تحليل إخباري: الصادرات الإيطالية تضع عينيها على عيد الربيع لاستشراف الأسواق الصينية

روما 31 يناير 2019 / أكد محللون أن عيد الربيع هذا العام سيمثل فرصة قوية للمصدرين الإيطاليين لتعزيز المكاسب التي حققوها في السوق الصينية في العامين السابقين وذلك في الوقت الذي يتطلعون فيه إلى الفوز بحصص في أسواق جديدة للمنتجات عالية الجودة ذات الصلة بالأغذية.

فقد توسعت الصادرات الإيطالية إلى الصين بشكل كبير ما بين عامي 2016 و2017، وفقا للبيانات الصادرة عن المعهد الوطني الإيطالي للإحصاءات، حيث زادت بواقع الخمس وبلغت قيمتها 15.2 مليار يورو (17.2 مليار دولار أمريكي) نتيجة تسجيل زيادة في مبيعات السيارات عقب الإدخال الجديد لسيارات شركة ألفا روميو لصناعة السيارات الفاخرة والتابعة لفيات كرايسلر.

وقال محللون إن مهمة المصدرين الإيطاليين هذا العام هي الحفاظ على المكاسب التي تحققت في العامين الماضيين والعمل في الوقت ذاته على زيادة الصادرات في القطاعات ذات الإمكانات العالية. وإن عيد الربيع سيلعب دورا رئيسيا في هذا الصدد.

وفي حديثه لوكالة أنباء ((شينخوا))، ذكر دينيس بانتيني رئيس قسم الصناعات الزراعية في هيئة نوميزا البحثية والاستشارية "من الصعب على شركة أن تجد موطئ قدم لها في سوق كبيرة مثل الصين"، مضيفا "هذا ينطبق بشكل خاص على جميع الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في إيطاليا حيث تتنافس مع شركات كبرى متعددة الجنسيات من بلدان أخرى. وإن حدثا مثل عيد الربيع يمكن أن يساهم بعض الشئ في تحقيق التكافؤ في التنافس".

وأوضح بانتيني أن الشركات الكبرى يمكنها توظيف خبراء ومستشارين في مجال التسويق لمساعدتها في التغلب على الحواجز في الأسواق المعقدة. أما الشركات الصغيرة التي تنتج صادرات إيطالية هامة مثل النبيذ وزيت الزيتون واللحوم المملحة تستفيد من وجود موزعين ومشترين محتملين متجمعين في حدث واحد.

وقال بانتيني إن السوق الصينية لهذه الأنواع من المنتجات الإيطالية ذات الصلة بالأغذية، وخاصة المنتجات تامة الصنع مثل الجبن وليست المكونات الأساسية مثل الحليب -- تعد مجالا مستعدا للنمو.

وأشار إلى أن "المستهلكين الصينيين أكثر تناغما مع المنتجات الأجنبية وبالنسبة لإيطاليا فإن السوق لا تزال غير مستغلة إلى حد كبير"، مضيفا بقوله إنه "لوضع الأمور في منظورها الصحيح، فقد باعت إيطاليا منتجات غذائية بقيمة 520 مليون دولار إلى الصين في العام الماضي. أما البرازيل فقد صدرت بما قيمته 28 مليار دولار".

وذكر أليساندرو تيرزولي كبير الاقتصاديين في شركة ((ساس))، وهي وكالة التصدير الرئيسية في إيطاليا، أن قطاعات أخرى مثل الأزياء والتصميم هي مجالات نمو محتملة.

وقال تيرزولي خلال المقابلة إن "السوق الصينية تزداد تعقيدا، وطلب مستهلكيها يتنامي"، مضيفا أنه "بالنسبة لمعظم المصدرين، فإن المشاركة في حدث مثل عيد الربيع لن تفعل الكثير في حد ذاتها، ولكنها جزء أساسي من إستراتيجية أوسع يمكن أن تحقق أرباحا".

ولفت تيرزولي إلى أن صادرات الملابس والإكسسوارات الإيطالية إلى الصين نمت بنحو 20 في المائة في الفترة ما بين يناير ونوفمبر من العام الماضي مقارنة بالفترة نفسها من عام 2017. ونمت صادرات المنتجات الصيدلانية بنسبة 45 في المائة خلال نفس الفترة فيما زادت منتجات التكنولوجيا الفائقة بنسبة 14 في المائة.

وقال إن "إيطاليا ستركز جهودها على القطاعات التي حققت فيها نجاحا حتى الآن".

يبدأ عيد الربيع 2019، المعروف أيضا باسم العام القمري الصيني الجديد، في 5 فبراير. ويعد أهم الأعياد في الصين وتصل عطلته إلى أسبوع.