القاهرة 10 يناير 2019 /أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اليوم (الخميس)، أن بلاده تعمل على تأسيس تحالف استراتيجي شرق أوسطي، لمواجهة الأخطار وتعزيز التعاون.
وقال بومبيو، خلال خطاب ألقاه اليوم في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب "تحركت لإعادة بناء الروابط بين أصدقائها القدامى وبناء شراكات قوية.. وتعمل على تأسيس تحالف استراتيجي شرق أوسطي لمجابهة الأخطار الأكثر جدية في المنطقة وتعزيز التعاون في مجال الطاقة والاقتصاد".
وأضاف أن "هذا الجهد يجمع بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، ونطالب جميع الدول اتخاذ الخطوة التالية لمساعدتنا في تعزيز هذه التحالف".
وأشاد الوزير الأمريكي، بشجاعة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسى في مواجهة التطرف، وقال إن بلاده تسعي إلى تحقيق شراكة مع مصر.
وتابع "أشجع الرئيس السيسي على إطلاق الطاقات الإبداعية لشعب مصر، وعدم تقييد الاقتصاد، وتشجيع تبادل حرية الأفكار".
وأثنى على جهود السيسي في دعم الحريات الدينية، التي تقف كمثال لجميع شعوب الشرق الأوسط، وأكد "سندعم بشدة جهود مصر في تدمير داعش في سيناء".
وأشار إلى التزام ترامب بالسلام والازدهار والاستقرار والأمن في الشرق الأوسط، وذلك بعد أن انتقد ضمنا سياسة الرئيس الأسبق باراك أوباما وقت ثورات الربيع العربي.
قال بومبيو، " إن أمريكا صديقكم القديم كانت غائبة بصورة كبيرة في تلك الفترة لأن قادتنا أخطأوا قراءة تاريخنا واللحظات التاريخية التي صادفت تلك الانتفاضات.. هنا وفي هذه المدينة وقف أمريكي آخر (في إشارة لأوباما) يخاطبكم، وقال إن إرهاب الإسلام المتطرف لا ينبع من أيديولوجية، وإن أهداف 11 سبتمبر دفعت بلاده للتخلي عن مثلها العليا في الشرق الأوسط، وإن الولايات المتحدة والعالم الإسلامي بحاجة لبداية جديدة، وكانت نتائج هذه الأحكام الخاطئة وخيمة".
وحول الشأن العراقي، قال بومبيو إن بلاده لديها نحو 5 آلاف جندي في العراق مقابل 166 ألف في الماضي، وتساعد على إعادة إعمار المناطق المحررة بالعراق، لمنع عودة داعش إليها، كما قدمت نحو 2.4 مليار دولار من المساعدات الإنسانية للعراق منذ عام 2014.
وأكد أن الحياة في المناطق التي كان يسيطر عليها داعش في العراق كانت جحيما، واليوم هذه المناطق تحررت بسبب قوة التحالف الدولي.
وشدد على أن واشنطن ستساعد شركاءها في العراق على بناء دولة خالية من النفوذ الإيراني.
وفي الشأن الإيراني، قال وزير الخارجية الأمريكي إن بلاده انسحبت من الاتفاقية النووية الفاشلة بوعودها الكاذبة، وأعادت فرض العقوبات على إيران، وتنظيم حملة ضغط جديدة لقطع الإيرادات التي يستخدمها النظام الإيراني لنشر الإرهاب والدمار في البلاد.
وحول لبنان، أوضح الوزير الأمريكي أن "حزب الله التابع للنظام الإيراني بالكامل يقوم بتكديس ترسانة هائلة تقارب 130 ألف صاروخ، وقام بتخزين هذه الأسلحة في البلدات والقرى اللبنانية في انتهاك صارخ للقانون الدولي، وهذه الترسانة موجهة بالكامل ضد حليفتنا إسرائيل".
وشدد على أن "الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد النظام العدائي الإيراني"، وقال "سنواصل التأكد من امتلاك إسرائيل القدرة العسكرية للقيام بذلك بصورة حاسمة، كما تواصل إدارة ترامب دفع جهود تحقيق سلام حقيقي دائم بين إسرائيل وفلسطين".
وعن الحرب ضد الإرهاب، أكد أن بلاده "لن تتراجع حتى تنتهي هذه الحرب.. وستعمل بجهد إلى جانبكم لدحر داعش والقاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن المنطقة وأمن أمريكا".
وأشار إلى أن "ترامب اتخذ قرار عودة الجنود من سوريا، لكن القرار لا يعكس أي تغيير في المهمة، ومازلنا ملتزمين بتفتيت تنظيم داعش، وننتظر من شركائنا دورا أكبر في هذا الجهد في المستقبل".
من جانبه، رأى الدكتور محمد صادق مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الولايات المتحدة الأمريكية تهدف من جولة بومبيو الشرق الأوسطية إلى "إعادة صياغة سياستها الخارجية في المنطقة العربية، وتحديد أولوياتها فيما يتعلق بالتنسيق الاستراتيجي والسياسي المستمر مع هذه الدول".
وأضاف صادق لوكالة أنباء (شينخوا)، أن "أمريكا تحاول إعادة تقديم نفسها مرة أخرى من خلال سياسات جديدة، وتستخدم إيران كفزاعة لدول مجلس التعاون الخليجي، حتى تظل هذه الدول في حاجة مستمرة للولايات المتحدة".
وتابع أن " إيران وصفت من قبل أمريكا بأنها الشيطان الأكبر، وواشنطن قالت إن طهران أحد محاور الشر، لكن لم تقع أي نزاعات عسكرية بين الطرفين، فالولايات المتحدة تعلم جيدا وزن إيران من الناحية العسكرية، والأخيرة تعلم قدرأمريكا، هي علاقة تضاد لكن أيضا كلاهما يحتاج للآخر من أجل بقاء سياساتهما الإستراتيجية".
وعزا الانسحاب الأمريكي من سوريا إلى أن " محدودية دور الولايات المتحدة الأمريكية في الأزمة السورية، إذ أن روسيا هي اللاعب الأكبر والمهم في هذه الأزمة".
ويزور بومبيو القاهرة في إطار جولته فى المنطقة التي بدأها الثلاثاء الماضي في العاصمة الأردنية عمان، وتستمر حتى يوم 15 يناير الحالي.
وبالإضافة إلى الأردن والعراق ومصر، من المقرر أن يزور بومبيو في سياق جولته السعودية والبحرين والإمارات وقطر وسلطنة عمان والكويت.