بكين 27 إبريل 2019 / أشاد مراقبون دوليون بخطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ في افتتاح أعمال الدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، مشيرين إلى أن كلمته حملت رسائل طمأنة في اتجاهات عدة ولخصت بدقة روح المبادرة بما يعالج شواغل المتشككين فيها.
وتناول الرئيس شي في خطابه الرئيسي يوم الجمعة سياسات الإصلاح والانفتاح في الصين، مجددا التأكيد على قواعد أكثر مواتاة للاستثمار الأجنبي وفتح السوق الصينية أمام المزيد من الواردات في المستقبل.
واستعرض شي الإجراءات، التي ستتخذها الصين لزيادة توسيع انفتاحها ودفع التمويل وإدارته، إلى جانب توسيع الوصول إلى أسواق رأس المال، وتوقيع اتفاقيات تجارة حرة عالية المستوى مع المزيد من البلدان، ودفع حماية حقوق الملكية الفكرية وسط إجراءات أخرى.
وقال نورلان ميرمانوف، من لجنة المعلومات الدولية بوزارة الخارجية القازاقية، إن أبرز ما يميز مبادرة الحزام والطريق أنها شاملة ولا تستثني أحدا، مؤكدا أن المشروع التنموي الضخم عاد بفوائد عظيمة على دول كثيرة بما في ذلك قازاقستان، التي تعتبر نقطة مهمة على طول الطريق البري للمبادرة وحلقة وصل بين آسيا وأوروبا.
وأضاف ميرمانوف أن الاستثمارات في إطار الحزام والطريق تساعد على توثيق الترابط العابر للحدود وتسهيل التجارة، مشيرا إلى أن بلاده استثمرت المزيد من الأموال من أجل تحسين البنية التحتية. وأوضح أن ما أعلن عنه الرئيس الصيني في خطابه عن فتح السوق الصينية أمام المزيد من الواردات من شأنه أن يعزز التنافسية والفرص أمام وصول الأسواق الأخرى ومن بينها قازاقستان إلى السوق الصينية الضخمة.
ونوه إلى أن الدول الواقعة على طول مسارات المبادرة وما وراءها بحاجة إلى أن تكون "أكثر توحدا وتكاملا" مع بعضها البعض، ومواءمة خططها التنموية مع المبادرة لتعظيم ثمار الفوائد المشتركة.
ومن جانبه، قال طارق عبد الغفار، خبير مصري في الشؤون الآسيوية، إن الرئيس شي حرص من خلال خطابه بشكل أساسي على توجيه رسائل طمأنة متعددة في اتجاهات عدة.
أولا، تبديد مخاوف الدول الأعضاء في المبادرة ولاسيما الدول النامية من احتمالات تفاقم الديون من خلال تطمينات بأن الصين تبني آلية لتحليل وإدارة الديون بهدف تخفيف تداعياتها على الدول النامية.
ثانيا، طمأنة المجتمع الدولي بأن أهداف المبادرة تتسق مع أهداف أجندة 2030 للتنمية المستدامة للأمم المتحدة، وأنها تستهدف تحرير التجارة، ومواجهة الإجراءات الحمائية، والشفافية، وتعزيز النمو الاقتصادي العالمي، وتحقيق المنفعة المشتركة.
ثالثا، توجيه رسالة إلى الدول المنتقدة والمتحفظة على الانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق بأنه لا يوجد تعارض مع المصالح الوطنية لكل دولة مع المبادرة، وأنها تتسق مع مبادئ التجارة العالمية الرامية إلى تشجيع الأسواق الحرة، وتراعي آليات السوق الحرة والسيادة الوطنية للدول، ولا تضع شروطا مسبقة.
رابعا، الالتزام بإعداد صيغ تمويلية وتعزيز مساهمة المؤسسات الصيينة في توفير التمويل للدول الأعضاء في المبادرة.
وأوضح عبد الغفار أن مشاركة رئيس وزراء إيطاليا ورئيس الاتحاد السويسري تجسد اهتمام الاتحاد الأوروبي بتعزيز التعاون مع المبادرة والاستفادة من الفرص التجارية والاستثمرية المتاحة رغم التحفظات التي أبدتها بعض الدول الأوروبية بما يعكس زيادة الزخم للمبادرة على الصعيد الدولي.
ومن جهة أخرى، قال تشارلز بيلغرين، مراسل فرنسا 24، إن خطاب شي حمل رؤية تطويرية واضحة وواسعة لمبادرة الحزام والطريق بتأكيده على ترقية بناء الحزام والطريق مع التشديد على أهمية التمسك بنهج أخضر ونظيف.
وقال أن الخطاب تضمن رسائل إيجابية بما في ذلك التزام الصين بجعل سعر صرف اليوان أكثر قوة في السوق وتعزيز حماية حقوق الملكية الفكرية ومواصلة فتح الاقتصاد الصيني.
وحول اليوان قال شي إن الصين لن تسعى إلى تخفيض قيمة العملة. وأوضح أن الصين ستواصل تحسين آلية سعر صرف اليوان، وستحافظ على استقرار اليوان بشكل أساسي في حالة توازن.
وقال بيلغرين أن أكثر ما لفت الاهتمام هو تشديد شي على أهمية بناء طريق الحرير الرقمي وتعزيز الابتكار، مما يعني تعزيز التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا وتبادل المواهب.
ومنذ أن اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ المبادرة قبل ست سنوات، وقعت 126 دولة و29 منظمة دولية وثائق تعاون مع الصين في إطار المبادرة، وجمع المنتدى لمدة ثلاثة أيام حوالي 5000 مشارك من أكثر من 150 دولة و90 منظمة دولية.