افتتح البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية (AIIB) في 16 يناير 2015. وخلال ثلاثة سنوات من تأسيسه، ارتفع عدد أعضاء البنك من 57 إلى 93 عضوا، مع إجمالي قروض معتمدة بلغت 7.5 مليارات دولار أمريكي. ويركز بنك الاستثمار إلى حد الآن على مشاريع ربط البنية التحتية، والتي تغطي 13 دولة في ست مناطق بما في ذلك شرق آسيا وجنوب شرق آسيا وجنوب آسيا وآسيا الوسطى وغرب آسيا وأفريقيا. كما أدخلت قروض البنك بقرابة 40 مليار دولار أمريكي من المشاريع الاستثمارية غير المباشرة في البنية التحتية.
منذ افتتاحه قبل ثلاث سنوات، التزم البنك الآسيوي للاستثمار بالمعايير الدولية العالية في مجال الإدارة والسياسات والتشغيل، وحاز على اعتراف وتقدير عريض من المجتمع الدولي. وقد حصل البنك على تصنيف 3A من وكالات التصنيف الدولية الرئيسية الثلاث، وتقييم "صفر مخاطر" من لجنة بازل للإشراف المصرفي. حيث تحول البنك إلى منصة هامة لتعزيز بناء مجتمع المصير الإنساني المشترك، وقوة حيوية جديدة للتنمية المشتركة في المنطقة والعالم.
في ديسمبر 2018، وافق بنك الاستثمار الآسيوي على قرض لمشروع إمداد خطوط أنابيب المياه في ولاية أندرا براديش الهندية. وهو أحدث قرض يوافق عليه البنك. وتعاني الهند من تلوث خطير للمياه وتخلّف معدّات تنقية المياه، ما بات يمثل واحد من العوامل الرئيسية المؤثرة على صحة المواطنين. وسيسمح هذا المشروع الذي بلغت تكلفته 400 مليون دولار بتوفير المياه الصالحة للشرب لأكثر من 3.3 ملايين مواطن هندي.
بعد الموافقة على هذا المشروع، وصل عدد القروض التي حصلت عليها الهند من بنك الاستثمار الآسيوي إلى 9 قروض، بقيمة إجمالية فاقت ملياري دولار أمريكي. وتشير بيانات البنك إلى أن القروض التي منحت للهند، قد تركزت بشكل رئيسي في مشاريع البنية التحتية مثل النقل والكهرباء وإمدادات المياه.
"تعد الهند أكبر المقترضين من بنك الاستثمار الآسيوي، وقد أسهمت هذه القروض في تحسين البنية التحتية في الهند. على سبيل المثال، حصل مشروع خط مترو رقم 4 بمومباي على قرض من بنك الإستثمار الآسيوي، وسيسهم هذا المشروع بعد انجازه في خفض حركة مرور السيارات بنسبة 35 ٪." قال ذلك بهاندا، الباحث بالمعهد الهندي لأبحاث الدفاع والتحليل في مقابلة مع صحيفة الشعب اليومية.
تعاني بنغلاديش أيضا من تدهور البنية التحتية، وخاصة نقص الطاقة. لذا استهدف أول قرض من البنك الآسيوي للاستثمار لبنغلاديش مجال الكهرباء. وبعد الانتهاء من هذا المشروع الذي بلغت قيمة الاستثمار فيه 60 مليون دولار أمريكي في بناء محطة طاقة مختلطة بقدرة 220 ميغاوات في جزيرة بولا بمنطقة باريسال، ستتمكن المحطة من توليد 1300 ميغا واط إضافية من الكهرباء يوميا. "يؤثر النقص الحاد في الطاقة في بنغلادش على النمو الاقتصادي في البلاد ويقيد جهود الحد من الفقر. وسيساعد هذا الاستثمار بنغلادش على زيادة إمدادات الكهرباء والتخفيف الفعال من النقص في الكهرباء المحلية وتعزيز التنمية الصناعية المحلية وتحسين مستويات معيشة الناس." قال ذلك منصور، الرئيس التنفيذي لمعهد بنغلاديش لبحوث السياسات، في مقابلة مع صحيفة الشعب اليومية.
من بين العديد من مشاريع التعاون بين البنك الآسيوي للاستثمار وإندونيسيا، يعد الدعم المالي لمشروع تحسين الأحياء الفقيرة الأكثر أهمية، حيث يصبّ بشكل مباشر في مصلحة حياة عشرات الملايين من سكان الأحياء الفقيرة. في أبريل 2016، أطلقت الحكومة الإندونيسية مشروعا ضخما لتطوير الأحياء الفقيرة، باستثمارات بلغت 1.74 مليار دولار أمريكي. ويهدف هذا المشروع إلى تحسين الظروف المعيشية للأحياء الفقيرة عبر بناء وتجديد البنية التحتية للمياه والكهرباء والطرق. بعد شهرين من إطلاق المشروع، أعلن كل من البنك الدولي والبنك الآسيوي للاستثمار بشكل مشترك عن منح إندونيسيا قرضا قيمته 433 مليون دولار، تكفل البنك الآسيوي للاستثمار بدفع نصفه.
يقدر جورج سورايا، مدير مشروع تطوير الأحياء الفقيرة بإندونيسيا التابع للبنك الدولي، أن حوالي 29 مليون شخص في إندونيسيا يعيشون داخل الأحياء الفقيرة. وأن هذا المشروع سيعود بالفائدة بشكل مباشر على 9.7 مليون شخص وسيستفيد منه ملايين السكان بشكل غير مباشر.
في ذات الصدد، يعتبر مشروع مكافحة الفيضانات في العاصمة مانيلا أول مشروع للبنك الآسيوي للاستثمار في الفلبين. ويعود نظام الصرف الصحي الحالي في مانيلا إلى سبعينيات القرن العشرين، ما يضعه في حالة سيئة وخطيرة، خاصة أثناء موسم الأعاصير التي تمتدّ من يونيو إلى أكتوبر من كل عام. حيث تشهد مانيلا طوال هذه الفترة فيضانات متكررة، مما يتسبب في كثير من الأحيان في حوادث مرور وخسائر..
ويخطط البنك الآسيوي للاستثمار لتحديث وتجديد معدات 36 محطة ضخ موجودة حاليا. وبناء 20 محطة ضخ جديدة، مع إعادة تأهيل المجاري المائية في المناطق الحضرية، بما في ذلك التخلص من القمامة وصيانة خطوط أنابيب الصرف الصحي. وتظهر وثائق البنك أن هذا المشروع سيغطي 2900 هكتار، وسيستفيد منه حوالي 970 ألف شخص.
أما طاجيكستان، فقد حصلت من البنك الآسيوي للاستثمار على قرض لتحسين شبكة طرقات وجسور العاصمة دوشانبي ومشروع لتحديث الطريق السريعة الرابطة بين دوشانبي وأوزبكستان المجاورة، إضافة إلى مشروع "نوريك" للطاقة الكهرومائية. في هذا السياق، قال سافولو سافاروف، النائب الأول لمدير مركز الأبحاث الاستراتيجية لرئيس طاجيكستان: "لقد أسهمت هذه المشاريع بشكل مباشر في تغيير حياة السكان المحليين وحسنت وجه التنمية الوطنية".
تمكنت طاجيكستان خلال السنوات الأخيرة من تحسين وضع بنيتها التحتية من خلال استغلال الموارد المالية لبنك الاستثمار. في هذا الصدد، أشار سافاروف إلى أن البنك الآسيوي للاستثمار يلعب دورًا مهمًا في تنمية آسيا، مضيفًا: "تستهدف مشاريع البنك الآسيوي للاستثمار بشكل مباشر معالجة مشاكل البنية التحتية وتساعد على تحفيز حيوية التنمية المحلية. "