مقالة : قدامى محاربي النمور الطائرة يحكون عن التجربة الصينية الأمريكية المشتركة ويتوقعون دوام الصداقة

لاس فيغاس، الولايات المتحدة 12 مايو 2019 / لدى ميلفن مكمولين، البالغ من العمر 93 عاما، من سان برناردينو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، أمنية حياة تعد أكثر بكثير من مجرد أمنية عادية.

وقال رامي الرشاش الطيار السابق، الذي انضم إلى النمور الطائرة في عام 1944، لوكالة أنباء ((شينخوا))، على هامش الدورة الرابعة لمؤتمر الصداقة الصينية الأمريكية وتاريخ النمور الطائرة في الحرب العالمية الثانية، عقد هنا يومي الجمعة والسبت، إن "معتقداتي دائما هي الاستمرار بأن نكون أصدقاء".

وأكد المحارب القديم ضمن صفوف النمور الطائرة، الذي قاد سيارته طوال الطريق لحضور هذا الحدث، على الحاجة الملحة لمواصلة الصداقة الأمريكية الصينية التي حققت نصرا مشتركا قبل أكثر من سبعة عقود.

وأضاف "يجب أن نتذكر أننا تقاسمنا خبرات ساعدت كلا منا في الماضي وليس هناك سبب يمنعنا من الاستمرار في القيام بذلك".

وساعدت النمور الطائرة، وهي سرب جوي أمريكي يتكون من طيارين من سلاح الجو والبحرية ومشاة البحرية في الولايات المتحدة، الصينيين في محاربة الغزاة اليابانيين في الحرب العالمية الثانية.

ولفت مكمولين إلى أن الحرب المدمرة طالت تقريبا الجميع في مختلف أنحاء العالم، داعيا الناس إلى الاعتزاز بالسلام الذي تحقق بصعوبة بالغة.

وطيلة الحرب العالمية الثانية، كانت الصين ساحة معركة رئيسية في القتال ضد الغزو الفاشي الياباني وساحة معركة آسيوية رئيسية في الحرب ضد الفاشيين في جميع أنحاء العالم. وقاتلت الصين جنبا إلى جنب مع قوات التحالف الأخرى ضد الفاشية.

وتم الاعتراف على نطاق واسع بالتجربة الأمريكية الصينية المشتركة خلال تلك الفترة كقصة نجاح عظيمة من الصداقة والاحترام والتعاون المتبادل.

وأشار المحارب القديم إلى أن "تذكر الأوقات التي كنا فيها أصدقاء مقربين للغاية ونساعد بعضنا البعض، تلك هي الأشياء التي يجب أن نضعها دائما في الاعتبار، لأن العالم يتغير ولكن الصداقة تبقى".

وشاطر آخرون مكمولين رأيه حول أهمية إعطاء قيمة كبيرة للعلاقة الثنائية.

وقال جاي فينيارد، 95 عاما، أحد ثمانية قدامى محاربي النمور الطائرة الذين حضروا الحدث، إن "الصين والولايات المتحدة، لدينا القدرة على تحقيق سلام عالمي إذا استطعنا العمل معا والاتفاق على ما ينبغي القيام به وعدم قتال بعضنا البعض".

في أوائل عام 1944، كُلف الطيار البالغ من العمر آنذاك 20 عاما بمهمة الطيران فوق "الحدبة"، وهو مسار جوي حيوي وخطير فوق جبال الهيمالايا والطريق الأساسي، الذي أوصل الحلفاء عبره الإمدادات للصين بين عامي 1942 و1945.

بفضل جهودهم البطولية وتضحياتهم الهائلة، قاتلت النمور الطائرة الأمريكية هذه لسنوات مع الشعب الصيني جنبا إلى جنب في معارك الحياة والموت.

وأكد فينيارد على الصداقة والتعاون العميقين اللذين أقامهما الشعبان خلال حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية.

ولفت فينيارد إلى أنه "يرجع الفضل إلى الشعب الصيني في إنشاء نظام إنذار وكان فعالا للغاية، وقد راقبوا عن كثب لمساعدة أي طيار أمريكي أسقطت طائرته"، حيث سرد أمثلة رائعة عن التعاون الثنائي خلال تلك الفترة.

وأشار إلى أن "التاريخ يظهر أنه إذا أراد شعبان العمل معا، فيمكنهما إنجاز أشياء عظيمة".

وقبل عرض يوم النصر في عام 2015 في بكين، منحت الصين فينيارد ميدالية تقديرا لخدماته. وذكر المحارب القديم أنها إحدى أثمن الأشياء التي يحضرها معه في المناسبات التي يعتبرها خاصة.

مرتديا قبعة بيسبول زرقاء اللون كتب عليها عبارة النمور الطائرة باللغة الانكليزية، صرح ديفيد هايوارد، لوكالة أنباء ((شينخوا))، بأن "الأمريكيين والصينيين يمثلون الدولتين الأكثر أهمية في العالم، والأمر عائد لنا أن نكون أصدقاء بشكل مستمر وأن نبذل قصارى جهدنا لجعل الحضارة ناجحة على الأرض".

وقام المتقاعد، الذي يعيش في لوس أنجلوس، بالطيران أكثر من 50 مهمة قتالية في قاذفة بي-25 بين عامي 1943 و1944.

وقال هايوارد، الذي يصف نفسه بأنه "رجل متواضع"، إنه كان محظوظا للبقاء على قيد الحياة بعد الحرب وشعر بالفخر لكونه جزءا من هذه المهمة.

وحضر هايوراد المؤتمر بصحبة ابنه، حيث أقيم له حفل عيد ميلاد مفاجئ لبلوغه الـ 97 من العمر، شهد تشغيل مجموعة من أغاني عيد الميلاد باللغتين الانكليزية والصينية، وحضره أكثر من 100 مشارك في الحدث.

واشترك في تنظيم المؤتمر، الذي يستمر يومين، كل من مؤسسة تراث الطيران الصينية الأمريكية وجمعية الشعب الصيني للصداقة مع الدول الأجنبية.

وأشار شيه يوان، نائب رئيس الجمعية إلى أهمية مراجعة التاريخ، الذي أنشأه وشاركه الشعبان، ونقل الصداقة لخلق مستقبل مشترك، خاصة بمناسبة مرور أربعة عقود على الحدث التاريخي بإقامة العلاقات الدبلوماسية الصينية الأمريكية.

وقال شيه "أعتقد أنه سيكون مصدرا جيدا للإلهام بالنسبة إلينا، وسيرشدنا إلى طريق أفضل للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة، ودفعها قدما لصالح شعبينا والمجتمع الدولي بأسره".