مانيلا 21 نوفمبر 2018 /اختتم الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الأربعاء) جولته التي استمرت 7 أيام في منطقة آسيا- الباسيفيك، بالتأكيد مجددا على التزام الصين بالتعاون المفتوح والشامل والتنمية المشتركة، فضلا عن سياسة حسن الجوار.
وخلال الفترة من 15 إلى 21 نوفمبر الجاري، حضر شي الدورة الـ26 لاجتماع القادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا - الباسيفيك (أبيك)، وقام بزيارة دولة إلى كل من بابوا نيو غينيا وبروناي والفلبين، كما التقى زعماء بلدان جزر الباسيفيك التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين خلال زيارته لبابوا نيو غينيا.
وفي هذا الصدد، قال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي إن الرئيس شي بحث خلال جولته مناهج التكامل الاقتصادي الإقليمي مع أعضاء أبيك، ووضع خطط التعاون الإستراتيجي مع جيران الصين من بلدان منطقة جنوب شرق آسيا، كما وضع تصورا للتنمية المستدامة مع بلدان جزر الباسيفيك.
ألقت جولة شي الضوء على مفهوم مجتمع مصير مشترك للبشرية، وساعدت على تعميق الشراكات، ودعمت بناء مبادرة الحزام والطريق، وعززت الثقة في التعددية، فضلا عن توسيع أطر التوافق حول التنمية المشتركة، بحسب وانغ.
تعزيز التعاون المفتوح والشامل في منطقة آسيا - الباسيفيك
طرح شي أثناء حضوره اجتماع أبيك حكمة الصين ومناهجها فيما يتعلق بتحقيق التنمية الاقتصادية والتعاون في منطقة آسيا- الباسيفيك والعالم على وجه العموم، وذلك وسط تصاعد عدم الاستقرار وحالة عدم اليقين في الاقتصاد، وغير ذلك من التحديات العالمية، حسب وانغ.
وفي معرض إشارته إلى أن العالم يمر بمنعطف هام، اقترح شي التركيز على الانفتاح والتنمية والشمول والابتكار وتبني النهج القائم على القواعد.
وأشار وانغ إلى الدعم الواسع الذي لاقته دعوة شي اقتصادات أبيك إلى بذل جهود لتعزيز التكامل وبناء منطقة تجارة حرة إقليمية، وحماية النظام التجاري التعددي، ودعم تدفقات أكثر حرية للتجارة والاستثمار، مع التوصل إلى توافق حول تعزيز الارتباطية والرقمنة والتنمية الشاملة والتعاون فيما بعد عام 2020، بين أشياء أخرى، التي من شأنها تعميق التعاون في منطقة آسيا - الباسيفيك.
وأوضح وانغ كذلك أن شي وضع تصورا لأفق نمو مشترك يتمتع بالشراكات، مؤكدا الدور الرئيسي للابتكار والرقمنة والتبادلات، فضلا عن الحاجة إلى تحقيق أكبر قدر من الارتباطية في منطقة آسيا - الباسيفيك.
وأضاف وانغ أن مقترحات شي تساعد على توسيع الأرضية المشتركة للمصالح وزيادة نقاط النمو ودعم تفعيل أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، فضلا عن توجيه العولمة الاقتصادية في الاتجاه الصحيح.
وعلى هامش اجتماع أبيك، أجرى شي لقاءات ثنائية مع زعماء بلدان مختلفة. وخلال مباحثاته مع رئيس كوريا الجنوبية مون جاي - إن، قال شي إنه يتعين على البلدين تعزيز الثقة المتبادلة ومعالجة القضايا الحساسة بشكل صحيح، وتنسيق الجهود لضمان تحقيق التقدم على صعيد نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، وبناء نظام للسلام الدائم في شبه الجزيرة.
وخلال لقاء شي بالرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، أشاد الزعيمان بالتطورات التي شهدتها العلاقات الثنائية في الآونة الأخيرة، ومن بين ذلك توقيع مذكرة تفاهم حول تعزيز البناء المشترك للحزام والطريق الذي اقترحته الصين و"المحور البحري العالمي" الذي طرحته إندونيسيا، فضلا عن توسيع تبادل العملة. كما اتفق الزعيمان على تعزيز التنسيق والتشاور عبر الإطار التعددي.
وفي مباحثاته مع الرئيس التشيلي سيباستيان بنييرا، حث شي الجانبين على بذل الجهود لضمان تحقيق نتائج مبكرة في التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق والارتقاء بالتعاون الثنائي إلى مستوى أعلى.
تقوية العلاقات مع بروناي والفلبين
قال وانغ إن زيارتي شي إلى كل من بروناي والفلبين وفّرتا فرصا مهمة لتقوية العلاقات مع البلدين، حيث تمتعت الزيارتان بالتصميم رفيع المستوى، وتم الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى أعلى، أي الشراكة التعاونية الاستراتيجية مع بروناي، وعلاقات التعاون الاستراتيجي الشامل مع الفلبين.
وذكر وانغ أنه تم التأكيد على أن هناك مصالح مشتركة واسعة بين الصين وكل من البلدين في بحر الصين الجنوبي، مضيفا أن البلدين وافقا على حل الخلافات مع الصين عبر المشاورات الودية، وتعزيز التعاون البحري ودفع المحادثات حول إنجاز مدونة لقواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي.
كما وافق البلدان العضوان في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، على العمل مع الصين في سبيل تحقيق تقدم أكبر في إطار التعاون بين الصين وآسيان.
ولفت وانغ أيضا إلى أن شي ناقش مع زعيمي البلدين خططا شاملة لربط مبادرة الحزام والطريق مع إستراتيجيات التنمية لديهما، وتعميق التعاون المربح لجميع الأطراف، كما شهد شي توقيع الاتفاقيات ذات الصلة.
وتوصل شي مع زعيمي البلدين إلى توافق حول توثيق التبادلات الشعبية، واتفق معهما على توسيع التعاون في قطاعات التعليم والثقافة والرياضة والصحة العامة والسياحة.
وأشار وانغ إلى أن النتائج المثمرة لزيارتي شي إلى البلدين أظهرت مجددا أن الصداقة والتعاون هما السمتان السائدتان للعلاقات بين الصين وجيرانها، والتي تخدم مصالح بلدان المنطقة وشعوبها، موضحا أن الصداقة والتنمية المشتركة والإدارة الصحيحة للخلافات من شأنها أن تساعد على جعل بحر الصين الجنوبي بحرا للسلام والصداقة والتعاون، كما من شأنها أن تساهم في تحقيق الاستقرار والنمو والرخاء في المنطقة.
تدعيم العلاقات مع بلدان جزر الباسيفيك
اتفق شي مع قادة بلدان جزر الباسيفيك الثمانية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين على النهوض بالعلاقات إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة القائمة على الاحترام المتبادل والتنمية المشتركة، الأمر الذي يوفر توجيها سياسيا قويا لتنمية العلاقات بين الصين والبلدان الجزر، وفقا لوانغ.
وقال شي إن الصين والبلدان الجزر هم أصدقاء وشركاء وإخوة، بغض النظر عن تغير الأوضاع الدولية.
وشدد الرئيس الصيني على أن الصين تدعم حقوق شعوب تلك البلدان في اختيار طرق التنمية الخاصة بها، كما تدعم جهودها في القيام بتحسين ذاتي متحد، وفي المشاركة العادلة في الشؤون الدولية والإقليمية، بحسب وانغ.
ووفقا لوانغ، تم توقيع وثائق تعاون خاصة بالبناء المشترك للحزام والطريق مع البلدان الجزر التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين، ما يمثل تسريعا لوتيرة ترسيخ أقدام مبادرة الحزام والطريق في المنطقة.
ولمح وانغ إلى أن نتائج زيارة شي، والتي تشمل توقيع نحو 60 وثيقة تعاون بين الصين والبلدان الجزر، برهنت مجددا على أن أساس التعاون الثنائي مستمر في توسعه.
وبين وانغ أن زيارة شي تبعث رسالة واضحة مفادها أن تعزيز الوحدة والتعاون مع البلدان النامية، ومن بينها بلدان جزر الباسيفيك، هو خيار الصين الاستراتيجي الثابت وطويل الأجل.
وأكد وانغ أن التعاون بين الجانبين يتسم بالانفتاح والشفافية دون أي شروط سياسية، ولا يستهدف هذا التعاون أي طرف ثالث كما لا يسعى إلى تحقيق أي مصلحة خاصة أو إلى ما يسمى بـ" نطاق النفوذ"، وذلك حتى يتمكن هذا التعاون من الصمود أمام اختبار الزمن والتاريخ فضلا عن تقييم المجتمع الدولي.
كما أن هذا التعاون الذي يتسم بالدعم والمساعدة المتبادلين بين الدول النامية والأصدقاء، هو تعاون ينبض بالحيوية ويحظى بمستقبل واعد، وفقا لوانغ.
وبحسب وانغ، فإن شي تحدث خلال اجتماع القادة الاقتصاديين لأبيك أيضا عن الإنجازات التي حققتها الصين على مدى الأعوام الأربعين الماضية منذ تبنيها سياسة الإصلاح والانفتاح، وأكد عزم الصين على تعميق الإصلاح وتعزيز الاستثمار وبيئة الأعمال، ما أظهر مجددا رغبة الصين الثابتة في خلق فرص تنموية وتشارك الرخاء مع البلدان الأخرى.
لقد أوضحت زيارة شي أن السلام والتنمية والتعاون المربح للجميع هي اتجاه التاريخ الذي لا يمكن مقاومته، وهي أيضا الأمل المشترك لشعوب العالم كافة، حسبما قال وانغ.