن الشركات من تقديم أفضل منتجاتها إلى المستهلك الصيني."

وتجاوزت التجارة بين الصين وفرنسا 60 مليار دولار في 2018، وهو رقم قياسي، بفضل زيادة الانفتاح الصيني.

وقال باي مينغ، خبير بمعهد أبحاث تابع لوزارة التجارة الصينية، إن "تنمية العلاقات الثنائية سيدفع بكل تأكيد التعاون الاقتصادي، وستوفر السوق الصينية المزيد من الفرص للشركات الفرنسية."