بكين 29 يوليو 2019 ( شينخوا ) أكد سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الصين الدكتور علي عبيد الظاهري أن زيارة الدولة التي قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، إلى الصين في الفترة ما بين يومي 21 و23 يوليو الجاري وضعت خارطة الطريق الإماراتية الصينية قيد التنفيذ لدرجة يصعب معها حصر ما نتج عنها في تصريحات صحفية لتشعّب دوافعها ومحاورها ومخرجاتها، مشيرا إلى أنه بالإمكان تلمس ملامح تلك النتائج من تصريحاته ومن بين سطور البيان الختامي للزيارة.
وقال السفير في تصريحات لوكالة أنباء شينخوا، إن نصوص البيان المشترك لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الإمارات والصين، تتضمن عمل البلدين لزيادة حجم التجارة الثنائية إلى 200 مليار دولار سنويا بحلول عام 2030، وهما بذلك يستهدفان الوصول إلى أكثر من ثلاثة أضعاف الحجم الحالي للتبادل التجاري، الذي يقدر حجمه الآن بحوالي 60 مليار دولار أمريكي سنويا، مما يوضح حجم الخطط والطموحات الكبيرة لحكومتي البلدين، ويبرهن على أن البلدين ذهبا بعيدا بآفاق هذه العلاقة.
وصرح الظاهري بأن الإمارات تقدمت مع الصين خطوات مهمة إلى الأمام، تمثلت بتوقيع أكثر من 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم أثناء زيارة الشيخ محمد، اشتملت على تعزيز التعاون في عدد كبير من المجالات كالاقتصاد والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والثقافة والتعليم وحماية البيئة وتحقيق الأمن الغذائي، مما يعتبر تكملة لما حققته زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ التاريخية إلى الإمارات في العام الماضي، والتي أسفرت عن توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم تحت مظلة الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
ومن ناحية أخرى، أتاحت الزيارة للشركات الإماراتية والصينية فرصة لزيادة الاستثمارات المشتركة العابرة للحدود بشكل كبير، حيث تعملان جنبا إلى جنب في تبادل التكنولوجيا وتوحيد رؤوس الأموال وتتضافر جهودهما للوصول إلى مختلف الأسواق محليا وعالميا.
ونوه الظاهري بأن انسجام الرؤى قد تجلى بين القيادتين في مشهد اجتماع الشيخ محمد بالرئيس شي، حينما وقعا اتفاقا لربط جملة من الأهداف المشتركة، وتضمن التزاما بالتنمية وتحقيق الازدهار والاستقرار وحزمة من الرؤى المشتركة كالاتفاق على الالتزام بمبادئ المصلحة المتبادلة والمساواة والتفاهم.
كما برز المنتدى الاقتصادي الإماراتي-الصيني كأحد مخرجات الزيارة، حيث تم خلاله توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم من قبل مجموعة واسعة من القطاعات بين العديد من الشركات الإماراتية والصينية؛ حيث أظهر المنتدى مستوى التطور الذي تحقق في العلاقات الإماراتية-الصينية، وتضمن استكشافا لفرص العمل المشترك والاستثمار جرى مع وفد وزاري رفيع المستوى وقادة أعمال من كلا الدولتين.
وأوضح الظاهري أن من المصادفات المهمة التي تخللت هذه الزيارة مناسبة مرور 35 عاما على بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مما استوجب حفلا يليق بحضور الشيخ محمد ونائب الرئيس الصيني وانغ تشي شان الذي كان يرافقه، بالإضافة إلى موظفي البعثة الدبلوماسية والعديد من كبار الشخصيات والوزراء وأصحاب الشركات وكبار المستثمرين من البلدين، حيث شهد الحفل إبرام المزيد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم على هامشه، دشنها عدد من الشركات الإماراتية والصينية، حيث اختتمت الزيارة المثمرة بخمس اتفاقيات إضافية.
واستطرد السفير قائلا إن الاحتفال توّج باستعراض الشيخ محمد لمجسّم المبنى الجديد لسفارة الإمارات في بكين، والذي تم تصميمه بشكل مبتكر يعبر عن التمازج الحضاري والثقافي بين البلدين الصديقين، ويعكس الرؤى المستقبلية لمسار هذه العلاقات، كما سيكون مبنى السفارة الجديد معلما حضاريا بارزا في العاصمة الصينية بكين، مما يرمز إلى المكانة العالية للإمارات لدى القيادة والشعب الصيني.
ولفت الظاهري إلى أن الآفاق المستقبلية للعلاقات الإماراتية- الصينية تجلت بارزة في تصريحات الشيخ محمد، التي أكد فيها أن الجانبين رسما خارطة طريق المستقبل بأدق تفاصيلها حتى المائة عام القادمة، بدءًا بتعليم اللغة الصينية في نحو 200 مدرسة في الإمارات، والتي جسدتها مذكرة التفاهم المبرمة بين وزارة التعليم الإماراتية ومعهد كونفوشيوس الصيني، وستوفر تعليم اللغة الصينية على أعلى مستويات الجودة في مدارس الإمارات، مما سيسهل التواصل والتفاهم بين المجتمعين والثقافتين في المستقبل ويشكل أرضية مشتركة لتعاون الأجيال القادمة.
وأضاف السفير أن الشيخ محمد قد لخص مخرجات زيارته بتصريح تاريخي أعاد ربط الحضارتين برؤية تخطت كل الاعتبارات والحدود، وعبّرت عن فكره المتقد بآفاقه الواسعة، حيث قال: "الحقيقة أن علاقاتنا ليست منذ 35 عاما، بل بدأت مع أجدادنا العرب، وتاريخنا يمتد إلى آلاف السنين.. أملنا في الشباب، لأنهم مستقبل العلاقة وثروتها الحقيقية".