تقرير اخباري: ستة أشهر من وقف إطلاق النار "الهش" في الحديدة غربي اليمن

صنعاء 18 يونيو 2019 / يصادف اليوم (الثلاثاء) مرور ستة أشهر على دخول وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة الساحلية غربي اليمن حيز التنفيذ وفقا لاتفاق ستوكهولم الذي رعته الأمم المتحدة بين الحكومة اليمنية والحوثيين.

ويشهد وقف اطلاق النار "الهش" في المحافظة الواقعة على سواحل البحر الأحمر، خروقات واشتباكات يومية في مناطق واسعة من المحافظة.

وقال مصدر عسكري يمني لوكالة انباء ((شينخوا))، إن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات الحكومية والحوثيين في الاطراف الشرقية من مدينة الحديدة.

واضاف "ان الحوثيين شنوا هجوما مكثفا على مواقع القوات الحكومية أعقبه اشتباكات عنيفة تركزت في منطقة الكيلو 8 ومحيط مستشفى 22 مايو ومناطق اخرى في اطراف المدينة".

وبحسب المصدر، فان الاشتباكات لا تزال مستمرة باستخدام مختلف الاسلحة.

واشار المصدر الى ان الحوثيين دفعوا بتعزيزات عسكرية كبيرة الى مناطق التماس في اطراف مدينة الحديدة الشرقية قبل الهجوم.

وتحدثت القوات الحكومية عن تعرض مواقعها في منطقتي الفازة والجبلية في مديرية التحيتا بالحديدة للقصف بالقذائف المدفعية وبالأسلحة الثقيلة من قبل الحوثيين.

وقالت القوات الحكومية ان مليشيات الحوثي قامت كذلك بإطلاق النيران بشكل مكثف نحو مواقع القوات في مناطق مختلفة اليوم.

من جانبها قالت جماعة الحوثي اليوم ان الطرف الاخر واصل خروقاته خلال الساعات الماضية في انحاء متفرقة من الحديدة.

وذكرت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) التي تديرها الجماعة، ان " الغزاة والمرتزقة واصلوا خروقاتهم لاتفاق وقف إطلاق النار بمحافظة الحديدة خلال الـ 24 ساعة الماضية" في اشارة للقوات الحكومية والتحالف العربي بقيادة السعودية.

ونقلت الوكالة عن مصدر أمني قوله :"إن قوى العدوان أطلقت 15 صاروخ كاتيوشا وأكثر من 25 قذيفة مدفعية مع تمشيط مكثف بالأسلحة الرشاشة على قرية الزعفران في كيلو 16 بمديرية الدريهمي، كما أطلقت أكثر من 20 قذيفة هاون على أطراف مدينة الدريهمي".

وأكد المصدر أن تعرض مناطق متفرقة في منطقتي الجبلية والمتينة بمديرية التحيتا للقصف، مشيراً إلى إفشال محاولة تسلل جنوب منطقة حيس.

وقال سكان محليون لوكالة انباء ((شينخوا)) ان عددا من القذائف سقط في مجمع تجاري تابع للقطاع الخاص في الاطراف الشرقية لمدينة الحديدة تسببت باندلاع حريق هائل.

واوضح هؤلاء ان قذائف سقطت في مجمع "إخوان ثابت الصناعي" اثناء تواجد عدد من العمال، وان حريقا هائلا شب في احدى المستودعات مخلفا خسائر مادية كبيرة.

ويقع المجمع التجاري في منطقة خاضعة لسيطرة القوات الحكومية شرق مدينة الحديدة.

وتتبادل القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي من جهة، والحوثيين المتحالفين مع ايران من جهة اخرى الاتهامات بالخروقات مع تصاعدها.

وقالت القوات الحكومية اليمنية إن خروقات الحوثيين خلال الستة الاشهر الماضية خلفت 304 قتلى مدنيين وعسكريين، واكثر من ألفي جريح.

واوضح المتحدث باسم قوات عمليات تحرير الساحل الغربي الحكومية وضاح الدبيش، لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "مليشيات الحوثي الانقلابية ارتكبت منذ بدء سريان اتفاق وقف اطلاق النار في 18 ديسمبر الماضي وحتى اليوم 6274 خرقا في محافظة الحديدة".

وأكد ان الخروقات "اسفرت عن 304 قتلى (212 عسكريا و92 مدنيا) وجرح 1266 عسكريا ونحو 869 من المدنيين.

واضاف، الخروقات تمثلت في هجمات مباشرة ومحاولات تسلل وقصف مواقع عسكرية ومنشآت مدنية بمختلف الاسلحة الثقيلة والمتوسطة.

وبحسب الدبيش، فان القوات الحكومية أوقفت عملياتها العسكرية في الحديدة وفقا للاتفاق رغم ان العمليات العسكرية كانت في مراحلها الاخيرة لتحرير الحديدة من الحوثيين.

واشار المتحدث العسكري، الى ان تصعيد الحوثيين، وما يقومون به، ليس مجرد خروقات، وانما هو "حرب مكتملة الاركان لن يتم السكوت عليها الى ما لا نهاية".

وتسيطر جماعة الحوثي على مدينة الحديدة وموانئ (الحديدة- الصليف- رأس عيسى) فيما تتمركز القوات الحكومية في الاطراف الشرقية والجنوبية من المدينة وفي عدد من مديريات المحافظة جنوبي الحديدة.

واعلن الحوثيون مرتين انسحابهم من الموانئ وفقا لاتفاق ستوكهولم، وهو الامر الذي شككت الحكومة اليمنية في صحته.

وقال وكيل وزارة الاعلام اليمنية فياض النعمان، ان "اتفاق ستوكهولم وبعد ستة اشهر لايزال يراوح مكانه دون تحقيق اي تقدم حقيقي على الواقع".

وأضاف النعمان لوكالة انباء ((شينخوا)) أنه "رغم تعاطي الحكومة اليمنية الإيجابي مع كل ما يتم طرحة من قبل المبعوث الأممي مارتن غريفيث لدي اليمن ولجنة التنسيق واعادة الانتشار الا ان الطرف الانقلابي يصر على عرقلة السلام بتصعيده المستمر".

وقال المبعوث الاممي غريفيث، انه يشعر بقلق من استمرار العنف في الحديدة وما ينتج عنه من سقوط ضحايا في صفوف المدنيين.

واوضح غريفيث في إحاطة قدمها الاثنين أمام مجلس الامن حول مستجدات عملية السلام في اليمن، ان الطرفين في الحديدة (الحكومة والحوثيين) حافظا على خفض العنف في جميع أنحاء المحافظة خلال الأشهر الستة الماضية منذ أن دخلت الاتفاقية حيز التنفيذ في ديسمبر الماضي.

واضاف "الاقتتال في الأشهر الخمسة السابقة لوقف إطلاق النار، أودى بحياة 1300 مدني في المحافظة، إلاَّ أنَّ عدد الضحايا من المدنيين انخفض بنسبة 68 بالمائة في الأشهر الخمسة التالية لبدء وقف إطلاق النار".

وواصل قائلا "مع ذلك، ما زلت قلقاً بالطبع من استمرار العنف وما ينتج عنه من سقوط مزيد من الضحايا في صفوف المدنيين".