تشنغدو ٢٠ سبتمبر ٢٠١٨ / اجتمع الشاعر السوري أدونيس مع خمسة شعراء صينيين وعرب مساء يوم الأربعاء في كشك صيني أثري يخلد ذكرى دوفو، شاعر صيني عظيم قديم في مدينة تشنغدو حاضرة مقاطعة سيتشوان بجنوب غربي الصين، وقرأوا أشعارا عربية وصينية وتبادلوا آراءهم حول مقاصدهم من كتابة الشعر، ما قدم للحضور المحليين والعرب وليمة شعرية وفكرية.
وأقيمت ليلة الشعر العربي باعتبارها نشاطا مهما في إطار الدورة الرابعة لمهرجان الفنون العربية التي انطلقت في الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي الأخير الذي انعقد في يوليو الماضي.
وردا عن سؤال "لماذا نكتب الشعر"، أجاب أدونيس أن كتابة الشعر بالنسبة له يخرج الحياة من القيود، ووسيلة لتعزيز فهم نفسه والعالم بشكل خاص، مشيرا إلى أن السؤال ربما لم يطرحه أي شاعر عربي أو صيني لنفسه في العصر القديم.
ورأى الشاعر المصري خالد حنف حسن أنه يكتب الشعر ليحيا وأن الكتابة هي الحياة والخلود، بينما قال الشاعر اللبناني زكي بيضون ردا على سؤال حول شعره الحديث: "يتكلم ليبرر الصمت، مشيرا إلى أن كتابة الشعر يعطيه نوعا من الرضى.
أما الشاعرة الصينية تشاي يونغ مينغ، فقالت إنها تعتقد أن قراءة الشعر تعتبر بمثابة التصادق والتحاور مع الشعراء بشكل روحي عبر العصور، وإنها تعتبر كتابة الشعر وسيلة لتتحاور مع العالم.
وأيد الشاعر الصيني شي قوانغ هوا كلام تشاي بأنه يعتبر كتابة الشعر طريقا ليلمس ويتغلغل في العالم، وبأنه كلما يكتب تقلّ المسافة بينه وبين العالم.
وبدوره أعرب الشاعر الصيني خه شياو تشو، عن رأي مشترك بين جميع الشعراء الحضور تقريبا مشيرا إلى أنه يكتب للحب ويرى كتابة الشعر أمرا طبيعيا مثل التنفس والأكل.
وإضافة إلى الحوار الذي جرى حول قصد الكتابة، قام الشعراء بقراءة مقتطفات من أعمالهم خلال الأمسية حيث قرأ أدونيس شعره ((المقيم المسافر الليل))، بينما قرأ خالد حنف حسن قصيدتين له باللهجنة المصرية ((قلبي حجر حلاب)) و((بيحدفني هواها))، بينما قرأ زكي بيضون قصيدتيه بعنوان ((صوت البداية)) و((الزجاج)).
وقرأ الشعراء الصينيون مقتطفات من أعمالهم بعناوين ((ترائي فوانيس الأقحوان)) و((الاشتياق)) و((بقيت أصوات، وبقيت قشور فواكه)).
وقال خه إنها المرة الأولى التي يستمع فيها لقراءة الشعر العربي، ولكنه معجب بموسيقى الشعر العربي كثيرا مضيفا أنه وجد أفكارا وآراء مشتركة مع الشعراء العرب.
وقال أدونيس في رده على أحد الأسئلة حول تشجيع شباب اليوم على قراءة الشعر، قال إن "على الشباب ان يشجعونا للاستمرار في كتابة الشعر، لأن الشاب شاعر بطبيعته".
وفي سياق متصل بفعاليات مهرجان الفنون العربية الذي يستهدف تعزيز التبادل الشعبي بين الصين والدول العربية، من المتاوقع لأن يتم إقامة نحو 20 نشاطا ثقافياً متنوعا خلال الفترة ما بين يوليو الماضي وأكتوبر المقبل تحت عنوان "التواصل بطريق الحرير والترابط بين قلوب الشعوب"، وذلك بإشراف من وزارة الخارجية ووزارة الثقافة والسياحة وحكومة مقاطعة سيتشوان، وبالتعاون مع جامعة الدول العربية.