أثينا 30 يناير 2019 / تدفق المئات من اليونانيين والصينيين يوم الأربعاء على المركز الثقافي لمؤسسة ستافروس نياركوس في أثينا للاحتفال معا بالعام الصيني الجديد المرتقب أو عيد الربيع الذي يوافق الخامس من فبراير هذا العام.
بمناسبة العيد، استضافت مؤسسة ستافروس نياركوس مناقشة مفتوحة شارك فيها مسؤولون وخبراء صينيون ويونانيون حول العناصر التي تمثل جسرا بين الصين واليونان.
وسلط المتحدثون الضوء على ماضي وحاضر ومستقبل العلاقات الثنائية مع التركيز على الثقافة، فيما تضمن البرنامج الفني للأمسية عروض موسيقى ورقص وفنون دفاع عن النفس.
وأوضحت تشانغ تشي يويه سفيرة الصين لدى اليونان وتسو لي جون مدير معهد كونفوشيوس للأعمال بجامعة أثينا للاقتصاد والأعمال، أوضحا للجمهور أهمية العيد المرتقب بالنسبة للشعب الصيني، ورمزية اللون الأحمر، والعديد من عادات عيد الربيع، والأهمية الكبيرة التي يوليها الصينيون للأسرة واحترام الأجداد.
ومن جانبهما، أشار ليونيداس روكاناس سفير اليونان لدى الصين وأنجيلوس تشانيوتيس أستاذ التاريخ القديم والكلاسيكيات بمعهد الدراسات المتقدمة في برينستون إلى أوجه التشابه بين تعاليم كونفوشيوس والفلاسفة اليونانيين القدماء، وتركيز الشعبين على التعليم والاحترام المتبادل بين الأمتين اللذين تمثلان حضارتين عريقتين.
كما تبادل المتحدثون وأفراد من الجمهور وجهات النظر حول التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والتجارة والفن والعلوم والتعليم، معربين عن ثقتهم في أن تعميق التعاون الصيني اليوناني في المستقبل سيعود بالفائدة على الجانبين والعالم.
وصرحت سفيرة الصين لوكالة أنباء ((شينخوا)) قائلة "باختصار، كان حدث اليوم ناجحا جدا، وهدف إلى حمل المزيد من اليونانيين على فهم العلاقات الصينية اليونانية الحالية وإدراك أهميتها وفرص التنمية المحتملة بين البلدين".
وأوضحت أن اليونان شريك جيد جدا في إطار مبادرة الحزام والطريق، وأن "التعاون بين الجانبين يمكن أن يكون بمثابة نموذج للتعاون القائم على المنفعة المتبادلة بين الدول ذات الثقافات والأنظمة والمعايير المختلفة".
وأكدت تشانغ أن "هناك العديد من الفرص فيما يتعلق بتنمية العلاقات بين الصين واليونان. واتمنى أن يكون الناس من خلال هذه الأنشطة أكثر دعما لتعاوننا".
كما بدت الصحفية اليونانية آنا- كينثيا بوسدوكو، التي قامت بترتيب المناقشة، بدت واثقة من أن الحاضرين عرفوا شيئا جديدا عن ثقافة الآخر خلال هذا الحدث وأتيحت لهم فرصة لمواصلة استكشاف المزيد.
وقالت لـ((شينخوا)) "كانت مناقشة ممتعة للغاية، إذ ناقشنا خلالها العلاقات بين اليونان والصين. هذا المجال ضخم جدا، من الناحية التاريخية والثقافية وأيضا في مجال الابتكار، والاستثمارات، وليست (تلك المجالات) فحسب. فقد عرفنا الكثير من الأشياء فيما يتعلق بالصين".
وأضافت أن حدث الأربعاء كان جزءا من مبادرة سلسلة الحوارات التي أطلقتها مؤسسة ستافروس نياركوس التي تستضيف مرة كل شهر مناقشات مفتوحة كهذه حول عدة جوانب.
ومن جانبه، شدد البروفيسور شانيوتيس على أهمية الاستثمار في الشباب لتعزيز الروابط والتقريب بين الشعبين.
وأوضح لـ((شينخوا)) أن "فرصة الاحتفال بالعام الصيني الجديد تتيح لنا فرصة التفكير في أهمية الثقافة التي تعد جانبا يشترك فيه كل من الصينيين واليونانيين، وفي حقيقة أنهما بلدان يحظيان بثقافتين تعودان إلى آلاف السنين، ثقافتين توليان أهمية كبيرا للتعليم والتعلم".
وأبدى الأستاذ اليوناني، الذي يقوم بالتدريس في الصين، إعجابه بالاهتمام الهائل بالثقافة اليونانية من جانب الطلبة الصينيين، لافتا إلى ضرورة أن تعمل الجامعات اليونانية أيضا على إنشاء برامج تقدم فيها دراسات صينية للطلبة.
وكان ليفتريس تشارتيروس، وهو من الحاضرين لحدث الأربعاء، واحدا من بين عشرات الطلاب الذين مُنحوا مؤخرا فرصة زيارة الصين من خلال برنامج هواوي. وقال لـ((شينخوا)) إنه استشعر الثقافة الصينية هناك، وأعجب بالتقدم التكنولوجي، وانبهر بأوجه التشابه بين اليونانيين والصينيين.
وأضاف قائلا "إنهم في الحقيقة أمة تحاول التواصل مع الناس. إنهم يريدون حقا أن يفهمهم الآخرون. إنهم يتسمون بحسن ضيافة وهذا ما شعرنا به عندما زرنا الصين".