بكين 21 سبتمبر 2019 (شينخوا) وقّعت الصين وجزر سليمان على بيان مشترك في بكين اليوم (السبت) بشأن إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين.
ووقع البيان عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي، ووزير الشؤون الخارجية والتجارة الخارجية بجزر سليمان جيريمايا مانيلي عقب إجرائهما مباحثات ثنائية.
وأوضح البيان أن الدولتين قررتا الاعتراف ببعضهما البعض وإقامة علاقات دبلوماسية على مستوى السفراء اعتبارا من تاريخ توقيع البيان، وفقا لمصالح الشعبين ورغبتهما.
واتفقت الصين وجزر سليمان على تطوير العلاقات الودية بينهما على أساس مبادئ الاحترام المتبادل للسيادة ووحدة الأراضي، وعدم الاعتداء وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض والمساواة والمنفعة المتبادلة والتعايش السلمي.
ووفقا للبيان، اعترفت حكومة جزر سليمان بأنه لا يوجد غير صين واحدة في العالم، وأن حكومة جمهورية الصين الشعبية الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل كل الصين، وأن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية.
وقال البيان إن "حكومة جزر سليمان سوف تقطع 'العلاقات الدبلوماسية' مع تايوان اعتبارا من هذا اليوم، وتتعهد بعدم تطوير أي علاقات رسمية أو تبادلات رسمية معها. وتقدر حكومة جمهورية الصين الشعبية هذا الموقف الذي اتخذته حكومة جزر سليمان."
وقبل التوقيع على البيان، أعلنت جزر سليمان أنها تعترف بمبدأ "صين واحدة" وتقطع ما يسمى بـ"العلاقات الدبلوماسية" مع تايوان.
ومن جانبه، قال وانغ إن التاريخ سيثبت أن قرار إقامة علاقات دبلوماسية مع الصين يلبي المصالح الأساسية طويلة الأجل لشعب جزر سليمان، ويتماشى أيضا مع اتجاه العصر الذي لا يمكن مقاومته.
وفي معرض ذكره للإحياء المرتقب للذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، قال وانغ إن توقيت إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين يجلب أهمية خاصة ويبشر بآفاق مشرقة في العلاقات الثنائية.
وتعهد وانغ بأن الصين لن تفرض إرادتها على جزر سليمان أو تسعى لمصالح أحادية الجانب في التعاون الثنائي، قائلا "سيكون التعاون بين الصين وجزر سليمان عادلا ومنفتحا ومتبادل المنفعة وشاملا."
وأشار وزير الخارجية الصيني إلى أن مبدأ "صين واحدة" أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة وهو توافق المجتمع الدولي، مضيفا أن 179 دولة أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين حتى الآن.
وقال إنه يتعين على الصين تحقيق إعادة التوحيد الوطني، وستحقق ذلك في نهاية المطاف، لافتا إلى أن "منطقة تايوان كانت ولا تزال وستظل جزءا لا يتجزأ من أراضي الصين، سواء بحكم الواقع أو بحكم القانون. هذا الوضع لن يتغير ولا يمكن تغييره."
وأوضح وانغ أنه "لا يوجد سوى حفنة من الدول التي لم تُقِم علاقات دبلوماسية مع الصين بعد. ونعتقد أن عددا متزايدا من الأشخاص ذوي البصيرة في هذه البلدان سيتحدثون عن العدالة تماشيا مع الاتجاه السائد في هذا العصر."
وبدوره، قال مانيلي إن القرار السياسي الذي اتخذته حكومة جزر سليمان بقطع "العلاقات الدبلوماسية" مع تايوان وإقامة علاقات دبلوماسية مع الصين يصب في مصلحة البلاد على المدى الطويل.
ولفت مانيلي إلى أن حكومة جزر سليمان وشعبها يهنئون الصين بالذكرى الـ70 لتأسيس الصين الجديدة، ويعجبون بالإنجازات الضخمة التي حققتها الصين على مدار السبعين عاما الماضية.
وأعرب عن أمل بلاده في الانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق في أقرب وقت وإجراء تعاون مع الصين في مجالات التجارة والاستثمار والبنية التحتية والطاقة والمعادن فضلا عن المجالين الطبي والصحي، وذلك من أجل تعزيز تنميتها الاقتصادية والاجتماعية وإفادة شعبها وفتح صفحة جديدة من العلاقات الثنائية.
وقال سو شياو هوي، الباحث بمعهد الصين للدراسات الدولية، إن العديد من الدول النامية، بما في ذلك دول جزر المحيط الهادي مثل جزر سليمان تنجذب إلى التعاون مع الصين لأن الأخيرة لا تسعى إلى الهيمنة بل توفر فرصا للنمو بدون شروط.
وقال سو "بما أن جزر سليمان اختارت إقامة علاقات دبلوماسية مع الصين، فقد اختارت أن تتماشى مع اتجاه التاريخ."