سنغافورة 14 نوفمبر 2018 /حث رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ اليوم (الأربعاء) على تعميق التعاون بين الصين ورابطة بلدان جنوب شرق آسيا (الآسيان)، وعلى الارتقاء بالشراكة الإستراتيجية بينهما إلى مستوى أعلى.
صرح لي بذلك خلال قمة الصين - الآسيان الـ21 (10+1)، والتي عقدت أيضا احتفالا بالذكرى الـ15 لإقامة الشراكة الإستراتيجية بين الصين والآسيان.
وأكد لي خلال القمة التي ترأسها بمشاركة رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونغ، أن الصين تدعم بقوة بناء مجموعة الآسيان، كما تدعم الرابطة بقوة في لعب دور محوري في إطار التعاون الإقليمي.
وأوضح لي أنه يتعين على الصين والآسيان تعميق التعاون الشامل، والإسهام معا في إقامة شراكة إستراتيجية رفيعة المستوي، وبناء مجموعة ذات مصير مشترك أوثق.
وفي معرض دعوته الصين والآسيان إلى تعزيز التخطيط الإستراتيجي، قال لي إنه ينبغي للجانبين - في ضوء توجيه رؤية الشراكة الإستراتيجية بين الصين والآسيان 2030- العمل على الربط بين مبادرة الحزام والطريق ورؤية الآسيان 2025، إلى جانب توطيد بناء المحاور الثلاثة - الأمن السياسي، والاقتصاد والتجارة، والتبادلات الشعبية - حتى يتسنى النهوض بالعلاقات بين الصين والآسيان إلى مستوى أرقى.
وفي سبيل تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري، قال لي إنه يتطلع إلى أن تعمل الصين والآسيان مع البلدان المعنية على إنجاز جانب كبير من المفاوضات الخاصة بالشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية، خلال وقت قريب، وتوسيع مجالات التعاون، وإزالة الحواجز التجارية، سعيا نحو تعزيز التجارة والاستثمار.
وحول إنشاء مجالات جديدة للتعاون الابتكاري، قال لي إنه في ضوء أن هذا العام هو عام الصين - الآسيان للابتكار، فإنه يتعين على الجانبين بحث إقامة آلية جديدة للتعاون الابتكاري في مجال العلوم والتكنولوجيا، وتفعيل برنامج الشراكة في العلوم والتكنولوجيا وإجراء البحوث، إلى جانب التحضير للتوقيع على وثائق التعاون الخاصة بالمدن الذكية، ودعم إقامة منصة رقمية للسياحة في الآسيان.
وقال لي إنه في سبيل دعم محور التبادلات الشعبية، فإن الصين تعتزم إقامة نظام للمنح الدراسية بين الصين والآسيان، وتنفيذ برنامج بحث ودراسة لنحو 1000 قيادة شبابية من الصين والآسيان، فضلا عن دعوة ألف آخرين من الشباب المتميزين من دول الآسيان للحصول على برامج تدريبية في الصين.
واقترح لي أيضا توسيع التعاون الأمني، قائلا إن الصين مستعدة للعمل مع الآسيان لإضفاء الطابع المؤسسي على التدريبات البحرية المشتركة، وإقامة خط ساخن مباشر بين وزارات الدفاع خلال وقت قريب، وتنفيذ تبادلات ودية بين المراكز البحثية الدفاعية وعلى مستوى صغار الضباط، إلى جانب تعميق التعاون في مجالات الوقاية من الكوارث وتخفيف حدتها والمساعدات الإنسانية ومكافحة الإرهاب.
وصف قادة الآسيان القمة بالمعلم البارز في إطار تحقيق الشراكة الإستراتيجية الثنائية، مؤكدين أن العلاقات بين الآسيان والصين تطورت بفضل تكرار التواصلات رفيعة المستوى والارتباط الاقتصادي القوي وتبادلات الأفراد الوثيقة.
وأكد القادة أن حماية التعددية والتجارة الحرة تصب في مصلحة الجانبين، وأضافوا أن الرابطة مستعدة لربط إستراتيجيات التنمية في دول الآسيان بمبادرة الحزام والطريق وفتح مجال أوسع للتعاون.
واتفق قادة الآسيان أيضا على تعزيز التعاون في مجالات الارتباطية والابتكار وبناء المدن الذكية والتجارة الإلكترونية والاقتصاد الرقمي، سعيا نحو تحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي وبناء مجموعة شرق آسيا.
تبنت الصين والآسيان خلال القمة (رؤية الشراكة الإستراتيجية بين الآسيان والصين 2030)، وأصدرتا بيانا مشتركا حول التعاون الابتكاري في مجال العلوم والتكنولوجيا، وأعلنتا عام 2019 عاما للتبادلات الإعلامية بين الجانبين.