جرى صباح اليوم الحوار التلفزيوني الذي انتظره الرأي العام بين مذيعة قناة فوكس نيوز الأمريكية تريش ريغن ومذيعة التلفزيون الصيني الدولي (سي جي تي ان) ليوشين في حدود الساعة الثامنة والنصف صباحا. وعلى غير المتوقع لم تدم المقابلة سوى 16 دقيقة فقط. وخلافا لما توقعه الجميع بأن تشهد المقابلة مشادّة وجدالا حاميا بين المذيعتين، جرى الحوار في كنف الهدوء على شكل مقابلة صحفية لليوشين، حيث كانت تريش تسأل وليوشين تجيب.
إن التوقعات العالية نسبيا من الرأي العام في البلدين من الحوار التلفزيوني بين المذيعتين يعود إلى الوضع الذي تعيشه العلاقات الصينية الأمريكية في الوقت الحالي. حيث أن الصراع الصيني الأمريكي في الوقت الحالي بصدد تجاوز الحرب التجارية التقليدية، وبدأ يمتد إلى احتكاكات الرأي العام. وقال إن اجراء حوار صريح بين المذيعتين يعد شيئا ايجابيا.
وعادة ما تكون التغطية الإخبارية الأمريكية للحرب التجارية والصين متحيزة بشكل كلي، وتمارس بذلك تأثيرا على آراء النخب. في حين يبقى من الصعب أن يصل صوت الصين إلى الداخل الأمريكي. حيث غالبا ما تلجأ مؤسسات الرأي العام الأمريكية إلى الحد من الأصوات الصينية أو معالجتها بشكل يتماشى مع وجهة نظرها.
تطرّق حوار المذيعتين إلى أهم النقاط التي يتناولها الرأي العام في البلدين، بما في ذلك قدرة البلدين على التوصل إلى "صفر ضرائب" ونزاعات حقوق الملكية وهل أن الصين دولة نامية أم متقدّمة وغيرها من المسائل. لكن في بداية الحوار، قامت تريش بشخصنة الحوار، وقالت إن ضيفتها هي ممثلة عن الحزب الشيوعي الصيني. في حين أجابتها ليوشين، بأنها ليست عضوا في الحزب الشيوعي الصيني وأن آراءها تمثلها هي فحسب. وفي الحقيقة إن حديث تريش يعكس حجم عدم معرفة الإعلاميين الأمريكيين بطريقة عمل النظام الصيني تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، وكم تسهم هذه المعرفة الخاطئة في صناعة الآراء والأحكام الخاطئة في المجتمع الأمريكي عن الصين.
رغم أن حوار المذيعتين لم يكن عميقا بالشكل الكافي، كما لم يصل إلى توقعات المشاهدين، لكنّه يبقى شيئا ايجابيا. ففي ظل صعوبة تحقيق تبادل فعّال بين الصين وأمريكا، فإن مثل هذه المحاولات تبقى ذات أهمية. ولذلك نأمل في أن يلفت هذا الحوار انتباه الجانبين إلى ايلاء مزيدا من الأهمية للتبادل العميق بين البلدين. وأن يتم تجنيب التبادل بين الجانبين العوامل السياسية والأهداف النفعية، ويعمل على ازالة سوء الفهم بين المجتمعين.