مسقط 30 يناير 2019 / قدمت فرقة "أكروبات قوانغشي " الصينية، مساء اليوم (الأربعاء) على المسرح المفتوح بحديقة النسيم العامة في مسقط، عرضا من الفنون الشعبية الصينية التقليدية، وذلك ضمن فعاليات "مهرجان مسقط" الذي انطلقت فعالياته منذ الثامن من يناير الجاري وتستمر حتى التاسع من فبراير المقبل.
وتستمر الفرقة الصينية في تقديم عروضها الفنية المختلفة على مدى أسبوع في عدد من المواقع والأماكن المختلفة في العاصمة العمانية مسقط، منها ما هو في الحدائق والمتنزهات العامة، أو في بعض الفنادق والمراكز التجارية.
وضم عرض اليوم ألعابا بهلوانية وأكروبات وسيرك، وعدة فقرات فنية وغنائية معبرة وعروضا شعبية راقصة، كما تم استعراض المهارات المذهلة للفرقة، حيث اعتمدت معظم الفقرات والألعاب على الخفة والسرعة الفائقة في الحركة واللياقة البدنية، وصاحب العرض معزوفات وأنغام موسيقية من التراث الصيني من خلال استخدام آلات فنية قديمة.
وقالت جوخة السناني، إحدى الحاضرات للعرض الذي حضره العشرات من العمانيين والوافدين لوكالة أنباء ((شينخوا))، "سعدنا كثيرا بالعرض، لقد كان أكثر من رائع وأبهرنا جميعا من حيث الأداء والخفة وسرعة الحركات، وكان من أهم ما يميزه ولفت انتباه الجميع هو حالة الانسجام والتناغم التام بين جميع أعضاء الفرقة رغم كثرتهم لدرجة أنه لم يحدث اختلاف أو حتى خطأ ما، هذا العرض يبرز ما يتميز به الصينيون من انضباط وعملية وإتقان للعمل أيا كان".
وقال محمد عبدالسميع، مصري مقيم بالسلطنة لـ((شينخوا))، "استمتعت بعروض الفرقة كثيرا، إنها رائعة وممتعة، لقد شاهدنا عددا من العروض البهلوانية المعتمدة على مرونة الجسد مع القدرات الخارقة على التحكم بالذات ومنها: صعود الأشخاص فوق اكتاف بعضهم البعض وتكوين العديد من التشكيلات الفنية بالجسد، والقفز لمسافات مرتفعة في الهواء، والتسلق في الهواء على أجسام معدنية، والرقصات السريعة وغيرها، وكل ذلك على أنغام الموسيقى التقليدية الساحرة".
وقال نورالدين حمدي، تونسي مقيم بالسلطنة، لقد لفت نظري وشدني الأزياء التقليدية الكثيرة ذات الألوان الزاهية والجذابة التي يرتديها أعضاء الفرقة وخاصة النسائية، والتي تعكس جمالية وسحر الثقافة والفنون الصينية، لقد كانت فرصة كبيرة لنا للمشاهدة والإطلاع عن قرب على الموروث الثقافي والفني الذي تتميز به الصين كحضارة عريقة.
أما لي تسو، مدير الفرقة فقال في تصريح خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) "تعد فرقتنا واحدة من أعرق الفرق الفنية التقليدية الصينية وخاصة في قوانغشي ، وهي تمتلك سجلا حافلا يمتد لأكثر من 60 عاما، حيث تأسست في العام 1952".
وأكد لي على أن الفرقة تضم 23 عضوا، وتعرف بأنها فرقة الأداء البهلواني الأكثر احترافا في قوانغشي، ونظرا لشهرتها قدمت عروضها في أكثر من 40 دولة حول العالم، ولعبت أدوارا حيوية للتبادل الثقافي بين الصين وبين الدول التي زارتها، وذلك من خلال تواجدها في الاحتفالات والمناسبات المختلفة التي من شأنها تعريف الجمهور بالفرقة وبالفنون الصينية وخاصة التقليدية.
وأشار إلى أن أهم ما يميز الفرقة أن أغلب اللوحات الفلكلورية والعروض الفنية التي تقدمها نابضة بالموسيقى، وتهدف إلى التبادل الثقافي والترويج للفنون الوطنية الصينية، ومد جسور التعاون الفكري مع مختلف بلدان العالم التي تزورها.
وقال على الحسني، مدير الإعلام ببلدية مسقط، الجهة المنظمة للمهرجان، إن المهرجان يحرص سنويا على استضافة العديد من الفرق المختلفة من عدة دول حول العالم و ذلك في إطار الحرص على التنوع فيما يقدمه من فعاليات لجمهوره من المواطنين العمانيين والمقيمين والزوار الذين يأتون من الخارج.
وأكد الحسني، في تصريح خاص مع وكالة أنباء ((شينخوا))، أن الصين بلد ذو حضارة قديمة وهو غني بتراثه و ثقافته وفنونه، وتأتي كواحدة من الفنون الصينية القديمة ألعاب الأكروبات والخفة مع الثراء الموسيقي الصينية ولذا فنحن نحرص في كل عام على استضافة بعض الفرق الصينية وجاء اختيار هذه الفرقة هذا العام بالتنسيق مع السفارة الصينية نظرا لتاريخها المعروف والعريق وقد أبهرت الجمهور.
وأشار الحسني إلى أن الفرقة تقدم عروضها بتنظيم من إدارة المهرجان بالتعاون مع سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى السلطنة، وجمعية الصداقة العمانية - الصينية، ضمن جدول زيارتها إلى السلطنة بتقديم عروضها في عدة مواقع بالتزامن مع "مهرجان مسقط"، التظاهرة الفنية والثقافية والترفيهية الأبرز في السلطنة.
وأكد أن الفرقة قدمت عدة عروض في حديقة النسيم العامة، كما ستقدم عروضها في مركز مسقط جراند مول التجاري، كما ستقدم عروضها مساء غد (الخميس) في فندق قصر البستان، وبعد غد (الجمعة) في مجمع أفينيوز مول التجاري.
يذكر أن "مهرجان مسقط" الذي يقام هذا العام في دورته الحادية والعشرين تحت شعار "تواصل وفرح" هو فعالية اجتماعية ثقافية رياضية شاملة يقام كل عام لمدة شهر ويضم العديد من الفعاليات والأنشطة المتنوعة من ثقافية وترفيهية وأسرية ورياضية وفنية وأمسيات ومسابقات.
كما يركز المهرجان على الفعاليات التراثية التي تبرز التراث والموروث العماني القديم، والحرف التقليدية والفنون الشعبية وكذلك العروض العالمية وخاصة الفنية والموسيقية والاكروبات وألعاب الخفة والتراث العالمي التي يستضيفها من أكثر من 30 دولة سنويا.