مقالة: "الحزام والطريق" تجلب الفرص والأمل لافريقيا

أجرت صحيفة الشعب اليومية مقابلة مع عباس هارون، المدير العام لمركز ركائز المعرفة للدراسات والبحوث في السودان، للحديث حول رؤيته لمبادرة الحزام والطريق، وفيما يلي ملخص لما جاء في نص المقابلة:

مبادرة الحزام والطريق" هي "خطّة الصين" حول كيفية تعزيز التنمية المستدامة للاقتصاد العالمي والحفاظ على السلام والاستقرار العالميين في سياق التغيرات المعقدة التي يشهدها العالم. ويمكن القول أن "مبادرة الحزام والطريق" توفر طريقًا جديدًا بالكامل لتعزيز السلام والتنمية في العالم.

لقد زرت الصين عدة مرات وناقشت مع الخبراء والباحثين الصينيين آفاق التعاون بين السودان والصين في إطار مبادرة "الحزام والطريق". وتأثرت بالموقف الحازم والبراغماتي الذي أبداه الجانب الصيني في عملية بناء "الحزام والطريق".

إن بناء مبادرة "الحزام والطريق" يجلب فرص التنمية والآمال إلى أفريقيا. والسودان على استعداد لأن يصبح العقدة التي تربط الصين بأفريقيا، وخاصة وسط إفريقيا. من ناحية ، يمكن للسودان أن يعمل كحلقة وصل بين الصين وإفريقيا في التبادلات الاقتصادية والتجارية، وتسهيل تجارة البضائع بين إفريقيا والصين. ومن ناحية أخرى ، يمكن للسودان أن يوطّن التجارب التقنية والإدارية المتقدمة في الصين من خلال مشاريع التعاون في اطار مبادرة "الحزام والطريق "، بما يعزز التنمية الاقتصادية في السودان. كما يأمل السودان في تعزيز التبادلات الثقافية مع الصين، وتوسيع قنوات التبادل بين البلدين، لتصبح السودان نموذجا لدخول تعليم اللغة الصينية إلى افريقيا.

ويأمل السودان في تعزيز الحوار والتبادل مع الحزب الشيوعي الصيني في إطار مبادرة "الحزام والطريق" لتعلم واستيعاب المفاهيم المتقدمة للحزب الشيوعي الصيني في ادارة الدولة وتجربته الغنية في الحكم. كما يعد القضاء على الفقر ومكافحة الفساد من المجالات التي يركز عليها السودان. في المقابل، نجحت الصين في أن تحقق نتائج ملحوظة في هذين الجانبين.

خلال زيارتي للصين، أتيحت لي الفرصة للاطلاع على مشاريع الحدّ من الفقر. وما أثار إعجابي هو أن الكوادر المشرفة على هذا المشروع، تمتلك ملفات خاصة بكل أسرة فقيرة، تشمل الوضع الأساسي للأسر، وأسباب الفقر، وتدابير الحد من الفقر المخطط لها، والتقدم المحرز في العمل. في مجال مكافحة الفساد، ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، حققت خطط وسياسات الحزب الشيوعي الصيني في مكافحة الفساد نتائج متميزة. بما في ذلك حملات ضرب "النمور" و "الذباب" معا، و"دوريات التفتيش" والنظر إلى الوراء"، وغيرها من السياسات الناجحة في هذا الجانب.

يشارك السودان بنشاط في عملية البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" ويستفيد من مكاسب التنمية. وقد لعبت مشاريع سد مروى وسد الروصيرص وسد أعالي عطبرة، التي بنتها الشركات الصينية، دورًا رئيسيًا في معالجة مشاكل نقص الكهرباء في السودان. كما تم تشغيل مصنع وبرالحلفاء الجديدة ، الذي تم استثماره وبنائه من قبل الجانب الصيني، مما يمثل بداية مرحلة جديدة من التعاون الزراعي بين السودان والصين. وأعتقد أن البلدين سيواصلان العمل سويا في إطار مبادرة "الحزام والطريق" على مبدأ المنفعة المتبادلة، لتحقيق العيش الكريم لشعبي البلدين وتحقيق الإزدهار والفوز المشترك.