لندن 14 يناير 2019 /ذكرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي يوم الاثنين أنها ستلقي كلمة أخيرة مع اقتراب انتهاء مناقشات مطولة حول مستقبل بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
ورغم توجيهها نداء قويا لنواب البرلمان بدعم اتفاقها الخاص بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، إلا أن قلة عبر هذا الانقسام السياسي يتوقعون أن تنل ماي الدعم الكافي عندما يصوت أكثر من 640 من نواب البرلمان في وستمنستر مساء الثلاثاء.
وإذا ما خسرت ماي، كما هو متوقع على نطاق واسع، في تصويت الثلاثاء، فسوف تسعى للقتال في يوم آخر. ولن تعود إلى مجلس العموم بخطة بديلة قبل يوم الاثنين المقبل.
أما من سيكون جاهزا ومتأهبا للعمل فهو زعيم حزب العمال جيريمي كوربين، الذي أعلن أنه سيثير تصويتا بحجب الثقة في حكومة ماي إذا ما خسرت التصويت. لكنه لم يقل بعد متي سيبدأ العملية بالفعل.
واجتمع كوربين مساء الاثنين مع أعضاء البرلمان من حزب العمال في وستمنستر وأكد لهم أن تصويتا بحجب الثقة "سيأتي قريبا".
ويأمل حزب العمال المعارض الرئيسي في أن يؤدى اقتراعا على الثقة إلى إجراء انتخابات عامة مبكرة، ويتيح فرصة لكي تسعي حكومة عمالية جديدة إلى اتفاق بريكست أفضل مع الاتحاد الأوروبي.
وقال كوربين "عندما يمنى الاتفاق الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء بالهزيمة، فلا تلومن إلا نفسها. فقد أمضت عامين في التفاوض مع وزرائها ونوابها المتخاصمين بدلا من الاتحاد الأوروبي، وحرمت النقابات العمالية والشركات والبرلمان من المشاركة في العملية".
وأضاف أن "البرلمان سيرفض الاتفاق الفاشل لحزب المحافظين. وسنحتاج بعد ذلك إلى إجراء انتخابات للحصول على فرصة التصويت لحكومة يمكن أن تجمع شعبنا وتتعامل مع القضايا العميقة التي تواجه بلادنا".
وقد عقدت ماي أيضا اجتماعا في مجلس العموم مع نوابها المحافظين، حثتهم فيه على دعم اتفاقها.
ورغم أن عددا أكبر من نواب البرلمان المحافظين الذين سبق لهم أن أعربوا عن اعتراضهم على اتفاقها، قد عدلوا عن رأيهم، إلا أن ماي تستعد لخسارة كبيرة في ردهة التصويت.
ولا يبدو أن التأكيدات الأقوى التي صدرت عن بروكسل حول ما يسمى بالتدبير المؤقت بشأن الحدود مع أيرلندا أقنعت العديد من أعضاء البرلمان بتغيير رأيهم.
وتتمثل أكبر حجر عثرة في رفض الاتحاد الأوروبي إلغاء ما يعد بمثابة بوليصة تأمين ضد الاخفاق في الوصول إلى علاقة تجارية دائمة مع بريطانيا.
وإذا ما دخل الدعم حيز التنفيذ، فإن ذلك يعني أن أيرلندا الشمالية ستضطر إلى العمل وفقا لقواعد الاتحاد الأوروبي، بخلاف بقية بريطانيا، وهو موقف أدانته جميع الأحزاب السياسية بشدة.
وفي معرض حديثها في أحد المصانع بستوك أون ترينت يوم الاثنين وفي وقت لاحق بمجلس العموم البريطاني، استبعدت ماي تمديد مهلة 29 مارس الخاصة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأصرت على أن مهلة مارس ستظل كما هي.
وبافتتاح اليوم قبل الأخير من مناقشة بريكست يوم الاثنين، وصف وزير التجارة الدولية ليام فوكس استفتاء الاتحاد الأوروبي لعام 2016 بأنه عقد مع الشعب البريطاني، قائلا إن العقد لا بد من الالتزام به.
وقال للنواب في مجلس العموم "إن محاولة البرلمان بأي شكل من الأشكال إحباط أو إعاقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأي وسيلة من شأنه أن يكون عملا من أعمال العبث وإطلاق العنان للأهواء ومن شأنه أن يخلق خرقا للثقة بين البرلمان والشعب، مع احتمال عدم معرفته العواقب".
وأضاف فوكس أن 80 في المائة من أعضاء البرلمان انتخبوا على أساس بيان رسمي ينص على أنهم سيحترمون نتيجة الاستفتاء.
وقال "من واجبنا القيام بذلك إذا أردنا الحفاظ على الثقة مع ناخبينا".
وتوافد مئات الصحفيين من وسائل الإعلام العالمية على ويستمنستر ليخلقوا قرية إعلامية ستبث التقارير حول عن واحدة من أكبر الأحداث السياسية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وقال أحد المعلقين السياسيين إن "مستقبل بريطانيا في الاتحاد الأوروبي يتجاوز حدود أوروبا، إنه حدث عالمي، له تداعيات عالمية".