تبادل الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في أول يوم من السنة الجديدة التهاني بمناسبة الذكرى الـ40 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ويأتي هذا بعد أيام من المحادثات بين رئيسي الدولتين زاد من ثقة وتوقعات العالم في تطوير العلاقات الصينية ـ الامريكية.
" تعزيز العلاقات الصينية ـ الامريكية بشكل مشترك وعلى اساس التنسيق والتعاون والاستقرار سيجعل تنمية العلاقات الثنائية مفيدة بشكل أفضل لشعبي البلدين وشعوب العالم "،" تطوير التعاون والعلاقات البناءة بين الولايات المتحدة والصين هو اولويتي الشخصية"، أكد رئيسا الدولتين في رسائل تهنئتهما على أن التعاون هو الخيار الافضل وهذه التجربة الهامة في تطوير العلاقات الصينية ـ الامريكية، ما أشار الى اتجاه تطور العلاقات الصينية ـ الامريكية نحو مرحلة مهمة، بالإضافة الى دفع الزخم نحو حل الاحتكاكات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
مند وقت ليس بعيدا، تمسكت الصين والولايات المتحدة بمبدأ توسيع التعاون على أساس المنفعة المتبادلة وإدارة الخلافات على أساس الاحترام المتبادل، والعودة الى مسار المفاوضات لحل الاحتكاكات الاقتصادية والتجارية. وفي الوقت الحاضر، تتبع فرق العمل بين البلدين للتوافق الهام الذي توصل إليه رئيسا الدولتين في الاجتماع بينهما في ارجنتين لتعزيز المشاورات الاقتصادية والتجارية بطريقة منظمة مع جدول زمني واضح وخارطة طريق. ويسعى كلا الجانبين للتوصل إلى اتفاق متبادل المنفعة للدولتين ومفيد للعالم في أسرع وقت ممكن، وهذا يتماشى مع الطموحات المشتركة للشعبين والمجتمع الدولي.
العلاقات الصينية ـ الامريكية يجب أن تمتلك رصانة وثبات بعد 40 عاما من اقامتها. وفي الوقت الحاضر، مصالح الصين والولايات المتحدة تتكامل بشكل كبير، وتتطور العولمة الاقتصادية بعمق، يجب على الجانبين اختراق الضباب والابتعاد عن التدخل." من مصلحتنا ان ننظر الى الصين كشريك"،" محافظة الصين والولايات المتحدة على الاتصالات والتعاون يعود بالمصلحة على البلدين على المدى الطويل. "... عبرت جميع الدوائر في الولايات المتحدة عن وجهة النظر هذه في الأيام القليلة الماضية. وفي اليوم الأخير من عام 2018، كتب الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، الذي دفع شخصياً لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة: " الولايات المتحدة والصين تحتاجان للعمل معاً لبناء المستقبل، لأجلهما وللبشرية جمعاء". وتستند هذه الافكار والآراء إلى تاريخ العلاقة بين البلدين والواقع وتستحق الاهتمام.
بغض النظر عن تطور العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، فإن الخيارات الاستراتيجية التي تتبناها الصين من أجل تعميق الإصلاح والانفتاح لا تتزعزع، ولن تتغير، ولن يتغير الطريق ملتزمة دائما بفعل الامور الخاصة بها. وفي عام 2018، شهد العالم تسارع الإصلاح والانفتاح في الصين ورأى عزم الصين على تنفيذ الإصلاح والانفتاح. وقد أصدرت الصين مرارًا وتكرارًا صوتًا قويًا للإصلاح والانفتاح من المؤتمر السنوي لمنتدى بواو الآسيوي إلى التقدم المطرد في دفع بناء "الحزام والطريق" بشكل مشترك، من أول معرض الصين الدولي للاستيراد إلى الاحتفال بالذكرى الأربعين للإصلاح والانفتاح، وأصبحت قوة رائدة في بناء اقتصاد عالمي مفتوح. وقد تم الإعلان عن أكثر من 100 مبادرة إصلاح رئيسية، وعن سلسلة من المبادرات الكبرى لتوسيع الانفتاح، وقد دأبت الصين على تعزيز الإصلاح والانفتاح على نحو ثابت وفقًا للوتيرة الخاصة بها. وتتبع الصين احتياجات تنميتها الخاصة وتستجيب لأصوات شعبها لتعزيز الإصلاح والانفتاح، وليس الضغط الخارجي، وهذا هو المنطق الحقيقي للتنمية الصينية.
كما أشار الرئيس شي جين بينغ الى ان الصين في عام 2018، كان لديها جدول عمال مليئا وسارت بخطى ثابتة. وأن هذا النوع من الاثراء والثبات ينبع من مبادرة التنمية والتحسين الذاتي في الصين، وينبغ ايضا من التصميم الاستراتيجي لـ " المفتاح الرئيسي للصين وهو القيام بأمرها الخاص بشكل جيد." مهما كانت الظروف والبيئة، يجب علينا العمل بثقة ثابتة وحماسة تغتنم الساعة وعزيمة لا تقهر سعيا لدفع القضية العظيمة التي لا مثيل لها إلى الأمام خطوة بخطوة."وأصبح الشعب الصيني أكثر تفكيرا ولديه عقلية دولية كبيرة أكثر نضجا في مواجهة مختلف الاختبارات والمخاطر على طريق النمو.وطالما ان الصين تمضي قدما على طول الطرق القائمة وتعزز بشكل مستمر قوتها الوطنية الشاملة، سيكون لديها اساس أكثر صلابة ومزيد من الهدوء والتصميم للتعامل مع المخاطر والتحديات. وأن الصين لن تستسلم ابدا في القضايا التي تنطوي على المصالح الاساسية للبلاد.
يواجه العالم اليوم تغيرًا كبيرًا في 100 عام الماضية، وتواجه كل دولة تحديات تتغير من حين إلى آخر. وبغض النظر عن الكيفية التي يتغير بها الوضع الدولي، لن تتغير ثقة الصين وعزيمتها على صيانة سيادة الوطن وأمنه، ولن يتغير صدق الصين ونيتها الصادقة المتمثلة في الحفاظ على السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة، وسوف تستمر في السير نحو حلم التجديد العظيم. وبالنظر إلى المستقبل، الصين تدفع المبادرات برصانة وثبات كاملين، وتقف في طليعة التطور التاريخي.