تعليق: معرض البستنة محط استيعاب الحكمة الإيكولوجية للصين

بكين 28 أبريل 2019 /يعد معرض بكين الدولي للبستنة 2019 مكانا مثاليا لفهم أفكار الصين بشأن التنمية الخضراء ومعرفة إلى أي مدى ذهبت البلاد في هذا الشأن.

ويضم المعرض، الذي يأتي تحت عنوان "حياة خضراء، حياة أفضل"، مجموعة واسعة من الزهور وأشجار الفاكهة والأدوية العشبية الصينية وتقنيات لتصميم المناظر الطبيعية للنباتات، فضلا عن أفكار للتنمية الخضراء.

إنه منصة جيدة لتعلم رؤية الصين بشأن كيف للإنسان والطبيعة أن يعيشا في تناغم، وكذلك لعرض ما أحرزته الصين من تقدم في تحقيق حضارة إيكولوجية، وهي شعار جديد في البلاد، لجعل ثاني أكبر اقتصاد في العالم أكثر قابلية لعيش أفضل.

وفي خطابه الذي ألقاه في مراسم افتتاح المعرض، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة من خمس نقاط: السعي لتحقيق التناغم بين الإنسان والطبيعة، والرخاء القائم على التنمية الخضراء، وتنشئة وجدان من أجل أسلوب حياة يعتني بالطبيعة، والروح العلمية في الحوكمة الإيكولوجية، والجهود المشتركة لمواجهة التحديات البيئية.

عندما ينتشر مفهوم التنمية الخضراء في كل ركن من أركان العالم، لدينا كل الأسباب للثقة في ضمان حياة أكثر خضرة للأجيال المقبلة.

عند سفح سور الصين العظيم في حي يانتشينغ بالعاصمة، حيث يُقام المعرض، سيجد الزوار أشياء أكثر من منتجات البستنة.

نفّذ المنظمون المفهوم الصيني لصداقة البيئة طوال فترة الإعداد للمعرض.

وعلى سبيل المثال، رُكّبت أكثر من ألف لوحة زجاجية كهروضوئية على سطح الجناح الصيني للاستفادة من الطاقة الشمسية. ويُستخدم نظام لجمع مياه الأمطار وحوض تخزين تحت الأرض لري الأرض الخضراء التي يوجد عليها الجناح.

وبمساعدة التكنولوجيا الحديثة، يستفيد الجناح من البيئة وفي الوقت نفسه يحافظ على النظام الإيكولوجي المحلي. وتأتي هذه الأفكار من الجهود المستمرة التي تبذلها البلاد لمنع التلوث ومكافحته.

وعلى مدار الأعوام الماضية، اتخذت الصين إجراءات مكثفة، بما في ذلك خفض انبعاثات محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم، وخفض الطاقة الإنتاجية للحديد والصلب، وتكثيف دعم الطاقة المتجددة، فضلا عن إطلاقها حملات تشجير مستمرة.

ووفقا لدراسة أجراها معهد سياسات الطاقة بجامعة شيكاغو في 2018، فإن "الصين تكسب حربها ضد التلوث".

وقالت الدراسة إن تركيز الجسيمات الدقيقة في المدن الصينية انخفض بنسبة 32 بالمئة في المتوسط منذ 2014.

وإلى جانب تحسين جودة الهواء، أُحرز تقدم كبير في مجال حماية المياه والتربة في الصين.

واكتسبت الصين حاليا شهرة عالمية في مجال حماية البيئة، بعد أن كانت تمثل مشكلة حيوية للبلاد.

وبدورها، قالت جويس مسويا، القائمة بأعمال المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن "الصين لديها الكثير لتقدمه فيما يتعلق بالدروس، على سبيل المثال، بشأن كيفية وضع الحكومة سياسات لمعالجة قضية التلوث."

والأهم من ذلك، فإن الصين مستعدة لتبادل خبراتها وتعزيز التعاون مع البلدان الأخرى للتعامل مع القضايا البيئية العالمية مثل تغير المناخ والتلوث البحري والحماية البيولوجية.

المياه النقية والجبال الخصبة أصول لا تقدر بثمن، وتحسين البيئة الإيكولوجية يزيد الإنتاجية.

كما أن معرض بكين، الذي يتسم بحكمة التناغم الصينية والأكبر من نوعه في التاريخ، سيُثبت للعالم مفهوم أن الحياة الخضراء تعني حياة أفضل.