بيروت 15 مايو 2019 / نظم مركز اللغات والترجمة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية اليوم (الأربعاء) "اليوم الثقافي الصيني" بمناسبة نهاية العام الدراسي.
وبحضور حشد من الأكاديميين والطلاب، قدم نحو 100 طالب يسعون لنيل درجة البكالوريوس في اللغة الصينية، وآخرين يدرسون الترجمة مع التركيز على اللغة الصينية أنشطة ضمن فعاليات اليوم الثقافي.
وقدم الطلاب أغاني وقصائد باللغة الصينية بينت مهارات ومواهب كبيرة.
كما أظهر الطلاب قدراتهم من خلال كتابة الخطوط باللغة الصينية، والذي ترافق مع عزف أحد المدرسين الصينيين على آلة "بيبا" الموسيقية الصينية.
وشارك الطلاب كذلك في أنشطة أخرى، من بينها طهي الطعام الصيني وخصوصا الزلابية.
وقد حظيت العروض والأنشطة التي قدمها الطلاب بحماسة الأغلبية الساحقة من الحضور.
وأعرب الطلاب لوكالة أنباء (شينخوا) عن شغفهم باللغة الصينية وتوقعاتهم الإيجابية من دراستها.
وقال غدي ياسين، وهو طالب يبلغ من العمر (19 سنة) لـ(شينخوا) إنه اختار تعلم اللغة الصينية لأنه يقدر ثقافة الصين.
ولا تقتصر طموحات ياسين على نيل درجة البكالوريوس في اللغة الصينية من الجامعة اللبنانية، قائلا "أخطط لتقديم طلب للحصول على درجة الماجستير في الصين".
وأضاف "أريد الذهاب إلى هناك لتحسين مهاراتي اللغوية والعثور على عمل في الصين".
ورأى أن "الصينيين يهدفون لنشر لغتهم، ولهذا السبب لا يفرضون الكثير من الشروط والمتطلبات في المساعدة في المنح الدراسية للأشخاص الذين يرغبون في مواصلة تعليمهم في الصين".
وتابع ياسين "لقد نجح الصينيون في نشر ثقافتهم، ولهذا السبب نحتفل اليوم بنجاح اللغة الصينية في لبنان".
وتتعلم الطالبة ماريا خليل البالغة من العمر (26 عاما)، والمتخصصة في تصميم الأزياء، اللغة الصينية لأن الصين تبحث عن العقول المبدعة في تخصصها، حسب ما قالت.
وأضافت "أفكر في العمل في الصين في المستقبل لأنني أحب الصين وثقافتها".
وتابعت أنها تقدمت بطلب للحصول على منحة دراسية في الصين لتكون قادرة على تحسين مهاراتها في اللغة الصينية.
أما ليا سمارة فقد عبرت عن حماستها في دراسة الصينية باعتبارها لغة وثقافة مختلفة ومميزة.
وأكدت على أهمية تنظيم "اليوم الثقافي الصيني"، الذي يقدم للبنانيين ثقافة الصين ويشجعهم على زيارتها ومعرفة المزيد عن حضارتها وتقاليدها.
وفي رأي مدرسة اللغة الصينية في الجامعة اللبنانية نيه حيان، يتم الاحتفال بـ"اليوم الثقافي الصيني" كل عام لمنح الطلاب الفرصة لإظهار ما اكتسبوه على مدار العام.
وقالت نيه "يمكن للطلاب إظهار مهاراتهم ومواهبهم من خلال الغناء والرقص، بالإضافة إلى المشاركة في أنشطة أخرى مثل قطع الورق والخط وفن الشاي الصيني".
وقالت جيزيل الرياشي مديرة مركز اللغات والترجمة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية إن"اليوم الثقافي الصيني" هو مناسبة سنوية للاحتفال بنهاية العام الدراسي بطريقة ممتعة.
وقالت الرياشي لـ(شينخوا) "من المهم أن يشارك الطلاب في أنشطة تتعلق بالثقافة الصينية وليس فقط دراسة اللغة الصينية".
ويضم مركز اللغات والترجمة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية 50 طالبا حاصلين على درجة البكالوريوس في اللغة الصينية، و50 طالبا آخرين يركزون على اللغة الصينية من خلال دراسة الترجمة، بحسب الرياشي.
وتابعت أن "حوالي 30 في المائة من المتخصصين في الترجمة اختاروا اللغة الصينية بسبب أهميتها الكبيرة".
وأضافت أن العالم يدرك أكثر فأكثر أهمية اللغة الصينية بسبب الدور الذي تلعبه الصين في العالم على مختلف المستويات الاقتصادية والثقافية".
وأوضحت أن "دور الجامعة اللبنانية لا يقتصر فقط على تدريس طلابها اللغة الصينية، بل أنها تعمل أيضا على إرسال بعض طلابها إلى الصين لدراسة فصل دراسي واحد، مما يمكنهم من تحسين مهاراتهم اللغوية".
وقالت "إننا نرسل الطلاب أيضا إلى المعسكرات الصيفية في الصين"، مشيرة أن الجامعة لديها الكثير من الاتصالات الجيدة التي تسهل البحث عن فرص التدريب وفرص العمل للطلاب الخريجين.
وأعلنت الرياشي أن "أحد الأهداف المستقبلية للجامعة اللبنانية هو استحداث برنامج الماجستير في اللغة الصينية غير المتوافر في الوقت الحالي بسبب النقص في العدد المطلوب من الأساتذة".
وقالت إنه "من خلال السفارة الصينية في لبنان أرسلت الصين للجامعة ثلاثة أساتذة، وهو الأمر الذي يحظى بتقديرنا الكبير، لكننا نحتاج إلى المزيد من الأساتذة حتى نتمكن من البدء ببرنامج الماجستير".
وتعد الجامعة اللبنانية، وهي جامعة رسمية حكومية، المؤسسة التعليمية الوحيدة في لبنان، التي تقدم درجة البكالوريوس في اللغة الصينية منذ العام 2015 بعدما افتتحت قسما خاصا للغة الصينية كجزء من منهاج مركز اللغات والترجمة ووقعت عدة اتفاقيات مع جامعات صينية.
وكذلك تدرس جامعات لبنانية أخرى خاصة، مثل "جامعة القديس يوسف" و"جامعة الروح القدس" اللغة الصينية.