غزة 13 نوفمبر 2018 / أنهت وساطة مصرية مدعومة دوليا واحدة من أسوأ جولات التوتر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل منذ سنوات في قطاع غزة استمرت يومين وأدت لقتلى من الجانبين.
وأعلنت الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة عند السادسة بالتوقيت المحلي اليوم (الثلاثاء)، التوصل إلى تفاهمات للتهدئة مع إسرائيل بوساطة مصرية.
وقال بيان مقتضب صدر عن الغرفة المشتركة للفصائل إن "جهود مصرية مقدرة أسفرت عن تثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، والمقاومة ستلتزم بهذا الإعلان طالما التزم به الاحتلال".
ومنذ ذلك الوقت وحتى إعداد التقرير لم تسجل أي غارة للطيران الحربي الإسرائيلي على قطاع غزة أو إطلاق قذائف صاروخية من الفصائل الفلسطينية.
وقال سكان إن الطيران الحربي الإسرائيلي غادر أجواء قطاع غزة فيما استمر تحليق طائرات الاستطلاع على علو منخفض.
وخرج المئات من أنصار حركة حماس إلى الشوارع الرئيسية تلبية من دعوات جرى إذاعتها عبر مكبرات المساجد "دعما للمقاومة وجهودها في التصدي للعدوان الإسرائيلي" مع سريان التهدئة.
وتم الإعلان عن استئناف الدوام الطبيعي غدا في المؤسسات التعليمية والإدارية الحكومية كالمعتاد بعد أن كان تم تعطيلها صباح اليوم.
وكان رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية الذي توارى عن الأنظار منذ بدء إطلاق قذائف على إسرائيل كحال القادة الأخرين للفصائل، أعلن استعداد الحركة للتهدئة في حال أوقفت إسرائيل "عدوانها".
في المقابل عقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) اجتماعا اليوم لبحث الأوضاع في الجنوب (مع قطاع غزة) واستمع إلى إيجازات قدمها ضباط الجيش والأجهزة الأمنية حول الغارات والعمليات واسعة النطاق التي شنت ضد القطاع.
وأعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للإعلام العربي أوفير جندلمان في بيان أن الكابينت أوعز إلى الجيش بمواصلة تلك العمليات "حسب الضرورة".
وقتل سبعة فلسطينيين وأصيب 25 آخرون بجروح متفاوتة منذ بدء إسرائيل شن سلسلة غارات على قطاع غزة مساء أمس بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وبدأت جولة التوتر مساء الأحد الماضي إثر اشتباكات في جنوب قطاع غزة عقب تسلل قوة إسرائيلية خاصة إلى داخل القطاع واكتشاف أمرها من مسلحي كتائب القسام الجناح العسكري لحماس.
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل سبعة فلسطينيين بينهم قيادي ميداني في كتائب القسام وإصابة سبعة آخرين مقابل مقتل ضابط إسرائيلي وإصابة أخر بجروح.
وبعد ساعات من إجراء مراسم جنازات القتلى أعلنت الغرفة المشتركة للفصائل المسلحة إطلاق عدة رشقات من الصواريخ" باتجاه جنوب إسرائيل.
وذكرت مصادر إسرائيلية أنه تم إطلاق أكثر من 400 قذيفة صاروخية من غزة خلال اليومين وهو الرقم الأعلى على الإطلاق منذ الهجوم الإسرائيلي الأخير على القطاع عام 2014.
كما أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي على "تويتر" أنه تم قصف 150 موقعا في قطاع غزة تابعين لحركتي حماس والجهاد الإسلامي منذ إطلاق القذائف.
وذكر ادرعي أن من بين المواقع التي تم قصفها ثلاثة مباني حكومية تابعة لحماس قال إنها "تستخدم لأغراض عسكرية".
كما أحدثت الغارات أضرارا مادية كبيرة للأماكن المحيطة بمواقع القصف، بالإضافة إلى أصوات انفجارات وارتجاجات ضخمة خلقت حالة من الخوف والرعب في صفوف السكان.
وتضمنت الغارات تدمير 6 بنايات سكنية مكونة من عدة طوابق أحدها تضم 4 منها وسط مدينة غزة و اثنتين في خانيونس يقطنها عشرات العائلات الفلسطينية أدى إلى تشريدهم بالعراء.
وتم تدمير قناة الأقصى الفضائية التابعة لحركة حماس وثلاثة مقرات حكومية بالطائرات الحربية قبل إطلاق صواريخ إنذار أولا لإخلائها.
وتدخلت مصر والأمم المتحدة مرارا منذ 30 آذار/مارس الماضي لمنع اندلاع مواجهة مفتوحة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في غزة على إثر مسيرات العودة الشعبية.
وقتل في المسيرات 223 فلسطينيا وأكثر أكثر من 24 ألف بجروح واختناق في مواجهات شبه يومية على حدود قطاع غزة وإسرائيل التي تعتبرها "أعمال عنف ضد سيادتها".
لكن جاءت جولة التوتر الأخيرة بعد أسابيع من وساطات للأمم المتحدة ومصر وتمويل من قطر لتعزيز تفاهمات التهدئة في قطاع غزة مقابل خطوات إسرائيلية لتحسين الوضع الإنساني.
وشهد قطاع غزة مؤخرا تحسنا ملحوظا بإمدادات الكهرباء للسكان بفضل إدخال إسرائيل شاحنات وقود صناعي تمولها قطر لصالح محطة تشغيل الكهرباء الوحيدة في القطاع.
كما سمحت إسرائيل بتوسيع مساحة الصيد إلى 9 أميال وتحسين عمل المعابر في القطاع، وإدخال منحة مالية مقدمة من قطر لصالح عائلات فقيرة وتحسين صرف رواتب موظفين حكوميين عينتهم حركة حماس بعد منتصف عام 2007.
ودفع ذلك إلى تراجع حدة المواجهات في أخر جمعتين من احتجاجات مسيرات العودة والتي قالت حماس إنها ستتواصل حتى تحقيق رفع الحصار عن غزة المستمر منذ 2007.
وكانت إسرائيل شنت ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة، الأولى نهاية العام 2008 وبداية عام 2009، والثانية في نوفمبر 2012 وصولا إلى الهجوم الأخير صيف عام 2014.