أنقرة 6 أغسطس 2018 /تستعد تركيا لأول معرض صيني دولي للاستيراد، حيث ستسعى شركاتها بشكل فعال لإيجاد فرص جديدة للتعاون والتجارة في سوق عالمية تتأثر بشكل متزايد بالحمائية الأمريكية.
وسيجذب المعرض، أول معرض عالمي للاستيراد على المستوى الوطني يعقد في شانغهاي بالصين في الفترة من 5 إلى 10 نوفمبر، عارضين من الدول الأعضاء في مجموعة الـ20 وأكثر من 50 دولة ومنطقة على مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين في 2013.
تشير مبادرة الحزام والطريق إلى الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21، وتهدف إلى بناء شبكة تجارة وبنى تحتية تربط آسيا مع أوروبا وأفريقيا على طول الممرات التجارية لطريق الحرير العريق.
وتعد تركيا، عضو في الناتو ومجموعة الـ20 وجسر جغرافي بين أوروبا وآسيا، جزءا من مشروع تبلغ تكلفته مليارات الدولارات ويشمل 65 دولة.
وتمتعت تركيا باستثمارات صينية خلال العقد السابق. وقدم البنك الصناعي والتجاري الصيني مؤخرا حزمة قروض بقيمة 3.6 مليار دولار لقطاع الطاقة والنقل، ما يظهر إصرار الدولتين على تعميق التعاون.
وستشارك نحو 40 شركة تركية في المعرض، بحسب منظمة مصدري المواد الكيميائية والمنتجات الكيميائية في إسطنبول التي تنسق لتركيا هذا الحدث في شانغهاي.
وقالت سيما إنام، خبيرة في المنظمة، "نشعر بساعدة بالغة بهذا المعرض. وستحضر نحو 40 شركة تركية هذا الحدث،" مضيفة أن الخطوط الجوية التركية أعلنت أيضا استعدادها للمشاركة في هذا الحدث.
ومن المتوقع ان تحضر وزيرة التجارة التركية روهصار بكجان هذا المعرض وستتابع الأعمال التجهيزية من أجل الترويج لبضائع ومنتجات بلادها للمستهلكين الصينيين.
وقالت إنام "السوق الصينية كبيرة جدا ومهمة للغاية وشركاتنا مهتمة بهذه السوق وتتطلع إلى معرفتها بشكل أفضل."
ويرى خبراء ان هذا المعرض يظهر نية الصين الحسنة وإصرارها على التعاون مع دول عديدة، حيث سيحقق ذلك التوازن التجاري وسيكون في مصلحة الجميع.
وقال سيلكوك كولاك أوغلو، مدير المركز التركي لدراسات آسيا-الباسيفيك ومقره أنقرة، "حجم تجارة تركيا مع الصين غير متوازن ويبلغ سنويا نحو 28 مليار دولار. 24 مليار من هذه النسبة واردات تركية. ولهذا فان المعرض طريقة لمواجهة هذه الحقيقة بصراحة وإظهار الاستعداد للتعاون بين الشركات."
وأضاف المسئول "هذا المعرض منصة هامة للترويج للبضائع والمنتجات من دول مختلفة في العالم وتعزيز التعاون كوسيلة لربط القطاع الحقيقي."
وترتبط تركيا والصين بأهداف استراتيجية لتعزيز علاقاتهما الثنائية.
وقال كولاك أوغلو إنه خلال السبعة أشهر الماضية حدث تدفق مالي يبلغ نحو 5 مليارات دولار تجاه تركيا، من بينها قرض البنك الصناعي والتجاري الصيني ، مضيفا "تظهر هذه الأعداد ان الصين شريكة مهمة بالنسبة لتركيا."
ستروج تركيا بشكل أساسي للمنتجات الصناعية والكيميائية وقطع غيار السيارات وأواني المطبخ، ومنتجات محلية مميزة أخرى مثل البندق.
وستكون هناك أيضا شركة في الجناح التركي تعرض ماء الزهر وزيت الزهر، حيث يستخدمان في صناعة مستحضرات التجميل، خاصة العطور.
وقال أحمد سينسير، مدير مصنع (روزا داماسكان)، شركة عائلية في مدينة إسبرطة وسط الأناضول "نحتاج لتطوير العمل الذي نستطيع القيام به في المعرض. إذا استطعنا إدخال زيت الزهر للاستخدام في الأنشطة الصينية التقليدية للمعالجة بتقويم العمود الفقري والتدليك، ستكون سوقا كبيرة."
وأضاف رجل الأعمال "الصين سوق كبيرة وطلبها واسع. نريد شريكا محليا موثوقا ولديه خبرة من أجل تمهيد الطريق بشكل مشترك لدخول السوق الصينية."