بروكسل 20 مايو 2019 / وقعت الصين والمفوضية الأوروبية يوم الاثنين اتفاقيتين تاريخيتين بشأن الطيران المدني، ما شكل خطوة مهمة لتنفيذ التوافقات التي توصل إليها قادة الجانبين خلال القمة التي عُقدت بين الصين والاتحاد الأوروبي في الشهر الماضي.
والاتفاقيتان هما اتفاقية بشأن سلامة الطيران المدني بين الصين والاتحاد الأوروبي واتفاقية بين الصين والاتحاد الأوروبي بشأن جوانب معينة من الخدمات الجوية.
ولدى إشادته باتفاقيتي الطيران ووصفه لهما بأنهما "خطوة كبيرة أولى"، قال جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية "في عالم متزايد الاضطراب، صارت شراكة أوروبا مع الصين أكثر أهمية من أي وقت مضى".
وقال يونكر في بيان إن "الاتحاد الأوروبي يؤمن إيمانا راسخا بأن الدول التي تعمل معا تجعل العالم مكانا أكثر قوة وأمانا ورخاء للجميع".
وأضاف أن الاتفاقيتين "ستخلقان فرص عمل، وتعززان النمو، وتقربان بين قارتينا وشعوبنا. وتظهر اتفاقيتا اليوم إمكانات شراكتنا (مع الصين) وعلينا مواصلة السير على هذا الدرب من التعاون".
ومن جانبه، ذكر فنع تشينغ لين رئيس إدارة الطيران المدني الصينية أن الاتفاقيتين ستسهمان في مواصلة تعزيز التعاون بين الصين وأوروبا في مجالات الطيران المدني فيما ستعملان على إثراء محتوى الشراكة الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وقال فنغ قبل حفل التوقيع إن "توقيع الاتفاقية الأولى وملحقها الخاص بشهادة الصلاحية للطيران يعد استجابة للدعوة إلى تطوير صناعة الطيران في كل من الصين وأوروبا، ويصب في صالح التبادلات الثنائية لمنتجات الطيران المدني التي قام الجانبان بتطويرها وتصنيعها".
وذكر فنغ أن "توقيع الاتفاقية الثانية سيزيل التناقض بين اتفاقيات الخدمات الجوية الثنائية التي وقعتها الصين والدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي وقانون الاتحاد الأوروبي، وسيوفر اليقين القانوني لعمل شركات النقل الجوي من الجانبين".
وأضاف أن "الاتفاقيتين سترتقيان بالتأكيد بالتعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي في مجال الطيران المدني إلى مرحلة جديدة ومستوى جديد".
وقال السفير تشانغ مينغ رئيس البعثة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي، الذي حضر أيضا الحفل، في بيان إن "الاتفاقيتين...تتسمان بدرجة رفيعة من المهنية وتعكسان اتساع وعمق التعاون بين الجانبين. فالصين والاتحاد الأوروبي يدعمان التعددية ويريدان بناء عالم مفتوح. وإن تعزيز التعاون في مجال الطيران المدني يعد مثالا قويا يترجم هذه الأقوال إلى أفعال".
وذكر الاتحاد الأوروبي في البيان أن الهدف الرئيسي للاتفاقية الأولى هو دعم التجارة العالمية في مجال الطائرات والمنتجات ذات الصلة.
وقال إن "هذه الاتفاقية ستزيل الازدواجية غير الضرورية لأنشطة التقييم وإصدار الشهادات الخاصة بمنتجات الطيران من قبل سلطات الطيران المدني، ومن ثم تقليل تكاليف قطاع الطيران. كما ستعمل الاتفاقية على دفع التعاون بين الاتحاد الأوروبي والصين نحو مستوى عال من سلامة الطيران المدني والتوافق البيئي".
وقال البيان إن الاتفاقية الثانية تمثل اعتراف الصين بمبدأ تخصيص الاتحاد الأوروبي، حيث سيكون في مقدور جميع شركات الطيران بالاتحاد الأوروبي تسيير رحلات إلى الصين من أي دولة عضو بالاتحاد الأوروبي بموجب اتفاقية خدمات جوية ثنائية مع الصين تتوفر بموجبها حقوق النقل غير المستخدمة.
وأشار البيان إلى أنه حتى الآن، يمكن فقط لشركات الطيران التي تملكها وتسيطر عليها دول عضو معينة أو رعاياها تسيير رحلات بين تلك الدولة العضو والصين. وإن إبرام اتفاق أفقي سيؤدى بالتالي إلى جعل اتفاقات الخدمات الجوية الثنائية بين الصين والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي متوافقة مع قانون الاتحاد الأوروبي - وهو اليقين القانوني المتجدد الذي سيكون مفيدا لشركات الطيران في الجانبين.