سنغافورة 15 نوفمبر 2018 /تبنّت الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) رؤية 2030 للشراكة بينهما، ما يرسم مسارا جديدا لتعزيز تطوير تعاونهما الثنائي ذي المنفعة المتبادلة.
وتمت الإشادة بالرؤية، التي ترسم خطة تعاون متوسطة وطويلة الأمد مدعومة بثلاثة أقطاب هي التعاون السياسي والأمني، والتعاون الاقتصادي، والتبادلات الشعبية، ومدعومة كذلك بمجالات التعاون المتفق عليها بشكل متبادل، باعتبارها معلما في العلاقات بين الجانبين.
وفي السياق، قال رئيس الوزراء السنغافوري لي هسين لونغ خلال افتتاح القمة الـ21 بين الصين وآسيان، والتي صدّقت على هذه الرؤية أمس الأربعاء، قال إن الرؤية "سترسم الاتجاه الإستراتيجي لتعاوننا".
وقال الأمين العام للآسيان ليم جوك هوي لوكالة أنباء ((شينخوا)): إن الرؤية ستضع أساسا متينا للشراكة الإستراتيجية بين الجانبين في العقود القادمة.
وأكد ليم مجددا على التزام كلا الجانبين بتعزيز استغلال الإمكانات من أجل إحراز تعاون أعمق وأوسع، مشيرا إلى أن الرؤية تشير إلى الاتجاه نحو تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين الصين وآسيان من أجل الارتقاء بها إلى مستوى جديد.
وبدوره، قال سفير الصين لدى آسيان هوانغ شي ليان لـ((شينخوا)): إن الصين أول دولة تضع خطة تعاون متوسطة وبعيدة الأمد مع آسيان، ما يعني أن شراكتهما الإستراتيجية تمت ترقيتها إلى مرحلة جديدة تحظى بنوعية تعاون أفضل.
ولفت السفير الصيني إلى أنه في مواجهة المستقبل، ترسم الرؤية خطة لتعزيز المضي قدما بشراكتهما الإستراتيجية وإحراز تعاون أوسع ذي منفعة متبادلة من أجل بناء مجموعة الصين -آسيان ذات مصير مشترك أوثق.
وقال فاي سيفان، المتحدث باسم مجلس الوزراء في كمبوديا: إن رؤية 2030 للشراكة الإستراتيجية بين الصين وآسيان ستكون خارطة طريق ملموسة لكلا الجانبين بغية العمل معا على نحو وثيق لبناء مجموعة بمصير مشترك.
وأضاف سيفان لـ ((شينخوا)) قائلا: "إن الرؤية تعكس مدى الالتزام الكبير لدى الصين وآسيان ببناء منطقة تنعم بالسلام والاستقرار، والتنمية المشتركة، ومشاركة المنفعة للجميع"، لافتا إلى أن "الشراكة الأوثق بين الصين وآسيان ينبغي أن تكون نموذجا يُحتذى به بين الدول في جميع أنحاء العالم".
ونوّه إلى أن "الرؤية تتسم بثقة متبادلة وتعاون مربح على نحو أقوى للجانبين".
ولفت سيفان إلى أن التبادلات الشعبية بين الصين وآسيان تعد أمرا حيويا لجلب علاقات أوثق بين شعوب الجانبين وتقليل سوء التفاهم والتحيز الثقافي أو تجنبهما.
كما أكد أنه لتنفيذ الرؤية بنجاح، فهناك حاجة إلى وجود رغبة سياسية ثابتة لدى زعماء آسيان والصين، وينبغي أن يدرك المسؤولون والشعوب لدى كلا الجانبين، الرؤية بوضوح وأن يعملوا معا على تحقيقها.
ومن جانبه، قال جوزيف ماتيوس، مدير المركز التعليمي لآسيان والأستاذ البارز في جامعة بيلتي الدولية في بنوم بنه، إن الرؤية تعتبر معْلما في العلاقات بين الجانبين ونقطة فارقة في شراكتهما الإستراتيجية.
وفي تصريحات لـ ((شينخوا))، دعا ماتيوس إلى ضرورة تعزيز الجانبين للعلاقات الاقتصادية الجوهرية وتقويتها، مضيفا أن الجانبين بحاجة أيضا إلى تكثيف الجهود لتلبية هدف الوصول إلى تجارة يبلغ حجمها تريليون دولار واستثمارات بقيمة 150 مليار دولار بحلول العام 2020، وذلك من خلال تنفيذ منطقة آسيان - الصين للتجارة الحرة والبروتوكول المعدل لمنطقة التجارة الحرة، من بين أمور أخرى.
وأوضح تشهيانج فاناريث، نائب رئيس معهد كمبوديا للدراسات الإستراتيجية أن الرؤية تم تطويرها للتعامل مع الحقائق والاحتياجات الناشئة في المنطقة.
وقال لـ ((شينخوا)): "إن آسيان والصين بحاجة إلى العمل سويا من كثب لتمكين شعوبهما من تحقيق إمكاناتهما والتوصل إلى مجموعة حقيقية ذات مصير مشترك".
وقال ثونجلور دوانجسافانه، رئيس تحرير صحيفة (فينتيان تايمز) اليومية، إن التبادلات الشعبية الأوثق بين الصين وآسيان ستسهم في الثقة السياسية والأمنية المتبادلة إلى جانب التعاون البراجماتي في المجالين الاقتصادي والتجاري بين الجانبين.