الكاتب المغربي فتح الله ولعلو: الصين الجديدة كتاب لن نملّ من قراءته

22 يوليو 2019 /صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ "لو ذهبت إلى الصين مرة أخرى الآن، من المؤكد أنني لن أتعرف على أي شيء هناك. لأن التغيرات السريعة والكبيرة التي شهدتها الصين مذهلة. في الواقع، ان الصين الجديدة كتاب لا أملّ من قراءته ويجذبنى دراسته باستمرار"، هكذا أعرب فتح الله ولعلو، الكاتب المغربي ووزير الاقتصاد والمالية المغربي السابق والفائز بجائزة الكتاب الخاص بالصين ،عن إعجابه بالتجربة الصينية خلال مقابلة مع صحيفة الشعب اليومية مؤخرا في الرباط.

في يوم 21 أغسطس من عام 2018 ببكين، حصل ولعلو بكتابه المنشور باللغة العربية "نحن والصين" على جائزة الكتاب الخاص بالصين، التي تأسست في عام 2005 كأعلى جائزة صينية تقدر الكتاب والمترجمين والناشرين الأجانب الذين قدموا مساهمات بارزة في تعريف الأجانب بالصين وتعزيز الثقافة الصينية والمنشورات الصينية في الخارج. وكان ولعلو أول مغربي يفوز بهذه الجائزة.

وقال ولعلو فى المقابلة ان الجائزة تعد تقديرا لكتاب"نحن والصين". لكن ماحققته الصين الجديدة من إنجازات عظيمة منذ تأسيسها هو ما أثار اهتمام القراء وتقييمهم الكبير، وهوماجعل هذا الكتاب يقنع لجنة تحكيم الجائزة. مضيفا "لقد ذهبت إلى الصين عدة مرات. وإذا لم أذهب إليها لفترة من الزمن اشتاق إليها. ويبدو ان الصين قد أصبحت موطنى الثاني. فسجلت حنيني للصين وذكرياتي فيها في هذا الكتاب أيضا".

ويشمل الكتاب "نحن والصين" 3 أجزاء و11 فصلا،حيث يبدأ كل فصل بالجمل الشهيرة ذات الصلة ب"مختارات كونفوشيوس". ويوضح هذا الكتاب التغييرات التي طرأت على الصين الجديدة من المنظورات السياسية والاقتصادية والثقافية، ويحلل الأسباب الداخلية الرئيسية وراء نجاح "النموذج الصيني"، ونجاح سياسة الإصلاح والانفتاح في تحقيق انجازات ملحوظة في العالم، كما يفسر دور الصين الفريد وتأثيرها المهم في تعزيز إصلاح نظام الحوكمة العالمية والتعامل مع مختلف القضايا التقليدية وغير التقليدية، بالإضافة إلى التطلع إلى المستقبل المشرق للتعاون الصيني العربي والتعاون الصيني الإفريقي في العصر الجديد.

وعبر ولعلو خلال المقابلة عن فخره كشاهد على الإنجازات التنموية الهائلة للصين الجديدة، قائلا "يشرفني أن أراقب عن كثب كيف أصبحت الصين بثبات ثاني أكبر اقتصاد في العالم وكيف تلعب دورًا مهمًا في الحوكمة العالمية. وأريد أن أروي للناس تجربة الصين الناجحة وقصة الإصلاح والانفتاح لإلهام الدول الأخرى بمسار ومفاهيم التنمية الصينية، وهذا هو مقصدي الأصلي من تأليف هذا الكتاب. " ويعتقد ولعلو ان المنجزات البارزة التي حققتها الصين في مسار الإصلاح والانفتاح لها قيمة مرجعية كبيرة بالنسبة للبلدان العربية والبلدان الإفريقية التي تمر بمرحلة انتقالية. وتركت وجهة نظر ولعلو حول الصين، خاصة كتابه "نحن والصين"، تأثيرا عميقا على الكثير من المغاربة.

كما تحدث ولعلو عن مبادرة "الحزام والطريق" في الكتاب أيضا. معتقدا انها مبادرة تفيد العالم وتمثل اتجاهًا جديدًا للحوكمة العالمية وفكرة جديدة لتحفيز تنمية الاقتصاد العالمي. وأشار إلى ان مبادرة "الحزام والطريق" الصينية تتماشى مع مخطط التسريع الاقتصادي (2014- 2020) في المغرب ، ويمكن للبلدين الترابط والتكامل بشكل فعال، وهو أمر ذا فائدة عظيمة للمغرب". مؤكدا على ان التنمية الاقتصادية للصين والمغرب متكاملة للغاية، ولديهما إمكانات كبيرة لإجراء تعاون عملي في بناء البنية التحتية، والاستثمار التجاري، والخدمات اللوجستية للموانئ، والطاقة المتجددة وغيرها من المجالات.