بكين 23 نوفمبر 2018 /ذكر سونغ تاو مدير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، أن إقامة شراكة استراتيجية متجهة نحو المستقبل والقائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة، فتحت فصلا جديدا في العلاقات الصينية - العربية، داعيا إلى مزيد من التبادلات والتعاون بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب السياسية العربية.
وأدلى سونغ بذلك خلال الدورة الثانية لمؤتمر الحوار بين الأحزاب السياسية في الصين والدول العربية في هانغتشو حاضرة مقاطعة تشجيانغ يوم الخميس الماضي بمشاركة قرابة 200 ممثل من بينهم قادة أحزاب سياسية كبيرة في 17 دولة عربية.
وقال سونغ إن الحزب الشيوعي الصيني مستعد للعمل من أجل بناء نمط جديد من العلاقات بين الأحزاب مع الدول العربية، مضيفا أن تلك الجهود ستقدم إسهامات أكبر لبناء مجتمع صيني-عربي ذي مصير مشترك مما سيعزز بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية وبناء عالم أفضل معا.
وبهذا الصدد، أكد وكيل أول مجلس النواب المصري السيد محمود الشريف أن مصر تحرص بشدة على تعزيز العلاقات مع الصين، التزاما بدعم الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وسعيا للاستفادة من التجربة الصينية في مختلف المجالات وعلى مختلف الأصعدة وتعزيز التواصل بين الشعبين.
وأضاف أن مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية يأتي إيمانا بأن تعزيز العلاقات بين الأحزاب هو ضرورة للتعاون بين الشعوب والحكومات، خاصة بعد ما أثبت التاريخ الحديث أن الأحزاب السياسية دائما ما تأخذ زمام التنمية لمواجهة مشاكل وتحديات الشعوب، وهو الأمر الذي أثبته تمسك الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب العربية بالحوار والتشاور للتوصل إلى توافق عام في الأفكار والرؤية المشتركة.
وأوضح أن تعزيز التعاون المصري الصيني يشمل ما يتعلق بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، وهو ما يعكس حرص الجانب الصيني على دعم التوجه الجاد للحكومة المصرية في تحقيق نمو اقتصادي متسارع من خلال تبني برنامج إصلاح اقتصادي غير مسبوق يسعى لتحقيق التنمية الشاملة بالتوازي مع تنفيذ مشروعات كبرى كالطرق والأنفاق، واستكشافات حقول الغاز الطبيعي والتوسع في مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة.
وذكر نائب رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) محمود العالول أن فلسطين تقدر بشكل كبير الجهود العظيمة التي تبذلها الصين والحزب الشيوعي الصيني والحرص على بناء الجسور مع الشعوب الأخرى ومع الشعوب العربية من خلال الحوار مع ممثلي القوى الشعبية من الأحزاب.
وأضاف أنه ما يثير الاهتمام في تجربة الحزب الشيوعي الصيني هو البحث عن التواصل مع الآخرين والذهاب باتجاه المشاريع الكونية والتي تخلق التقاطع والتعاون ما بين الشعوب، وتربط ذلك بالمصالح التنموية للجميع، ولا شك بأن مشاريع مثل الحزام والطريق والبحث عن التبادل الفكري وتفعيل التعاون والانفتاح على الآخرين تحت عنوان لبناء عالم أفضل يدا بيد، وهو تعبير عن هذه التوجهات الباحثة عن السعادة للشعوب وعن تفاهمها وتلاقي مصالحها. مؤكدا أننا تواقون لتسود بيننا مثل هذه التوجهات وأن نكون جزءا منها ما دامت مطروحة للبشرية.
في الوقت نفسه، قال مراد دلش من حركة نداء تونس إن المؤتمر يجسد إرادة قوية من حزب حركة نداء تونس للتباحث والتحاور مع الحزب الشيوعي الصيني ومختلف الأحزاب السياسية من أجل العمل الجاد للوصول إلى قواسم مشتركة لبناء عالم جديد ونضالنا من أجل عالم له مصير مشترك.
وأكد على أهمية علاقات التعاون بين الأحزاب المشاركة من جهة والسعي في البحث عن سبل جديدة لمعالجة التحديات الاقتصادية وصعوبات التنمية ومجابهة المشاكل الاجتماعية والبينية التي تواجه المجتمعات في دولها من جهة أخرى، مشددا على أن تونس تؤيد الجهود والمبادرات الرامية إلى وضع أطر وآليات عمل جديدة تسمح بإيجاد حلول جماعية لمختلف التحديات المشتركة في المجالات الحيوية المتعلقة خاصة بالأمن والسلم والتنمية والبيئة والغذاء في إطار تعزيز العمل متعدد الأطراف على أساس التعاون والتضامن والحوار البناء بين كافة البلدان.