مقابلة: رئيس الوزراء الياباني يدعو إلى التنمية المطردة للعلاقات مع الصين

طوكيو 24 أكتوبر 2018 / أكد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ضرورة أن تبدأ اليابان والصين العمل انطلاقا من الصورة الكبيرة لتطوير علاقاتهما الودية والتعاونية بشكل مطرد حيث يتقاسم البلدان مسؤولية رئيسية تجاه السلام والرخاء الإقليميين والعالميين.

صرح بذلك آبي في مقابلة مكتوبة أجرتها معه وسائل الإعلام الصينية قبيل زيارته الرسمية للصين التي ستستمر ثلاثة أيام وتبدأ يوم الخميس، وستكون أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء ياباني رسميا إلى الصين منذ عام 2011.

ومع حلول الذكرى الـ40 لتوقيع معاهدة السلام والصداقة اليابانية الصينية هذا العام، قال آبي إن هذه المعاهدة تمثل نقطة انطلاق للعلاقات الثنائية بين اليابان والصين.

وذكر أنه يأمل في إحياء هذه الذكرى مع الجانب الصيني خلال زيارته وإجراء تبادلات صريحة مع القادة الصينيين حول القضايا الإقليمية والعالمية، من أجل توسيع التعاون في شتي المجالات وتسهيل تنمية العلاقات الثنائية بشكل أكبر.

وقال أيضا إنه من الطبيعي أن يكون بين البلدين، باعتبارهما جارتين، خلافات حول بعض القضايا.

وأشار إلى أن اليابان والصين تتحملان، فيما يتعلق ببناء علاقات إستراتيجية ومتبادلة المنفعة، مسؤولة التعامل بالشكل الملائم مع تلك القضايا وتطوير علاقاتهما الودية والتعاونية بشكل مطرد انطلاقا من الصورة الكبيرة.

كما يصادف هذا العام الذكرى الـ40 لبدء تطبيق الصين لسياسة الإصلاح والانفتاح. وقال آبي إن الصين حققت تنمية كبيرة خلال السنوات الأربعين الماضية وأصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وذكر آبي أن حجم التبادل التجاري بين الصين واليابان وصل إلى حوالي 300 مليار دولار أمريكي وصار من غير الممكن الفصل بين اقتصادي البلدين، مضيفا أن التنمية الاقتصادية للصين تمثل دون شك فرصة ضخمة وتلقى ترحيبا من اليابان والعالم.

ومن ناحية أخرى، تمتلك اليابان خبرة غنية في التعامل مع قضايا مثل تلوث البيئة وشيخوخة السكان، وهو ما يمكن أن يوفر مرجعا لعملية مواصلة الإصلاح والانفتاح في الصين.

وقال رئيس الوزراء أيضا إنه من الأهمية بمكان تلبية الحاجة القوية إلى البنية التحتية في آسيا التي تمثل مركز التنمية الاقتصادية العالمية، معربا عن أمله في أن تتعاون الشركات اليابانية والصينية الخاصة لتلبية المطلب المتزايد على البنية التحتية في آسيا.

وبشأن قضية تايوان، أكد آبي مجددا التزام اليابان بموقفها المعلن في البيان الياباني الصيني المشترك لعام 1972.

وفيما يتعلق بنظام التجارة الحرة العالمي، ذكر آبي إنه من الأهمية بمكان تعزيز النظام الاقتصادي القائم على قواعد التجارة الحرة والنزيهة في ظل الظروف الحالية. فالحرب التجارية الثأرية لن تفيد أحدا.

وقال آبي إنه يتعين على اليابان والصين، باعتبارهما من أكبر المستفيدين من نظام التجارة الحرة، مواصلة التعاون لتعزيز أنظمة التجارة الحرة متعددة الأطراف مثل منظمة التجارة العالمية.

كما أشار آبي إلى أن اليابان والصين تتقاسمان مسؤولية كبيرة للمساهمة في استقرار وازدهار آسيا والعالم ويعد تحمل البلدين لهذه المسؤولية بمثابة استجابة لتطلعات المجتمع الدولي.

وذكر أن اجتماعه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في نوفمبر الماضي هو نقطة انطلاق جديدة للعلاقات اليابانية الصينية. وعلاوة على ذلك، فإنه منذ زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ لليابان في مايو من هذا العام، عادت العلاقات الثنائية إلى مسارها الطبيعي.

كما قال آبي إن محادثاته مع الرئيس شي في فلاديفوستوك بروسيا في سبتمبر الماضي وزيارته المقررة للصين هذه المرة تسهمان في دفع العلاقات الثنائية لتمضى بشكل مطرد نحو مرحلة جديدة.

وأعرب آبي عن أمله في أن تدخل العلاقات اليابانية الصينية عصرا جديدا من خلال الزيارات المتبادلة المتكررة بين قادة البلدين.