القاهرة 8 يناير 2019 /يعد افتتاح مصر، أكبر مسجد وكاتدرائية في البلاد في ذات الوقت رمزا للوحدة والمساواة بين المسلمين والمسيحيين في البلاد، وفقا لخبراء ومواطنين.
وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأحد الماضي كاتدرائية "ميلاد المسيح" التي تعد أكبر كنيسة في مصر والشرق الأوسط، ومسجد "الفتاح العليم" في العاصمة الإدارية، بالتزامن مع احتفالات الأقباط بعيد الميلاد المجيد.
"لقد كانت لحظات تاريخية جسدت أن الدولة تحارب الإرهاب، وفي نفس الوقت تدافع عن المساواة بين المسلمين، الذين يمثلون الغالبية الساحقة في مصر، والمسيحيين"، قالت نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة.
وقبل الافتتاح، وقف الرئيس السيسي والمشاركون دقيقة حداد على روح شرطي مسلم لقي حتفه بينما كان يحاول تفكيك عبوة ناسفة كانت مزروعة بشكل أساسي لاستهداف إحدى الكنائس.
وتعرض المسيحيون في مصر لهجمات إرهابية عديدة في الأعوام الأخيرة، ومنذ عام 2016 قتل أكثر من 100 شخص منهم في هذه الهجمات التى جرت في مناطق مختلفة في البلاد.
وأكد السيسي خلال افتتاح الكاتدرائية وحضور قداس عيد الميلاد موجها كلامه للمسيحيين، "نحن واحد، وسنظل واحد.. هذه لحظه هامة في تاريخنا".
بينما شدد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب على أن "إذا كان الشرع يكلف المسلمون بحماية المساجد، فإنه وبالقدر ذاته يكلفهم بحماية الكنائس".
وأوضح إن افتتاح مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح حدث استثنائي ربما لم يحدث من قبل على مدى تاريخ الإسلام والمسيحية، خاصة أنهما بنيا في وقت واحد وانتهيا في وقت واحد بقصد تجسيد مشاعر الأخوة والمودة المتبادلة بين المسلمين والمسيحيين.
وقالت نجوى تاضروس، وهي ربة منزل مسيحية اصطحبت أسرتها إلى جزيرة المعادي بشرق القاهرة للاحتفال بأعياد الميلاد، " لقد غمرتني السعادة البالغة حينما شاهدت افتتاح الكاتدرائية في ليلة عيد الميلاد".
وأضافت لوكالة أنباء (شينخوا)، "بافتتاح تلك الكنيسة الضخمة، التي وعد الرئيس السيسي ببنائها في عامين فقط، فإن الدولة تعطي دعما كاملا للأقباط".
وفي الجانب الآخر، قال أحمد محمد وهو مالك كافيه في حي المعادي إن الناس شعرت بالفرح والفخر بينما كانوا يشاهدون حفلة الافتتاح في المقهى.
وتابع محمد أن "هذه كانت المرة الأولى التي يلقى فيها شيخ الأزهر كلمة في الكاتدرائية، في الوقت الذي هنأ فيه بابا الأقباط تواضروس الثاني المسلمين من داخل مسجدهم".
وأردف "لقد اقشعر بدني كثيرا حينما شهدت الاحتفالات، وجمال وعظمة دور العبادة"، مشيرا إلى أن احتفال الأقباط هذا العام كان يتميز بطابع خاص بالنسبة لجميع المصريين وليس للمسيحين فقط.
وتسع الكاتدرائية الجديدة لحوالي 8200 فرد، وهي عبارة عن طابق أرضي وصحن ومنارة بارتفاع 60 مترا، وبها 27 قبة، ومزينة بالأيقونات القبطية.
وتبلغ مساحة الكاتدرائية 15 فدانا، وتتضمن كنيسة "الشعب"، ومبنى المقر البابوي، وصالة استقبال، وقاعة اجتماعات، ومكاتب إدارية.
وخلال افتتاحها، هنأ البابا فرانسيس بابا الفاتيكان في رسالة مسجلة مصر على افتتاح الكاتدرائية، ووصفه بأنه إنجاز تاريخي.
وفي تغريدة على موقع "تويتر"، هنأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره المصري على افتتاح الكاتدرائية، وكتب "متحمس لرؤية أصدقائنا في مصر يفتتحون أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط، الرئيس السيسي يمضي ببلاده إلى مستقبل أكثر اندماجا".
في حين يسع المسجد لـ 17 ألف شخص، وتم إنشاؤه من طابقين على الطراز المعماري المصري الإسلامي، وبه أربع مآذن و21 قبة.
وشارك في بناء المسجد 30 ألف فني وعامل، و32 شركة.