مقابلة: مؤسسة سميثسونيان متفائلة إزاء التبادلات الثقافية بين الولايات المتحدة والصين

واشنطن 2 يناير 2019 / أعرب ديفيد سكورتون رئيس مؤسسة سميثسونيان الأمريكية عن تفاؤله إزاء التبادلات الثقافية والشعبية بين الصين والولايات المتحدة في المستقبل.

صرح بذلك أمين ورئيس هذه المؤسسة الثقافية والبحثية الأمريكية المرموقة خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا في مقر مؤسسة سميثسونيان، وهي أكبر مجمع متاحف وتعليم وبخوث في العالم.

-- التعاون مع الصين

يعود تاريخ عمل المؤسسة مع الصين إلى عام 1972 عندما وصل اثنان من حيوان الباندا العملاقة إلى حديقة الحيوان الوطنية التابعة لمؤسسة سميثسونيان في العاصمة واشنطن. ولكن حتى قبل ذلك، بدأ علماء من حديقة الحيوان هذه والمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في إجراء أبحاث علمية في الصين.

وقال سكورتون إن جزءا بارزا من تعاون سميثسونيان مع الصين يكمن في مجالات الأنثروبولوجيا وعلم الآثار والتاريخ الثقافي.

وأشار إلى أن "هذه هي المجالات التي نمتاز بأننا أقوياء فيها، لذلك فهذه هي المجالات التي نميل إلى التركيز عليها، لأن الصين هي حضارة قديمة وتؤثر على الكثير من التفكير حول العالم حتى يومنا هذا، ونؤمن بأن التفاعل حول تلك المسائل الثقافية أمر مهم جدا جدا".

وأضاف "أعتقد أن شركائنا في الصين يجدون أيضا أنه من المفيد للغاية العمل مع علمائنا"، قائلا إن "الصين مكان عظيم ومحط اهتمام كبير من جانبنا ومن جانب العديد من الشراكات".

وقال "ما استطيع أن اقوله لكم هو أن مؤسسة سميثسونيان مازالت نشطة للغاية في الصين"، مضيفا "ستنبهر للغاية عند سماع عدد الأشياء التي قمنا بها ونقوم بها حاليا وهناك المزيد من الأشياء المخطط لها".

-- علاقات الباندا

في عام 1972، بعد وقت قصير من قيام الرئيس الأمريكي آنذاك ريتشارد نيكسون بزيارة إلى الصين في ذلك العام، أرسلت بكين إلى حديقة الحيوان الوطنية الأمريكية، التي تقع تحت إشراف سميثسونيان، اثنين من حيوان الباندا كهدية.

وحاليا، يعمل الجانبان معا على البحوث المتعلقة بتفاعلات المناظر الطبيعية والحياة البرية مع الباندا، والحفاظ على هذا الحيوان، والطب المقارن الخاص به، واحتمالات إصابته بالمرض.

وهناك ثلاث حدائق حيوان أخرى في الولايات المتحدة لديها حيوانات باندا على سبيل الإعارة من الصين، وتقع في سان دييغو وأتلانتا وممفيس، لكن برنامج الباندا الخاص بحديقة الحيوان الوطنية هو الأقدم.

وبدا سكيورتون مبتهجا بوجود حيوانات باندا تعيش في حديقة الحيوان.

وقال "حيوانات الباندا مجال يلقى اهتماما عاما كبيرا في جميع أنحاء الولايات المتحدة"، مضيفا "ولكن بشكل خاص في واشنطن.. ففي كل مرة يحدث شيء ما، مثل هناك باندا حامل أو هناك باند تلد، يتصدر هذا الحدث الأخبار في واشنطن".

وأضاف "الجميع سعداء للغاية. لكن بالإضافة إلى الجانب السعيد لذلك، فإن الباندا تعمل أيضا كجسر بين ثقافاتنا".

"لأن أطبائنا البيطريين وعلمائنا يعملون على الأنواع المهددة بالإنقراض، ولدينا علاقات تمتد لسنوات وسنوات مع نظرائنا الصينيين شكلت تعاونا علميا رائعا"، هكذا ذكر سكيورتون.

وأضاف "وما يجعل هذا التعاون ناجحا هو التبادلات الشعبية".

-- روابط ثقافية

شهدت السنوات التي تلت إطلاق مسيرة الإصلاح والانفتاح في الصين في أواخر سبعينات القرن الماضي تعاونا متكررا وواسع النطاق بين مؤسسة سميثسونيان ونظيراتها الصينية.

وقال سكيورتون "لدي العديد من الأصدقاء الجيدين في الصين، بعضهم في مجتمع التعليم العالي وبعضهم في المجتمع العلمي. وقد تشرفت بزيارة الأكاديمية الصينية للعلوم والعديد من الجوانب الأخرى من المشهد الثقافي في الصين".

وأضاف "هناك عمل جدير بالإعجاب يجري بالفعل، وأوجه تقدم جيدة جدا في جميع جنبات عالم المعرفة في مجالات العلوم، والفن، والعلوم الإنسانية".

وأشار سكورتون إلى أننا "مازلنا مهتمين للغاية بالعمل مع الزملاء الصينيين وإجراء الدراسات معا حيث يمكننا إقامة شراكات معا".

وقال "إن المؤسسات الثقافية لاتزال ترغب في العمل معا. ومازلت أفكر في زملائي وأصدقائي في الصين كزملاء وأصدقاء. وأعتقد أنهم يكتون نفس المشاعر تجاهي وتجاه مؤسسة سميثسونيان".