تحليل إخباري: مأزق بريكست لا يزال قائما بالرغم من تأجيل الرحيل

لندن 27 مارس 2019 /صوت النواب البريطانيون يوم الأربعاء ضد جميع الخيارات البديلة الثمانية لاتفاق رئيسة الوزراء تيريزا ماي الخاص بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ما يعني فشل الهيئة التشريعية في التوصل إلى توافق في الرأي بشأن كيفية استبدال اتفاق الانسحاب الذي لا يحظي بشعبية.

وفشلت كل خيارات التصويت الإرشادية الثمانية في الحصول على الأغلبية، فيما كان خيار البقاء في الاتحاد الجمركي الأقرب. وبذلك، يستمر الجمود إزاء البريكست بعد فشل المشرعين في التوصل إلى أغلبية بشأن أي خيار حول مستقبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وجرى التصويت، الذي كان يهدف إلى كسر الجمود الحالي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بعد تصويت النواب للسيطرة على جدول أعمال مجلس العموم يوم الأربعاء.

وتبرز نتائج التصويت، التي أكدت فقط تأجيل موعد خروج بريطانيا الأصلي من الكتلة إلى 12 أبريل أو 22 مايو، صعوبة التوصل إلى توافق بشأن كيفية دفع عملية الخروج المتعثرة إلى الأمام.

وكانت الحكومة البريطانية قد اتفقت بالفعل، بموجب القانون الدولي، مع الاتحاد الأوروبي على تمديد موعد الانسحاب من الكتلة الإقليمية حتى 12 أبريل على الأقل.

وظلت جميع الخلافات الرئيسية على ما هي عليه دون تغيير بشأن كيفية انسحاب البلاد من الاتحاد الأوروبي، سوى شئ واحد بالتأكيد هو أن البريكست لن يحدث في 29 مارس، تاريخ المغادرة الأصلي.

وذكرت تقارير هنا إن ما لا يقل عن 30 من النواب المتشددين المتشككين في أوروبا قالوا إنهم ما زالوا يعارضون اتفاق ماي. وإن صح ذلك، فإنه لا يزال يبدو من الصعب علي السيدة ماي تمرير اتفاقها.

ولم يظهر الحزب الديمقراطي الوحدوي، الذي يدعم أعضاؤه حكومة الأقلية بقيادة ماي، أي علامة علي الوقوف في صفها.

وانتقد جيرمي كوربين، زعيم حزب العمال المعارض، يوم الأربعاء، الحكومة لكونها "فوضوية" و "غير كفء" في مواجهة المأزق الذي آلت إليه عملية البريكست.

وأعرب عن أمله في أن تؤدي التصويتات البرلمانية يوم الأربعاء إلى إيجاد سبيل باتجاه طلاق بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. بيد أن الجمود لا يزال قائما لأن أيا من الاقتراحات لم يحظ بأغلبية واضحة ليلة الأربعاء.

وبعد انتهاء التصويتات، قال وزير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستيفن باركلي إن النتائج عززت وجهة نظر الحكومة بأن اتفاق ماي هو السبيل الأفضل والوحيد للمضي قدما.

وفي رأيه حول عدم وجود أغلبية لأي خيار من الخيارات الثمانية التي طرحت للتصويت يوم الأربعاء، قال:" هذا يظهر أنه لا يوجد خيار سهل هنا، ولا توجد طريقة سهلة للمضي قدما".

وبعد مناقشات طويلة في مجلس العموم، رفض معظم المشرعين البريطانيين إجراء اسفتاء ثان على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وحتى الخروج بدون اتفاق، أخر شيء كان يرغب الاتحاد الأوروبي في رؤيته.

وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، قالت ماي لأعضاء حزبها إنها ستتخلى عن منصبها إذا دعموا اتفاقها الخاص بخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، والذي رُفض في البرلمان مرتين منذ يناير.

وقالت رئيسة الوزراء في مناشدة لنواب حزب المحافظين لدعم اتفاق بريكست إنها ستتنحي قبل الموعد المقرر.

وجاء عرضها ردا على مطالبات عدد من نواب حزبها لها بتحديد موعد مغادرتها في مقابل دعمهم لدفع الاتفاق داخل البرلمان.

والغرض من التأجيل هو الحصول على مزيد من الوقت لسد الفجوات بين لاعبي بريكست البريطانيين الرئيسيين، ولكن التكتيكات قد تحتاج إلى تغيير لكسر الجمود في العملية.