تحقيق اخبارى : الجرب و"الصفيرة" يهددان تجمعات اللاجئين السوريين في جنوب لبنان

مرجعيون، جنوب لبنان 26 يوليو 2019 (شينخوا) في مخيم مرج الخوخ ببلدة مرجعيون في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، يعاني أبناء اللاجئ السوري عبد الكريم عيسي، الثلاثة من بقع حمراء قاتمة وحكة على مدار الساعة رغم مرور أسبوع من العلاج.

فعلى غرار عشرات اللاجئين السوريين في عدد من المخيمات بجنوب لبنان، أصيب أبناء عيسى بالجرب نتيجة ظروفهم الحياتية والبيئية الصعبة، بحسب مصادر طبية معنية بأوضاع النازحين.

ولم تقتصر معاناة اللاجئين السوريين في الجنوب اللبناني على إصابتهم بالجرب، إذ سجلت مصادر ومنظمات في الآونة الأخيرة عشرات الإصابات بداء "الصفيرة" المعروف عالميا بـ"الالتهاب الكبدي الوبائي" شديد العدوى.

وتقول مصادر طبية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه تم إحصاء حوالي 70 حالة بوباء الجرب في مخيمات النازحين المنتشرة في سهول بلدات الماري والخيام ومرجعيون في القطاع الشرقي من جنوب لبنان.

وفي القطاع الغربي من الجنوب اللبناني، تم تسجيل نحو 40 إصابة بـ"الصفيرة" في مجمعي القاسمية والصرفند، الذي يقطنه حوالي 300 نازح، بحسب المصادر.

وتحدثت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة بدورها عن انتشار حالات داء الصفيرة في المجمعين، وعزت ذلك إلى "فيضان مياه الصرف الصحي في التجمعين".

وطلبت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني الحكومية من محافظ الجنوب، اتخاذ الإجراءات الرامية إلى إخلاء المجمعين، مشيرة إلى أن مياه الصرف الصحي في المجمعين تُحول إلى ري البساتين، مما يساهم في توسع انتشار الأوبئة.

والجرب هو مرض جلدي معدي، فيما يعد مرض الصفيرة المعروف عالميا بـ "الإلتهاب الكبدي الوبائي" شديد العدوى، ويكون مميتا في بعض الأحيان بسبب فيروس يسبب الحمى والتهاب الشرايين.

ويقول عيسى النازح من ريف دمشق إلى مخيم مرج الخوخ ل(شينخوا) إنه "نقل ثلاثة من أطفاله إلى عيادة خاصة في بلدة مرجعيون بعدما غزت أجسادهم بقع حمراء قاتمة بدا بعضها ملتهبا، مما تسبب لهم بأوجاع مع حكة على مدار الساعة".

وأضاف الرجل "زودنا الطبيب بمرهم خاص للمرض، لكن النتيجة لا تبدو جيدة حتى الآن بعد مرور حوالي أسبوع على بدء العلاج".

وتتولى مفوضية شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة وجمعيات إنسانية دولية شريكة في برامج دعم النازحين معالجة عدد من المصابين في مخيمات اللاجئين.

وتواجه هذه المنظمات صعوبات عدة، بينها ضرورة عزل المصاب، وهو أمر صعب في المخيمات.

وتتخوف مؤسسة (عامل) الدولية، وهي جمعية مدنية تأسست في لبنان في العام 1979، من تفاقم الإصابات بالجرب والصفيرة في مخيمات اللاجئين مستقبلا في حال عدم معالجتها بشكل مكثف وجدي.

وقامت عيادة نقالة تابعة لمؤسسة (عامل) في الآونة الأخيرة بمعاينة النازحين في مخيمات مرج الخوخ والمجيدية وسردة في القطاع الشرقي من جنوب لبنان.

ويقول الدكتور محسن سرحال المشرف على طاقم المؤسسة الطبي ل(شينخوا) إنه "بعد الكشف على عشرات العائلات النازحة تبين أنه هناك إصابات بالجرب والقمل، لكنها لا تزال محدودة".

وأعرب سرحال عن خشيته من تفاقم الإصابات في المستقبل، قائلا "الخوف من تفاقمها (الإصابات) مستقبلا في حال عدم معالجتها بشكل مكثف وجدي".

وتشير إحصائية أجرتها المؤسسة إلى أنه من بين كل 50 ألف نازح تمت معاينتهم، يوجد 4 آلاف و850 حالة جرب، و9 آلاف و400 حالة إصابة بالقمل والصفيرة، حسب ما أعلن رئيس المؤسسة الدكتور كامل مهنا.

ويقول مهنا ل(شينخوا) إن المؤسسة تقوم بمعالجة هذه الحالات وإعطائها الأدوية الضرورية مجانا.

وأكد أن طواقم المؤسسة الطبية تتابع أوضاع النازحين الصحية، وتعالج ما يتعرضون له من أمراض عبر عيادات نقالة مجهزة تجول دوريا على عشرات من مخيمات النازحين.

وفي مخيم المجيدية، تساعد إحدى الجهات الدولية المانحة في معالجة زوجة وطفل النازح أحمد الفارس المصابين بالجرب.

ويقول الفارس النازح من حلب "إن زوجته وطفله الرضيع البالغ من العمر عام واحد أصيبا بالجرب، وتساعد إحدى الجهات الدولية المانحة في معالجتهما".

بدورها، تشير النازحة من إدلب إلى مخيم سردة، ليلى ابوعرب، إلى أن ولدها البالغ من العمر سبع سنوات ما زال يعاني من الجرب رغم مرور أكثر من أسبوعين على بدء علاجه.

ويطالب الممرض فادي المحمد، بدوره، بضرورة العمل سريعا للقضاء على الإصابات والحد من انعكاساتها السلبية ومخاطرها على صحة المجتمع النازح.

يشار إلى أن عدد النازحين السوريين في لبنان بلغ حوالي مليون لاجئ مسجلين على قوائم مفوضية اللاجئين الأممية.

في حين قال الرئيس اللبناني ميشال عون، قبل أيام إن عدد اللاجئين السوريين في بلاده لا يقل عن 1.6 مليون لاجئ حتى بعد عودة 318 ألفا منهم إلى سوريا.