بكين 27 أغسطس 2019 (شينخوا) كان دافع الصين وراء كل إجراء مضاد اضطرت لاتخاذه في الحرب التجارية المطولة مع الولايات المتحدة، ليس الإيذاء وإنما تنبيه بعض صناع السياسات الأمريكيين إلى حقيقة بسيطة : وهي الترابط الاقتصادي بين الصين والولايات المتحدة الذى لا سبيل إلى الخلاص منه.
بصراحة أكبر فان الاستهانة بارتباط اقتصادي البلدين ببعضهما الآخر أمر محفوف بالمخاطر الشديدة. وأي محاولة سياسية لكبح أو عرقلة الاقتصاد الصيني سيكون لها نتائج عكسية على الاقتصاد الأمريكي وستضر بالشركات والمستهلكين الأمريكيين.
وتلوح فى الأفق إشارات مقلقة الى حد كبير ازاء ركود محتمل للاقتصاد الأمريكي في سوق السندات، مع بقاء عوائد السندات قصيرة الأجل أعلى من عوائد السندات طويلة الأجل.
وحيث ان حالات الركود السابقة حدثت بعد انعكاس في سندات الخزانة لمدة عامين وعشرة أعوام ، يتوقع محللون أمريكيون حدوث تباطؤ حاد، بينما أوقفت الشركات الأمريكية التى تشعر بالانزعاج استثماراتها.
إذا استمرت الإدارة الأمريكية في تصعيد التوتر فى يتعلق بالتعريفات بفرض رسوم جمركية جديدة وظلت لا ترى ضرورة لإلغاء جميع الرسوم الجمركية الإضافية، فإن هذا يوضح شيء واحدا وهو أن صقور صناع السياسات في الولايات المتحدة لا يعتقدون أن الاقتصاد الأمريكي تضرر بشكل كبير.
وستكون التداعيات أعمق في هذه الحالة. فعلى سبيل المثال، لم يكن التسوق فى عيد الميلاد هذا العام منتعش مثل الماضي، مشيرا إلى فرض رسوم جمركية أمريكية أعلى على منتجات صينية بقيمة 300 مليار دولار أمريكي.
وربما اضطرت الأسر الأمريكية لوضع الميزانية بحذر أو إنفاق أموال أقل خوفا من زيادة تدهور الوضع الاقتصادي. ومن ناحية أخرى، من الممكن أن تشهد الشركات انخفاض أرباحها بسبب الواردات باهظة الثمن والمبيعات المنخفضة. وسوف تكون الأسر الأمريكية التي تحصل على دخول منخفضة هي الأكثر تضررا بسبب ارتفاع نفقات المعيشة.
ومن أجل إعادة صناع السياسات الأمريكيين إلى المسار الصحيح للعلاقات الاقتصادية والتجارية الصحية، مارست الصين ضبط النفس والصبر.
وكانت جميع التدابير المضادة التي أجبرت الصين على اتخاذها دفاعية ومحسوبة بدقة من أجل الحاجة لحماية حقوق شعبها في التنمية والنظام التجاري العالمي متعدد الأطراف.
بعض السياسيين الأمريكيين مهوسين باتخاذ الصين ككبش فداء لمشاكلهم الاقتصادية المحلية، ويصورون الصين كمنافس للولايات المتحدة وفشلوا في دراسة قراراتهم الضعيفة.
صعدت الإدارة الأمريكية الاحتكاكات التجارية مرارا وحاولت إجبار الصين على قبول طلباتها غير المعقولة، عن طريق الخدع القديمة بالتنمر وممارسة ضغوط قصوى.