الصين وقرغيزستان تتفقان على رفع العلاقات إلى مستويات جديدة (3)

/مصدر: شينخوا/  2019:06:14.08:12

بيشكك 13 يونيو 2019 / أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ محادثات مع نظيره القيرغيزي سورونباي جينبيكوف هنا اليوم (الخميس)، واتفقا على الارتقاء بالشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى مستويات جديدة.

وصل شي إلى الدولة الواقعة في آسيا الوسطى يوم الأربعاء في زيارة دولة ولحضور قمة منظمة شانغهاي للتعاون.

وقال شي إن العلاقات بين الصين وقيرغيزستان صمدت أمام اختبار التقلبات الدولية وحققت قفزة كبيرة في التنمية خلال الـ27 عاما الماضية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية. وقد أقر البلدان مثالا جيدا لنمط جديد من العلاقات بين الدول يتسم بالاحترام المتبادل والمساواة والتعاون المربح للجانبين.

وأوضح شي أن الصين ستواصل دعم اختيار قيرغيزستان لطريق التنمية الخاصة بها وجميع التدابير السياسية التي تتخذها حكومة قيرغيزستان لحماية استقلالها الوطني وسيادتها وأمنها.

وأضاف شي أن الصين مستعدة أيضا للتكاتف مع قيرغيزستان لتعميق علاقات الصداقة التقليدية والتعاون متبادل النفع من أجل تحقيق منافع أفضل لشعبي البلدين.

وأكد الرئيس الصيني أن البناء المشترك للحزام والطريق أصبح محور تركيز التعاون بين الصين وقيرغيزستان وحث البلدين على تعميق المواءمة بين استراتيجيات التنمية في البلدين واستغلال الإمكانيات الجديدة للشراكات واكتشاف أفق جديد للتعاون.

وقال شي إنه يتعين توسيع التعاون في التجارة والاستثمار ويتعين تطبيق البرامج الرئيسية بطريقة جيدة، مضيفا أن الصين مستعدة لاستيراد المزيد من المنتجات الزراعية الجيدة من قيرغيزستان.

وأكد شي أن الصين تعتزم مواصلة دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في قيرغيزستان، بما يشمل البناء المشترك لمرافق مياه الشرب والطرق والمستشفيات، وغير ذلك من المشروعات لتحسين الأحوال المعيشية للشعب.

كما حث شي على تبادلات شعبية ومحلية أوثق.

وقال إنه في ظل جهود دعم التعاون الأمني، على البلدين تدعيم الحرب ضد "قوى الشر الثلاث"، وهي الإرهاب والانفصالية والتطرف ، فضلا عن مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود وتجارة المخدرات.

وفيما يتعلق بمنظمة شانغهاي للتعاون، قال شي إن الصين تشيد بجهود قيرغيزستان في دعم التعاون في مختلف المجالات منذ تولي الرئاسة الدورية للمنظمة.

وأضاف أن الصين تدعم قيرغيزستان في استضافة قمة بيشكك التي تعقد يوم الجمعة، وتشجع الدول الأعضاء في المنظمة على حشد المزيد من التوافق واستغلال إمكانية التعاون وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية يعود بالنفع على جميع الأطراف.

من جانبه، قال جينبيكوف إنه التقى الرئيس الصيني 3 مرات في مدة تزيد قليلا على العام، ما يعد إظهارا كاملا للمستوى الرفيع الذي بلغته العلاقات الثنائية وعزم البلدين على تعزيز التعاون.

وأضاف أن قيرغيزستان تعتزم أن تكون دوما "جارة جيدة وصديقة جيدة وشريكة جيدة" للصين.

وقدّم جينبيكوف التهاني بمناسبة الذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، كما قدم التهاني على الإنجازات الرائعة التي حققها الشعب الصيني في ظل قيادة شي والحزب الشيوعي الصيني.

وأوضح جينبيكوف أن رؤية شي وخبرته بشأن حوكمة الدولة تمثل أهمية كبيرة بالنسبة لقيرغيزستان.

ووجه الشكر للصين على مساعدتها ودعمها الهائلين وطويلي الأجل لقيرغيزستان فيما يتعلق بالتنمية الوطنية وتحسين الأحوال المعيشية للشعب.

وأكد أن بلاده تتمسك بسياسة صين واحدة، مضيفا أن شؤون الأقليات القومية في الصين أمر من الشؤون الداخلية، وأن بلاده تدعم السياسات والإجراءات التي تتخذها الحكومة الصينية في هذا الخصوص.

وأكد جينبيكوف التزام بلاده بالحرب على "قوى الشر الثلاث".

وفي معرض إشارته إلى أن التنمية الوطنية في قيرغيزستان تتوافق مع مبادرة الحزام والطريق، قال جينبيكوف إن بلاده مستعدة لوضع التدابير المؤسسية اللازمة لتعزيز المواءمة بينهما، ولتعميق التعاون مع الصين في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والزراعة والنقل، فضلا عن تعزيز التعاون على المستويات المحلية ودعم التبادلات الشعبية.

وأضاف أنه يتعين على قيرغيزستان والصين تبني مواقف مماثلة بشأن القضايا الدولية والإقليمية، لتضعا بذلك الأساس السليم لتعزيز التنسيق التعددي.

وأكد أن الجانب القيرغيزي يقدِّر دعم الصين الثمين لقيرغيزستان خلال ترأسها الرئاسة الدورية لمنظمة شانغهاي للتعاون، ويثمن دعمها أيضا في استضافة قمة بيشكك.

وعقب المحادثات، وقع الرئيسان على بيان مشترك بشأن تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وشهدا مراسم تبادل وثائق التعاون الثنائي.

وقال البيان المشترك إن الجانبين يعتزمان مواصلة الزيارات والاجتماعات بين زعيمي البلدين، حتى يتبادل الزعيمان وجهات النظر بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك على نحو منتظم.

وأضاف البيان أن الجانبين يعتزمان مواصلة دعم بعضهما البعض بشأن القضايا المتعلقة بمصالحهما الأساسية، مثل السيادة الوطنية والأمن ووحدة الأراضي وسلامتها.

وأشار البيان إلى إمكانيات التعاون الكبيرة المترتبة على التضافر بين مبادرة الحزام والطريق واستراتيجية 2018-2040 للتنمية الوطنية في قيرغيزستان، منوها إلى أن الجانبين يعتزمان استكشاف المزيد من القواسم المشتركة للمصالح وتحقيق التنمية المشتركة القائمة على مبدأ التعاون المربح للجميع.

وتعهد الجانبان أيضا بدعم الدور المركزي للأمم المتحدة في الشؤون الدولية وفي بناء اقتصاد عالمي مفتوح، كما أعربا عن معارضتهما الشديدة للأحادية والحمائية.