غزة 27 ابريل 2019 /دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية اليوم (السبت)، إلى "رؤية وطنية" شاملة لمواجهة "صفقة القرن" الأمريكية بشأن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال هنية خلال لقاء مع قادة الفصائل والقوى الفلسطينية تحت شعار (متحدون في مواجهة صفقة القرن) في مدينة غزة، إن "الرؤية تقوم أولا على استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة الوضع الخطير التي تمر به القضية الفلسطينية"، مبديا استعداد حركته لعقد لقاءات عاجلة مع "الكل الوطني" خاصة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).
وأعلن هنية جاهزية حركته لـ"عقد لقاء مباشر وعاجل مع أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح برئاسة الرئيس محمود عباس في غزة أو القاهرة على مستوى ثنائي أو موسع يضم كافة الفصائل الفلسطينية".
وقال هنية إنه "لا يوجد لدينا فيتو على أي لقاء وبأي شكل طالما انه لقاء سينطلق من أجل استعادة الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني وتوفير كل عناصر الصمود والقوة للشعب الفلسطيني لمواجهة المخاطر".
وأشار إلى ضرورة القيام بخطوات من أجل تحقيق الوحدة منها "تأكيد الالتزام بكل الاتفاقيات التي تم توقيعها بشأن الوحدة الوطنية وتشكيل حكومة وحدة وطنية سياسية من كافة الفصائل الفلسطينية تحضر لمهمتين، الأولى التحضير لإجراء انتخابات شاملة رئاسية وتشريعية ومن ثم التوافق على مجلس وطني فلسطيني، والثانية العمل على توحيد مؤسسات السلطة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية".
ودعا هنية إلى "عقد اجتماع عاجل للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية لمناقشة ملفات البرنامج السياسي الفلسطيني والعمل على إعادة ترتيب منظمة التحرير الفلسطينية لكي تضم الكل الوطني الفلسطيني لتكون قوية، والاتفاق على الإستراتيجية النضالية".
وطالب السلطة الفلسطينية بمغادرة اتفاق أوسلو للسلام المرحلي الموقع في البيت الأبيض في سبتمبر عام 1993 وما يترب عليه من تعاون أمني لأنه "مسار وصل إلى طريق مسدود" بعد مرور ربع قرن على توقيعه، داعيا إلى البحث عن مسار مختلف يتم الاتفاق عليه.
ودعا إلى "وقف كل أشكال التطبيع مع الاحتلال لما يشكله من خطر كبير وإضعاف للحالة الفلسطينية وتشجيع للإدارة الأمريكية للاستمرار في مخططاتها التصفوية"، كما دعا الى "تحرك عربي وإسلامي قوي وفاعل لدعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة ومواجهة محاولة الالتفاف عليها".
ويعاني الفلسطينيون من انقسام داخلي مستمر منذ منتصف عام 2007 على اثر سيطرة حركة حماس بالقوة على قطاع غزة بعد جولات اقتتال مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية.
وأكد هنية رفض حركته "لصفقة القرن الأمريكية جملة وتفصيلا وعدم التعاطي معها بأي حال من الأحوال"، مشددا على أن "الشعب الفلسطيني رغم ما يحيط به من تحديات وأخطار إستراتيجية مصمم على حماية القضية الفلسطينية وثوابتها والتصدي للصفقة مهما كانت التكاليف والتضحيات".
وتابع قائلا "متحدون من أجل مواجهة صفقة القرن على طريق إسقاطها وليس منا ولا فينا من يقبل التعاطي معها لا في غزة والضفة أو أي مكان في الأرض الفلسطينية"، مؤكدا أن "الصفقة الأمريكية ستتحطم على صخرة الصمود الفلسطيني".
وأعلن هنية، أن حركته "ستسخر إمكاناتها ومقدراتها وكل ما تملك من أجل دعم الموقف الوطني المتماسك ضد صفقة القرن"، مشددا على أنه "لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة أو تمدد في أي أرض غير فلسطينية ولا للوطن البديل والتعويض أو التنازل عن حق العودة أو القدس".
وقال مسؤولون في الإدارة الأمريكية في تصريحات سابقة، إن خطة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين التي تعدها واشنطن سيتم الإعلان ونشر تفاصيلها في شهر يونيو المقبل وعلى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تقديم تنازلات صعبة.
وبحسب ما قال المسؤولون، فإن الخطة "مفصلة" حيث "اهتم معدوها بمسألة تحسين حياة الفلسطينيين وفي الوقت ذاته ضمان أمن إسرائيل".
وتقاطع السلطة الفلسطينية الإدارة الأمريكية على صعيد الاتصالات السياسية منذ إعلان الرئيس دونالد ترامب في السادس من ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها في 14 مايو الماضي.
ومنذ إعلان ترامب يطالب الفلسطينيون بآلية دولية لرعاية مفاوضات السلام مع إسرائيل المتوقفة أصلا بين الجانبين منذ العام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية لم تفض إلى أي اتفاق.