مبعوثان صينيان بارزان: الاتهام المفبرك ضد هواوي يضر بالمنافسة الحرة والعادلة

لندن/بروكسل 27 يناير2019 / أعرب دبلوماسيان صينيان بارزان في أوروبا، مؤخرا، عن انتقادهما للاتهام "الخالي من أي أساس" ضد عملاق الاتصالات الصينية، شركة هواوي، مؤكدَين أن هواوي لا تمثل أي خطر على أي بلد.

فقد نشر ليو شياو منغ، سفير الصين لدى بريطانيا، مقالا على صحيفة ((ذا تليغراف)) يوم السبت، تحت عنوان "لا تصغوا لمروجي الخوف - هواوي لا تمثل أي تهديد أمني لبريطانيا".

وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، قال تشانغ منغ، رئيس البعثة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي، لصحيفة ((فاينانشيال تايمز)) إن "هناك من لا يدخر جهدا لفبركة قصة أمنية حول هواوي"، وهذا يتناقض تماما مع المنافسة الحرة والعادلة.

وفي مقال السفير ليو، أشار إلى "بعض القلق اللا مبرر" و "الحظر في بعض الدول" إزاء شركات مثل هواوي.

وكتب في مقاله "إذا لم يتم كبح مثل هذه الاتهامات، فستتعرض قواعد السوق للتقويض، وتتهدد ثقة الشركات، ويتسمم التعاون في الأعمال، ويعم القلق وعدم الاستقرار في الاقتصاد العالمي".

وقال الدبلوماسي الرفيع المستوى إن هواوي بالمملكة المتحدة، قد قدمت إسهاما هاما للتقدم الاجتماعي والاقتصادي للبلد الذي يستضيفها خلال السنوات الخمس الماضية، من خلال جلب ملياري جنيه استرليني كاستثمارات وأعمال لبريطانيا، موفرة 7500 فرصة عمل، ومحققة سمعة طيبة لها كمزود لمنتجات وخدمات عالية المستوى.

وأضاف في مقاله أنه خلال عملية تعاونها مع الشركاء البريطانيين، وسّعت هواوي أعمالها بالعالم وتكيفت مع المعايير الدولية، ولديها الكثير بالمستقبل لتسهم به من أجل التنمية الطويلة الأمد لصناعة الاتصالات في بريطانيا.

وأوضح السفير ليو أنه "بتعهدها بضخ 3 مليارات جنيه استرليني إضافية كاستثمارات وأعمال في المملكة المتحدة خلال السنوات الخمس المقبلة، ستواصل هواوي لعب دور فعال في تطبيقات تكنولوجيا المعلومات في هذا البلد، وهو ما يعزز الثقة في آفاق الاقتصاد للمملكة المتحدة وهي تستعد لمغادرة الاتحاد الأوروبي".

وقال أيضا "ومن أجل تفعيل هذه الثقة، يجب على المملكة المتحدة أن تبقى متمسكة بالانفتاح والتعاون وتوفير بيئة عمل عادلة خالية من التحيز، لهواوي وللشركات الصينية الأخرى".

وعلى عكس ما يروج بأنها تمثل تهديدا للبلاد، أكد السفير ليو على أن هواوي تبذل جهودا دؤوبة في توفير حلول عالمية لصيانة الأمن السيبراني، مضيفا "أن الحكومة الصينية لم تدعم أبدا أية سرقة إلكترونية من أية شركة، ولم تفوّض أي أحد، بقانون أو لائحة، لأن يجبر شركات على إقامة أبواب خلفية".

واستشهد السفير الصيني لدى بريطانيا بحقيقة أنه خلال أكثر من 30 عاما مضت، لا يوجد أي دليل يظهر بأن هواوي قد قامت بأي شيء يهدد الأمن الوطني لأي بلد، داعيا بريطانيا إلى "انتهاج سياسة مستقلة قائمة على أساس مصالحها الوطنية، بدلا من الانجراف مع آخرين".

وردا على سؤال "كيف ترد على مزاعم متراكمة ضد هواوي"، قال السفير ليو "أرى أنه يتعين على المملكة المتحدة أن تقرر ما إذا كانت تريد أن ترى التنمية في الصين كفرصة أو كتهديد".

ووفقا لما جاء في نسخة من مقابلة رئيس بعثة الصين لدى الاتحاد الأوروبي، مع صحيفة ((فاينانشيال تايمز))، وفرتها البعثة مساء الأحد، قال المبعوث تشانغ إنه يعتقد أن قصة الأمن المتعلقة بهواوي، "ليس لها أي علاقة بالأمن، وما يسمى بالقلق الأمني لا يدعمه أي دليل أو برهان".

وأضاف "وأراها مرتبطة تماما بإجراء حمائي له نكهة سياسية. وهذا يعني ضربة تستهدف العولمة".

وأشار إلى "أن مثل هذه الخطوة تسعى لتحويل موضوع الأعمال إلى قضية سياسية أو حتى أمنية، بدافع تحيّزي، وهذا ينتهك تماما مبادئ المنافسة الحرة والعادلة".

وقال تشانغ إن تقنية الجيل الخامس هي نتائج تعاون عالمي منفتح، وهي نتيجة لابتكار عموم المجتمع الدولي في مجال التكنولوجيا العالية، وهي جيدة للعالم أجمع.

وأضاف "أن سلاسل الصناعة والإمداد والقيمة بالعالم مترابطة جدا في هذا المجال، ولا يمكن قطعها بصورة مصطنعة أو متعمدة، من قبل أي شخص".