مقالة : التفاعل الثقافي يتجلى في مهرجان الفنون والفلكلور الأفروصيني الرابع بمدينة أسوان المصرية (2)

/مصدر: شينخوا/  2019:10:29.08:57

أسوان، مصر 28 أكتوبر 2019 (شينخوا) من داخل معبد فيلة المحاط بمياه نهر النيل والتلال الصخرية بمحافظة أسوان في صعيد مصر، انطلقت فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الفنون والفلكلور الأفروصيني لتعزيز التفاعل بين فرق الفنون الشعبية لثلاثين دولة عبر الفن والثقافة.

وتزين مدخل المعبد، الذي يذهب إليه الزوار بواسطة الزوارق، بالفوانيس الصينية الحمراء وأعلام الدول المشاركة في الحدث الثقافي الذي يقام في الفترة من 27 إلى 31 أكتوبر الجاري.

وقالت سهير عبد القادر مؤسس ورئيس المهرجان، "لقد تغلبنا على التحديات التى واجهتنا لإقامة المهرجان في أسوان في عدة أماكن للعرض منها معبد فيلة، حيث كان يعقد دائما في القاهرة منذ إطلاقه لأول مرة في عام 2016".

وأضافت عبد القادر لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن حضور العديد من الوزراء والمسؤولين والنواب والفنانين المصريين، وكذلك المستشار الثقافي للسفارة الصينية في مصر شي يوي ون، إشارة إلى نجاح مهرجان الفنون والفلكلور الأفروصيني في نسخته الرابعة.

ولاقت فرقة "شيامن" للرقص الشعبي الصيني، التي ارتدت ملابس صينية تقليدية حمراء، استحسانا كبيرا من الجمهور الذي انبهر بأدائها في العرض الافتتاحي للمهرجان، وكذلك عروضها في اليوم التالي في أحد المسارح المحلية بكورنيش أسوان المطلة على نهر النيل.

وقالت لين ناي تشن مديرة الفرقة الصينية، إن شيامن هي أول فرقة محترفة لفن الرقص الشعبي في الصين، مشيرة إلى أن الفرقة قدمت عروضا في خمس قارات حوالي 46 مرة، مثلت فيها مدينة شيامن بمقاطعة فوجيان الصينية.

وأضافت لين، أنه "لشرف كبير لي أن أكون هنا في مصر لأول مرة للمشاركة في هذا المهرجان، وهي فرصة لنا لنشر الثقافة الصينية وتعريف المزيد من الناس بها من خلال عروضنا الراقصة المميزة".

ويمثل الفرقة الصينية في مصر 21 راقصا وراقصة، أصغرهم يبلغ من العمر 17 عاما وأكبرهم 30 عاما.

ووصف سون بوه مدير إدارة الفنون بمكتب شيامن الثقافي والسياحي، الفرقة الصينية بأنها "واحدة من بطاقات التعريف لمدينة شيامن"، مؤكدا أن شعبيتها المتنامية وصلت إلى العديد من الدول الأفريقية أيضا.

وقال سون لـ((شينخوا))، "أنا سعيد جدا بمشاركة عدد كبير من الدول الأفريقية في المهرجان، وقد رأيت عروضها المفعمة بالحماس، وآمل أن تتاح لنا المزيد من الفرص للتعلم من بعضنا البعض".

وشهد اليوم الثاني للمهرجان أيضا عروضا لفرق أفريقية مختلفة، منها فرقة أسوان الشعبية من مصر، وفرقة أهالينا من السودان، وفرقة روكيز من أوغندا، وفرقة أفرونيشن من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وفرقة وردة الجزائر من الجزائر وغيرها.

وقال خالد حوباد من فرقة وردة الجزائر، إن هذه هي المرة الرابعة التي تشارك فيها فرقته في مهرجان الفنون والفلكلور الأفروصيني، مشيرا إلى أنهم قوبلوا كالعادة بحفاوة وترحاب حار في مصر.

وتابع عضو الفرقة الجزائرية، أن "فكرة التفاعل الثقافي الأفريقي - الصيني جيدة للغاية، لأن هناك نوعا من الانسجام بين الثقافات الآسيوية والأفريقية عموما".

وقبل بداية أحد العروض كان أوسوبو جوليوس عضو فرقة روكيز الأوغندية، 16 عاما، يرتدي زي الصياد أو المحارب الأفريقي البدائي الذي تغطي الجزء العلوي من جسمه عقود الصدف بينما يغطي نصفه الأسفل غطاء فروي يشبه جلد الحيوانات.

وقال جوليوس قبل عرض فرقته، إن "هذه هي المرة الأولى التي اشارك في هذا المهرجان، وقد استمتعت به كثيرا لأني قابلت هنا مجموعة متنوعة من الناس من أماكن وثقافات مختلفة، وهو أمر جيد جدا لبناء العلاقات بين الشعوب".

ومن بين الفنانين الذين حضروا المهرجان الممثلة المصرية رانيا فريد شوقي، التي قالت إنها تود زيارة الصين يوما ما "لرؤية هذه الدولة العملاقة التي أثارت إعجاب العالم بتطورها وثقافتها".

وأردفت الممثلة المصرية لـ((شينخوا))، "أقول دائما إن الفن ليس له حدود أو لغات أو جنسيات، لأنه يجمع كل الشعوب، وأنا كفنانة حرصت على الحضور اليوم ورؤية هذا التجمع الجميل والعروض الرائعة للفرق الصينية والإفريقية".

كما شاركت في المهرجان فرق أفريقية أخرى منها فرقة فالنتينو من مالاوي، وفرقة داميان سينيوي من الكاميرون، وفرقة مشوبي من ناميبيا، وفرقة الحضرة من تونس وغيرها.

ولم يجذب المهرجان الجمهور المصري والزوار الصينيين والأفارقة فقط، بل استمتع بالعروض أيضا السياح الأجانب الموجودين في مدينة أسوان الغنية بالآثار المصرية.

وقالت السائحة الإسبانية أسون غوميز، إنه "لأمر رائع أن نرى كل هؤلاء الراقصين من أفريقيا والصين في مزيج جميل للغاية من مختلف الثقافات في العالم".

واستطردت السائحة الإسبانية "أنهم حقا يبدون متناغمين ومتحدين للغاية أثناء عروضهم لفنونهم الشعبية".