أبوجا 3 يناير 2019 /يزور وزير الخارجية الصيني وانغ يي أفريقيا في الفترة من 2 إلى 6 يناير الجاري في اتباع لتقليد يعود إلى 29 عاما مفاده جعل أفريقيا أول وجهة دولية يقصدها وانغ وأسلافه مطلع أي عام جديد.
وتؤكد هذه الخطوة مدى الأهمية التي توليها الصين لعلاقاتها مع أفريقيا وللتعاون الجنوب-الجنوب، كما تعيد التأكيد على التزام الصين بالتنمية والازدهار المشتركين.
وخلال جولته التي تشمل أربع دول، من المقرر أن يبحث وانغ، والذي يشغل أيضا منصب عضو مجلس الدولة الصيني، مع القادة الأفارقة كيفية تعزيز تنفيذ خطة العمل التي تبنّتها قمة منتدى التعاون الصيني-الأفريقي (فوكاك) التي احتضنتها بكين في سبتمبر 2018.
أثبتت الصين أنها صديق وشريك تعاون حقيقي لأفريقيا على أساس مبادئ الصدق والنتائج الواقعية والوئام وحسن النية.
إن الصين تحترم اختيار الشعب الأفريقي لمواصلة مسارات التنمية الخاصة به دون أن تفرض أبدا أي "توصيات"، وحينما يواجه الشعب الأفريقي تحديات ومشكلات، فإن الصين تسعى إلى إيجاد حلول لها بطريقة منفتحة وصادقة ومن خلال إجراء مشاورات مع نظرائها الأفارقة.
ومن باب "الصديق وقت الضيق"، فإن الصين مستعدة لتقديم يد المساعدة حينما تكون أفريقيا في حاجة ماسّة إليها. فعلى مدار عقود متوالية مضت، أرسلت الصين فرقا طبية لمساعدة الأفارقة في مكافحة الأوبئة بينما ترسل خبراء زراعيين وتقدم دعما ماليا وفنيا في تطوير البنية التحتية، والحد من الفقر.
ومن الجدير بالذكر، أن الصين كانت من بين أولى الدول التي قدمت المساعدة حينما عاث وباء الإيبولا فسادا في غرب أفريقيا، وحدوث مجاعة كبيرة في شرقها.
كما أن التمويلات التي تبلغ قيمتها 60 مليار دولار، والتي تعهدت بها الصين خلال قمة ((فوكاك)) التي انعقدت في جوهانسبرج عام 2015، يتم تسليمها أو هناك ترتيبا لتسليمها، كما جلبت برامج التعاون العشرة منافع كبيرة لشعوب القارة .
ومن خلال مد شبكات الطرق السريعة وخطوط السكك الحديد، وبناء محطات للمطارات وموانئ بحرية ومجمّعات صناعية في شتى أنحاء أفريقيا خلال السنوات الأخيرة، فقد تم تعزيز الارتباط بين الدول داخل القارة وإطلاق العنان لطاقاتها الصناعية.
وفيما يتعلق بالتبادلات الشعبية، عملت الفرق الطبية الصينية والمراكز الثقافية ومعاهد كونفوشيوس كمنصّات رئيسية للتواصل من أجل تعزيز التفاهم المتبادل. وبالإضافة إلى ذلك، تم عرض أفلام ومسلسلات تلفزيونية صينية في أفريقيا وأمتعت سكان القارة.
ومن المقرر أن تشهد جولة العام الجديد التي يقوم بها وزير الخارجية الصيني إلى أفريقيا، تنفيذ مبادرات التعاون المقترحة في قمة ((فوكاك)) لعام 2018 في بكين، والتي تغطي مجالات تشمل التصنيع والبنية التحتية وتسهيلات التجارة والتنمية الخضراء وبناء القدرات، فضلا عن الرعاية الصحية.
ومن المتوقع أن تُبشّر هذه المبادرات بمرحلة جديدة من التعاون الصيني-الأفريقي خلال السنوات الثلاث المقبلة وما بعدها، وذلك كجزء من الجهود الرامية إلى بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.