شرم الشيخ، مصر 20 نوفمبر 2018 /لم تكن الحكمة الصينية في حماية التنوع البيولوجي العالمي خافية على ممثلي الوفود المشاركة في مؤتمر الأطراف الرابع عشر لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي.
ويعقد المؤتمر في منتجع شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء، جنوب شرق القاهرة، فى الفترة من 17 إلى 29 نوفمبر الجاري تحت شعار "الاستثمار فى التنوع البيولوجي من أجل الإنسان والكوكب".
ويهدف المؤتمر، الذي يشارك فيه ممثلون لأكثر من 190 دولة، إلى تكثيف الجهود لوقف فقدان التنوع البيولوجي، وحماية النظم البيئية التي تدعم الأمن الغذائي والمائي والصحة للبشر.
وخلال السنوات الماضية، بذلت الصين جهودًا حثيثة للحفاظ على التنوع البيولوجي، حيث تدرك الحكومة الصينية أهمية ذلك، وتعتبره جزءا هاما لتحقيق التنمية.
باعتبارها واحدة من البلدان ذات التنوع البيولوجي الأكبر، وأولى الدول انضماما للاتفاقية، فإن الصين تولي دائما أهمية كبيرة للحفاظ على التنوع البيولوجي، الذي تم دمجه في خطط الحكومات المحلية، كجزء مهم لبناء الحضارة البيئية.
وقال هوانغ رون تشيو نائب وزير البيئة الإيكولوجية الصيني، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الحكومة الصينية تعتبر الحضارة البيئية جزءا هاما من الحكم الرشيد.
وأضاف هوانغ، أن الصين تقوم بأكثر الجهود تعقيدا، واتخذت أهم الإجراءات الجوهرية في الحماية البيئية، مع أسرع تقدم وأفضل النتائج المحققة.
وأصدرت مقاطعة يوننان الجنوبية الغربية في أكتوبر الماضي لائحة حماية التنوع البيولوجي المحلي، والتي تعتبر أول لائحة محلية بشأن حماية التنوع البيولوجي في الصين، وسيتم تطبيقها في اول يناير 2019.
ويوننان هي مقاطعة صينية بها مجموعة متنوعة من الحيوانات والنباتات، وتعد واحدة من المناطق الـ34 في العالم التي يهدد فيها التنوع البيولوجي.
وتنص اللائحة التنظيمية على نظام موجه من قبل الحكومة لحماية التنوع البيولوجي في النظم الإيكولوجية والأنواع والجينات.
وفي نفس الوقت تقريباً، أصدرت الحكومة الصينية إرشادات لتحسين حماية الحياة المائية، وإعادة التأهيل الإيكولوجي في نهر اليانغتسي، الذي يعد أطول نهر في الصين.
وتضرر نهر اليانغتسي بسبب الأنشطة البشرية، بما في ذلك بناء السدود وتلوث المياه والصيد المفرط، ما أدى إلى تدهور التنوع البيولوجي.
وفقا للإرشادات الخاصة بالنهر، فقد تقرر حظر الصيد في المياه الرئيسية للنهر على مدار السنة، كما سيتم بناء المزيد من مناطق الحماية، وتحسين الإشراف عليها قبل عام 2020.
ولدى الصين حاليا "مناطق محمية" تزيد مساحتها على 1.7 مليون كيلو متر مربع، بما يمثل 18% من إجمالي مساحة البلاد، وهو ما يتجاوز مستهدف معاهدة التنوع الحيوي، الرامي إلى الوصول بمساحة تلك المناطق إلى ما نسبته 17% من مساحة البلاد بحلول 2020.
وتابع هوانغ، أن الصين ملتزمة بتعزيز مشاركة الشركات في الحفاظ على التنوع البيولوجي، واعتبرها جزءا لا يتجزأ من التنفيذ المحلي للاتفاقية.
بدوره، قال تشانغ جيان تشيو الرئيس التنفيذي لشركة مجموعة منغوليا الداخلية ييلي الصناعية، لوكالة أنباء (شينخوا)، إنه "فقط من خلال حماية التنوع البيولوجي، يمكننا تحقيق التنمية المستدامة للعالم وصحة المؤسسات على المدى الطويل".
وأصبحت شركة مجموعة منغوليا الداخلية ييلي الصناعية في نهاية عام 2016 أول شركة صينية توقع على تعهد الأعمال والتنوع البيولوجي في كانكون بالمكسيك خلال مؤتمر الأطراف الثالث عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي.
من جانبها، قالت الدكتور كريستينا بالمر الرئيسة التنفيذية لمؤتمر الأمم المتحدة حول التنوع البيولوجى، إن الشركات تلعب دورا حاسما في حفظ التنوع البيولوجي العالمي.
وحسب بالمر، تعتمد العمليات التجارية على التنوع البيولوجي وخدمات النظم البيئية، في حين أن تحويل النموذج الاقتصادي من خلال التحرك نحو الاستهلاك والإنتاج المستدامين يمكن أن يولد فوائد كبيرة للشركات.
وفي سياق الاتفاقية، تلتزم الشركات بتسليم مثل هذه المساهمات، كما هو موضح في التعهد العالمي للأعمال والتنوع البيولوجي المفتوح للتوقيع في المنتدى العالمي للأعمال والتنوع البيولوجي في كانكون في 2016.
وأضاف تشانغ رئيس شركة مجموعة منغوليا الداخلية ييلي الصناعية، "يجب أن نشجع التنمية الخضراء في كل حلقات سلسلة الصناعة من خلال وسائل مستدامة، وكذلك تنفيذ أهداف التنمية المستدامة من خلال القيم المشتركة التي أوجدتها الشركات والمجتمع".
ولا يمكن فصل ممارسة حفظ التنوع البيولوجي عن ضمان ومساعدة العلم والتكنولوجيا.
وفي الشهر الماضي، تم تأسيس التحالف العالمي للتنوع البيولوجي والصحة في بكين، وهو تحالف دولي لتعزيز تبادل البيانات فيما يخص التنوع البيولوجي، ويتخذ من معهد بكين للجينوميات التابع للأكاديمية الصينية للعلوم مقرا له.
ويعمل التحالف تحت إطار بدأه الاتحاد الدولي للعلوم البيولوجية، بهدف بناء مركز بيانات عالمي كبير للتنوع البيولوجي والصحة يمكن الوصول إليه بشكل عام في جميع أنحاء العالم.
وفي سياق منفصل، ذكرت صحيفة (ساينس تشاينا ديلي) الصينية أن مؤسسات البحث الصينية أطلقت مشروعًا لإجراء أبحاث حول المياه والتنوع البيولوجي في ظل تغير المناخ في القطب الثالث.
وسيقوم المشروع، الذي يضم 16 مؤسسة، بدراسة الآلية بين المياه والنظم الإيكولوجية النموذجية وتغير المناخ، وكذلك إجراء بحوث الرصد والتقييم المستمرة بشأن المياه والتنوع البيولوجي.
وبحسب نائب وزير البيئة الصيني، فإن الصين ستعزز الإشراف على حفظ التنوع البيولوجي وأبحاث التنوع البيولوجي لحماية النظم البيئية الطبيعية الهامة والحياة البرية.
وختم قائلا إن "الصين سوف تبحث عن سبل لتحقيق التنوع البيولوجي من خلال التعاون التكنولوجي والتمويل وتعزيز قدرة البلدان النامية".