الدوحة 29 يونيو 2019 (شينخوا) أعلنت حركة طالبان الأفغانية اليوم (السبت) انطلاق الجولة السابعة من المفاوضات بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية في العاصمة القطرية الدوحة.
وقال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد اليوم في تغريدة مقتضبة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر) إن "الجولة السابعة من المباحثات بين مندوبي الولايات المتحدة وفريق التفاوض لإمارة أفغانستان الإسلامية قد بدأت اليوم بالدوحة".
ولم يشر المتحدث إلى جدول أعمال هذه الجولة وسقفها الزمني، غير أن الحركة تصر على التوصل إلى اتفاق بشأن مسألتين رئيسيتين هما انسحاب كل القوات الأجنبية من أفغانستان وتحديد جدول زمني لذلك، وعدم السماح لأحد باستخدام التراب الأفغاني للإضرار بأي دولة أخرى، قبل المضي قدما في المسائل الأخرى.
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد صرح خلال زيارة غير معلنة أجراها لكابول الثلاثاء الماضي بأن بلاده مستعدة لسحب قواتها من أفغانستان، ولكن ليس هناك جدول زمني.
وأعرب بومبيو عن أمله في أن تتوصل واشنطن وحركة طالبان إلى اتفاق سلام قبل الأول من سبتمبر المقبل، كما عبر عن الأمل في أن تحقق أفغانستان اتفاق سلام قبل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 28 سبتمبر.
وفي 18 يونيو الجاري، قال المبعوث الأمريكي الخاص للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد في سلسلة تغريدات على (تويتر) إنه "بينما نستعد للجولة التالية من المحادثات مع طالبان، من المهم أن نتذكر أننا نسعى إلى اتفاق سلام شامل، وليس إلى اتفاقية انسحاب".
جاء ذلك تعقيبا على تغريدات للمتحدث باسم المكتب السياسي للحركة في الدوحة سهيل شاهين أشار فيها إلى أن الولايات المتحدة قد وافقت على سحب قواتها ولن يكون هناك تدخل في أفغانستان مستقبلا.
وأوضح خليل زاد أن اتفاق السلام الشامل يتكون من أربعة أجزاء مترابطة تشمل ضمانات مكافحة الإرهاب، وانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، ومفاوضات أفغانية تفضي إلى تسوية سياسية، ووقف شامل ودائم لإطلاق النار، مؤكدا أن هذا هو الإطار الذي تقبله طالبان.
وختم تغريداته بالتشديد على أنه "لن يتم الاتفاق على شيء حتى يتم الاتفاق على كل شيء".
وتأتي هذه الجولة من المفاوضات بالتزامن مع إصدار الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني مرسوما بتشكيل حقيبة وزارية مستحدثة تحمل مسمى "وزارة الدولة لشؤون السلام" ستضطلع بمسؤولية إدارة عملية السلام والمصالحة مع المجموعات المسلحة في البلاد وفي مقدمتها حركة طالبان.
وترفض طالبان التفاوض بشأن الحوار الأفغاني ووقف إطلاق النار قبل التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن جدول الانسحاب والضمانات المطلوبة للحيلولة دون إضرار أفغانستان بالآخرين.
وكانت الجولة السابقة من المباحثات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان قد عقدت بالدوحة في مايو الماضي، وأكد خليل زاد في ختامها أن المباحثات أحرزت تقدما "ثابتا" لكنه "بطيء" في جوانب إطار إنهاء الحرب الأفغانية، في حين صرح شاهين بأن الجولة كانت بشكل عام "إيجابية وبناءة"، وأحرزت بعض التقدم في مسودة الاتفاقية التي تم إعدادها في الجولة الأخيرة من المباحثات.