ماليه 16 أكتوبر 2018 / إن جسر الصداقة الصينية المالديفية الذي يربط عاصمة المالديف ماليه بجارتها هولهومالي وافتتح أمام حركة المرور في أغسطس يعود بمنافع ملموسة على السكان المحليين ويسهم في تحسين معيشتهم.
-- الذهاب إلى المدرسة في الوقت المحدد
افتتح الجسر رسميا في الشهر الماضي، حيث اصطفت تسع حافلات جديدة لتقديم خدمات على الجسر. واليوم، تعمل خدمة الحافلات 52 مرة يوميا بمعدل يصل إلى كل 20 دقيقة.
وقال شرطى المرور آشان لوكالة أنباء ((شينخوا)) "في يوم الافتتاح، أوقفنا عددا من الشباب الذين لم يعيروا اهتماما لإشارة المرور وانطلقوا عبر الجسر في جو من الإثارة. ولكن الآن، مضى أكثر من شهر على افتتاح الجسر والجميع ملتزم بقواعد المرور".
وعبرت ناهدها المقيمة في ماليه عن سعادتها بأن تكون على متن الحافلة مع ابنها البالغ من العمر 3 سنوات.
وقالت "يمكنني الآن اصطحاب ابني إلى الحديقة في جزيرة هولهومالي في أي وقت. فقبل افتتاح الجسر، لم يكن ذلك أمرا سهلا".
وجلب الجسر قدرا كبيرا من الراحة لمن يعيشون في جزيرتي ماليه وهولهومالي بما في ذلك المدرسة التي تدرس فيها الفتاة عائشة.
وذكرت عائشة أن "ركوب القارب بين الجزيرتين يتأثر بالعديد من العوامل ومن بينها الطقس. فقد اعتد على مواجهة صعوبات للتوجه إلى المدرسة الكائنة في مالية في الموعد المحدد. وأكون في غاية القلق بشأن الوصول في الوقت المحدد لعدم إمكانية التنبؤ بالطقس".
ولكن اليوم، تقود عائشة دراجة والدها الهوائية كل صباح وتصل إلى مدرستها في غضون 10 دقائق.
وأضافت قائلة "الوصول في عشر دقائق كان أمرا مستحيلا قبل فتح الجسر أمام حركة المرور".
-- تنشيط حركة الأعمال
تعرف هولهومالي محليا باسم "مدينة الشباب"، وهي أكبر بواقع ثلاث مرات من ماليه وبها مطاعم ومتنزهات أكبر وملعب وشاطئ. وافتتاح الجسر جعل من السهولة بمكان على السكان في ماليه الوصول إلى هذه الجزيرة.
وقال ريهيندهي رابينديان رئيس الموظفين في أحد المطاعم في هولهومالي، إن الجسر جعل المطعم أكثر ازدهارا.
"فمنذ افتتاح الجسر أمام حركة المرور في الشهر الماضي، زاد عدد الزبائن الوافدين إلى المطعم بشكل ملحوظ. وفي عطلة نهاية الأسبوع، يأتي العديد ممن يعيشون في ماليه إلى هنا لتناول العشاء. والموظفون مشغولون بشكل مستمر"، حسبما ذكر رابينديان.
وأضاف قائلا "والأكثر من ذلك أن العديد من الزبائن الذين يعيشون في ماليه يمكنهم طلب وجبات سريعة ويحصلون عليها في غضون 10 دقائق".
-- الجسر مرسوم على الجدران
كما أعرب الأهالي في ماليه عن تقديرهم للجسر من خلال رسم لوحة له.
فعلى جدران حديقة ريهيندهي مايزان في ماليه، هناك لوحات ضخمة لجسر الصداقة الصينية المالديفية.
وقال الفنان علي أمير لـ((شينخوا)) إنه في عام 2016، حصل على تكليف من الحكومة برسم جسر الصداقة الصينية المالديفية على جدران الحديقة التي كانت حينها على وشك أن تفتتح. وطلب منه أن يكمل العمل في غضون أسبوع.
وذكر أمير "لقد رأيت التصميم الأصلي للجسر وشعرت أنه جميل حقا. ولكن كان من الصعب تصوير الجسر والبيئة المحيطة به على جدار يصل طوله إلى حوالي 50 مترا في غضون وقت قصير".
وقال وهو يقف أمام اللوح المكتمل إنه "بخلاف صعوبات الرسم على الجدار، فقد أمطرت السماء كثيرا بينما كنت أحاول الانتهاء من اللوحة. ولكننى قمت أنا ومساعدي بدراسة هيكل الجسر بعناية وقمنا ببناء سقيفة هنا وعملنا ليلا ونهارا".
بدأ بناء جسر الصداقة الصينية المالديفية في نهاية عام 2015. وعندما بدأ أمير في رسم اللوحة، كان الجسر لا يزال تحت الإنشاء. ومن ذلك الحين، جذب لوحة أمير على الجدران الكثير من الناس الذين جاءوا إلى الحديقة ويملؤهم الشغف إلى مشاهدة الجسر.
أمير لديه خطة جديدة، فإذا سنح الوقت، فسيرسم الجسر بشكل أكثر دقة. وسيحفز أيضا طلابه على رسم الجسر من وجهة نظرهم الخاصة.
وقال أمير بحماسة "والأكثر من ذلك، إنني أتوق إلى بناء متحف للجسر لإعطاء الفرصة لمزيد من الناس لمعرفة المزيد عن الجسر".
يعد الجسر مشروعا بارزا للمالديف والصين في البناء المشترك لطريق الحرير البحري للقرن الـ21 وكذا أكبر مشروع بنية تحتية في المالديف حتى الآن.