بكين أول يناير 2019 /قال خبراء ومحللون دوليون إن الخطاب الذي ألقاه الرئيس الصيني شي جين بينغ بمناسبة العام الجديد بعث برسالة واضحة مفادها أن الصين ستلتزم بكل صرامة بمواصلة سياسة الإصلاح والانفتاح، وتعزيز التنمية المستدامة والمشتركة لعالم أكثر ازدهارا.
التصميم على الانفتاح
في عام 2018، العام الذي يوافق الذكرى السنوية الـ40 لسياسة الإصلاح والانفتاح لدى الصين، تم البدء في تنفيذ أكثر من 100 إجراء إصلاح رئيسي. وقال شي إن العالم شهد وتيرة متسارعة من الإصلاح والانفتاح لدى الصين، وتصميمها على المضي قدما بهذه السياسة.
وأوضح أن الاصلاحات لدى الصين لن تتوقف أبدا ولن تفتح أبوابها إلا على أوسع نطاق.
وأعرب هان وو دوك، مدير معهد جونج آنج إلبو المختص بالشئون الصينية ومقره جمهورية كوريا، عن انبهاره الشديد بفكرة "الانفتاح" التي ذكرها شي في خطابه. وقال إن الصين أطلقت الكثير من الإجراءات لتعزيز الطلب المحلي وحاولت فتح أسواقها على نطاق أوسع وتوفير المزيد من الفرص وآفاق أوسع للتعاون أمام الشركات الأجنبية.
وأشاد لوسيو بلانكو بيتلو، وهو محاضر من برنامج الدراسات الصينية بجامعة أتينيو دى مانيلا بالفلبين، بالدور الأكبر الذي تلعبه الصين بشكل متزايد في مجموعة واسعة من المجالات بداية من تغيُّر المناخ ووصولا إلى التجارة والاستثمار على المستوى العالمي. وقال إن العالم يرحب بسياسة الإصلاح والانفتاح المستمرة لدى الصين نظرا لأنها توفر فرصا للنمو العالمي.
وقال تشاو شين وي، الأستاذ في جامعة طوكيو للعلوم في اليابان، إن تصريحات شي للعام الجديد مُلهمة ومُشجعة، معربا عن اعتقاده بأن الصين ستحقق تقدما أكبر في التنمية الوطنية وستكسب المزيد من الاحترام من العالم.
رفاهية الشعب تحتل مكانا مركزيا
مثلما شهد خطاب شي الذي ألقاه بمناسبة العام الجديد في نهاية عام 2017، احتلت رفاهية الشعب الصيني وسعادته مكانا مركزيا في خطابه الذي ألقاه يوم الاثنين، حيث لقيت كلمات شي الدافئة إشادة من خبراء أجانب.
يقول فرانشيسكو مارينجيو، وهو خبير إيطالي متخصص في الشؤون الصينية ويوجد في بولونيا، إن "أكثر ما أدهشني هو الأهمية الكبرى للشعب -- فيما يتعلق بحاجاته وطموحاته، والمركزية التي يريد الزعيم الصيني أن يقدمها له."
وقال مارينجيو إن شي يهتم بالشعب الصيني، من بينهم القرويون والمحاربون القدامى والعمال والعلماء، قائلا "الرسالة واضحة للغاية: لن يُترك أحدٌ على قارعة الطريق."
وقال روبرت كوهن، الخبير الأمريكي الشهير المتخصص في الشؤون الصينية والحائز على ميدالية صداقة الإصلاح الصيني، إن "شي أولى أهمية خاصة بالأشخاص الذين يعيشون في مشقة، حيث زارهم، وأكد مجددا أهمية التخفيف من حدة الفقر."
ووفقاً للمعايير الحالية للأمم المتحدة، فقد نجحت الصين في انتشال أكثر من 700 مليون شخص من الفقر وساهمت بأكثر من 70 بالمئة في الحد من الفقر العالمي منذ بداية الإصلاح والانفتاح في 1978.
الالتزام بالتنمية
وقال شي في الخطاب إن إخلاص الصين وحسن نيتها للحفاظ على السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة سيبقيان بلا تغيير.
ومن جانبه، قال ستيفن بيري، رئيس مؤسسة (نادي مجموعة 48) البريطانية والحاصل على ميدالية صداقة الإصلاح الصيني "ظهرت صين جديدة تذهل العالم بمستوى الإنجازات لديها."
وأوضح "بينما نتطلع إلى الأمام، فإن أجندة العمل على الصعيد المحلي تكمن في رفع مستوى معيشة الشعب الصيني وجودتها؛ بينما على الصعيد الخارجي، تركز الأجندة على المساعدة في خلق مجتمع من المشاركة حتى يتمكن العالم أجمع من التمتع بالتنمية والتعاون على نحو مستدام."
ومن وجهة نظر إسماعيل بوتشانان، عميد كلية الاقتصاد والحوكمة في جامعة رواندا، فإن الصين أصبحت اقتصادا قائما على السوق بشكل أكثر وفتحت أبوابا للاقتصاد العالمي من خلال مبادرات متنوعة مثل مبادرة الحزام والطريق ومعرض الصين الدولي الأول للواردات ومنطقة التجارة الحرة التجريبية في مقاطعة هاينان الصينية.
وأشار إلى أن كل هذه المبادرات تشير إلى اتجاه واضح للتنمية طويلة الأجل في الصين، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في الاقتصاد العالمي والارتباطية الإقليمية من خلال التجارة والاستثمار، وفقا لما قال.