بكين 11 سبتمبر 2019 (شينخوا) في يوم 2 من شهر سبتمبر الجاري، أعلنت الصين عن تعيين الدبلوماسي المحنك تشاي جون مبعوثا خاصا للحكومة الصينية لشؤون الشرق الأوسط، مما سلط الضوء على رغبة وعزم الصين في لعب دور بناء أكبر في دفع السلام والاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط، بعد 17 عاما من تأسيس المنصب المعني بالقضايا الساخنة في المنطقة.
ويعد تشاي، الذي تولى مناصب من بينها نائب وزير الخارجية الصيني والسفير الصيني لدى ليبيا وفرنسا وموناكو، المبعوث الصيني الخاص الخامس للشرق الأوسط وأول مبعوث صيني للشرق الأوسط على مستوى نائب وزير.
وبعد تعيينه، مارس تشاي عمله على الفور والتقى مع سفراء الدول العربية لدى الصين. وتحدث خلال مقابلة مع الإعلام الصيني عن رأيته بشأن انتشال الشرق الأوسط من الاضطرابات والصراعات وتحقيق الاستقرار والتنمية: الحفاظ على القواعد الأساسية للعلاقات الدولية بثبات، وإيجاد الحلول السياسية للقضايا الساخنة، وتهيئة الظروف لاستكشاف دول المنطقة مساراتها التنموية بنفسها، والمثابرة على مكافحة الإرهاب بحزم، ودفع الحوار بين الحضارات بنشاط.
وبهذه البداية، من المؤكد أن المبعوث الخاص للحكومة الصينية لشؤون الشرق الأوسط سيواصل جهود المبعوثين الصينيين الأربعة السابقين للشرق الأوسط في إظهار مواقف الصين من القضايا الساخنة في المنطقة، وتبادل وجهات النظر مع الأطراف المعنية، وتقديم المزيد من المساهمات لدفع وحماية السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة.
يذكر أن آلية عمل المبعوث الصيني الخاص لشؤون الشرق الأوسط، تم تأسيسها في سبتمبر عام 2002، حيث أصبح الدبلوماسي المحنك وانغ شي جيه أول مبعوث يتعامل بشكل رئيسي مع الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي المتصاعد حينئذ. وبعد وانغ، شغل ثلاثة سفراء سابقين آخرين، وهم سون بي قان ووو سي كه وقونغ شياو شنغ، هذا المنصب خلال 17 عاما لتعزيز دور الصين في القضايا الساخنة في الشرق الأوسط.
وتظهر الاحصاءات أنه خلال 17 عاما، قام المبعوثون السابقون الأربعة بـ67 زيارة وشاركوا في أكثر من 570 نشاطا متعلقا بموضوعات الشرق الأوسط لدفع حل القضايا المعنية، وذلك في مختلف الدول العربية حتى مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، عاصمة بلجيكا.
وفي هذا الصدد، قال قونغ شياو شنغ الذي تولى منصب المبعوث الصيني للشرق الأوسط في الفترة من 2014 إلى 2019، إنه كان في حالة تأهب ومستعد دائما للانطلاق في كل اللحظات. وبهذا الشعور بالمسؤولية وأهمية المهمة، التزم المبعوثون الصينيون بسياسة خارجية سلمية مستقلة وحافظوا على العدالة والإنصاف في تناولهم لشؤون الشرق الأوسط للحفاظ على السلام في المنطقة بنشاط.
ومن ناحية أخرى، شهدت المنطقة تغيرات كبيرة خلال السنوات الماضية، حيث تزايدت تطلعات شعوب دول الشرق الأوسط إلى السلام والتنمية والرخاء مع تصاعد الاضطرابات وظهور قضايا ساخنة جديدة وتداخل المشاكل الأمنية التقليدية وغير التقليدية، وظلت المنطقة تواجه صعوبات الحوكمة والتنمية ورفع مستوى رفاهية الشعوب.
ومع توطيد الصداقة والتعاون وترابط المصالح بين الصين ودول الشرق الأوسط، أصبحت دول المنطقة تتطلع عموما إلى دور أكبر للصين في التعامل مع شؤون المنطقة، فجاء تعيين تشاي جون، بمنصب المبعوث الخاص للحكومة الصينية لشؤون الشرق الأوسط في الوقت المناسب، وجذب انتباه دول المنطقة.
وقال قنغ تشوانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي يومي عقده يوم 2 سبتمبر "بعد توليه مهام منصبه، سوف يؤسس علاقات تعاونية وثيقة مع الأطراف المعنية ويدعم السلام بشكل فعال ويسهل المحادثات ويقوم بدور إيجابي وبناء في دعم التسوية المناسبة للقضايا الإقليمية الساخنة ودعم السلام والاستقرار على المستوى الإقليمي".