人民网 2019:05:15.20:40:15
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> الأعمال والتجارة
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق اخباري: قوة الحوار

2019:05:15.20:39    حجم الخط    اطبع

بكين 15 مايو 2019 / منذ أكثر من 1300 عام، سافر الراهب البوذي الصيني شوان تسانغ آلاف الأميال إلى دير نالاندا الهندي المبجل ، حيث درس البوذية لمدة خمسة أعوام، تحت إرشاد رئيس الدير سيلابهادرا.

وكانت التفاعلات بين الراهبين البوذيين الأسطوريين أكثر بكثير من تبادلات شخصية. واعتبرت المناقشات التي جرت بينهما واحدة من أبرز الحوارات الطويلة بين الحضارتين الآسيويتين القديمتين.

في اللغة اليونانية القديمة، تعني كلمة آسيا "أرض شروق الشمس". وخلال الألفية، أصبحت القارة مهدا لعدد من الحضارات المتنوعة في بلاد الرافدين ووادي السند ووادي نهر الجانغ والبحر الأصفر ونهر يانغتسي.

وفي العصور القديمة، أدت التبادلات التجارية الديناميكية على مسارات طريق الحرير القديم والحج الذي يقوم به الرهبان البوذيون أو المسلمون، إلى جعل الحوار بين الحضارات أكثر من حقيقة حيث جعلته تقليدا أيضا .

واليوم، حيث تجمع مندوبون من آسيا ومناطق أخرى في بكين لحضور المؤتمر الأول لحوار الحضارات الآسيوية الذي بدأ اليوم (الأربعاء)، بدأت تتشكل منصة جديدة للتبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات .

إن التاريخ يظهر أن الحضارات تزدهر مع تعلمها بعضها من بعض. وفي عالم اليوم ، يتسم الحوار بين الحضارات، خاصة في القارة الآسيوية، بأهمية فريدة.

وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطاب ألقاه في مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة في 2014. "لقد أصبحت الحضارات أغنى وأكثر تنوعا بفضل التبادلات والتعلم المتبادل. وتشكل هذه التبادلات والتعلم المتبادل، محركا مهما للتقدم البشري والسلام والتنمية في العالم."

وخلال فترة العصور الوسطى في أوروبا، بدأت الخلافة العباسية في العالم العربي حركة لترجمة الأعمال الكلاسيكية القديمة التي سجلت المعرفة اليونانية والرومانية.

وأنقذت حركة الترجمة الحكمة القديمة من الفناء بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، ومكنت الثقافات الأوروبية من الازدهار في وقت لاحق في عصر النهضة.

وبالنسبة للدول الآسيوية، تستطيع التبادلات بين الحضارات أيضا مساعدتهم على إعادة اكتشاف هويتهم على المسرح العالمي في هذا العصر الجديد والمتغير.

كان العالم في وقت من الأوقات يحسد آسيا، أرض الإمبراطوريات العظمى وموطن فلاسفة وشعراء وكتاب قدامى. واكتشف الجبر والأسطرلاب والورق والطباعة هنا.

وخلال العقود الماضية، تخلصت الدول الآسيوية من نير الاستعمار الإمبريالي وحققت الاستقلال وتقدما اقتصاديا واجتماعيا متراكما ورائعا وعادت إلى وسط الساحة الدولية.

وتوقع تقرير نشرته صحيفة ((فاينانشال تايمز)) أن اقتصادات آسيا، كما حددها مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، سوف تكون أكبر من اقتصادات باقي العالم في 2020، لأول مرة منذ القرن الـ19.

وبشكل عام، فإن آسيا قادرة على تقديم إسهامات أكبر في الحضارة البشرية والرخاء في العالم.

وفي الوقت الحالي، يستمر نضج منصات وآليات التعاون الإقليمي ومن بينها منتدى بوآو لآسيا ورابطة بلدان جنوب شرق آسيا ((الآسيان)) ومنظمة شانغهاي للتعاون. كما أن مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين والتي تهدف لبناء شبكات للتجارة والاستثمار تربط آسيا بأوروبا ومناطق مجاورة، تبشر أيضا بترابط أقوى بين الشعوب والثقافات.

وقد جاء مؤتمر الحوار مع استحضار فكرة صدام الحضارات مؤخرا بطريقة علنية في الغرب، وهو عمل لامسؤول على نحو خطر وقد يؤدي إلى الكراهية والمواجهة.

إن رسالة بكين عالية وواضحة. لقد اختارت المحادثات وليس المواجهة باعتقاد عميق بأن دعم الحوار بين الحضارات يمكن أن يساعد الدول حول العالم في تقليل تدني الثقة ودعم التفاهم المتبادل والصداقة وبذلك يعزز التعاون بينهم.

وفي هذه الفترة من الاعتماد المتبادل المتزايد، حيث يواجه المجتمع الدولي سلسلة من التهديدات الأمنية غير التقليدية، مثل الإرهاب وأزمات اللاجئين والتغير المناخي، لا تستطيع دولة واحدة أو حضارة واحدة الوقوف بمفردها.

وقال شي في الكلمة التي ألقاها خلال افتتاح مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية إنه من أجل مواجهة التحديات المشتركة وخلق مستقبل أفضل للجميع، تتطلع الصين لقيام الثقافة والحضارة بدورهما، الذي له نفس أهمية الدور الذي ينهض به الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا.

وأضاف شي أن المؤتمر عقد فقط من أجل هذا الغرض، حيث إنه يخلق منصة جديدة للحضارات في آسيا وما عداها للمشاركة في حوار وتبادلات على قدم المساواة لتيسير التعلم المتبادل.

وخلال هذه العملية، يمثل الحوار والتعاون الطريق المؤكد الوحيد الذي يؤدي إلى عالم أفضل للجميع أو كما يصفه شي، مجتمع مصير مشترك للبشرية.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×