الأمم المتحدة 27 يونيو 2017 /اختتمت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء أحدث عملية استعراض لإستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب ، حيث ألقى المتحدثون في هذا الحدث الذي استمر يومين الضوء على جهودهم لمكافحة التطرف والتطرف العنيف.
فقد اعتمدت الإستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب في عام 2006 ويتم استعراضها كل عامين. وهي أداة عالمية فريدة لتعزيز الجهود الوطنية والإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب.
-- اعتماد قرار
اعتمدت الدول الأعضاء بالإجماع يوم الثلاثاء قرارا يشدد على ضرورة تضافر جهود الدول، حيث يؤكد الكثير منها مجددا على أنه لا يمكن لدولة واحدة أو حكومة واحدة التصدي لهذه الكارثة وحدها.
وقال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ميروسلاف لاجاك وهو يقدم النص "سنكون أقوى إذا عملنا معا".
وطبقا لأحكامها، شددت الجمعية على أهمية إتباع نهج مستدام وشامل لمعالجة الظروف المؤدية إلى انتشار الإرهاب، مضيفة أنه لا يمكن هزيمتها بالقوة العسكرية وعمليات إنفاذ القانون والاستخبارات وحدها.
بيد أن بعض الدول الأعضاء أعربت عن خيبة أملها إزاء النص، قائلة إنه لا يعكس سوى تحديث تقني للنص السابق الذي اعتمد قبل عامين.
كما قالوا إنه افتقر إلى تقدم ملموس في اللغة للتعامل مع العمليات الإرهابية المتطورة.
ورحب كثيرون آخرون باللغة التي حدثت الإستراتيجية لتشمل إشارات إلى التحديات الجديدة بما في ذلك الحاجة إلى وقف تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب، ومكافحة تمويل الإرهاب، ومعالجة الخطاب الإرهابي .
-- إشراك المجتمع المدني وخاصة المرأة
دعت الجمعية الدول الأعضاء إلى تسليط الضوء على الدور الهام للمجتمع المدني والمرأة في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
وقال مندوب النرويج إن حكومته عززت نهج المجتمع بأكلمه من خلال تسليط الضوء على دور المرأة والشباب والمجتمع المدني في إعادة التأهيل.
وشاطره الرأي مندوب اليابان، مؤكدا على الدور الهام للمجتمع المدني وقادة المجتمع والمرأة والشباب في التصدي لمكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف.
وأشار على وجه الخصوص إلى أن المرأة تشكل المجتمعات وقيم الأسرة وتتمتع بمكانه تؤهلها لتحديد الهوية والتدخل عند كشف أبكر أعراض التطرف.
وحدد المتحدث نيابة عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الخطوط العريضة لمبادئها التوجيهية المختلفة وممارساتها الجيدة، بدءا من إشراك المجتمع المدني في منع التطرف العنف ومواجهته وصولا إلى التدخلات المبكرة والنهج المراعي للمنظور الجنساني في مكافحة الإرهاب .
وبالإضافة إلى ذلك، فإنه مع استهداف الإرهابيين غالبا للمجتمعات الأكثر ضعفا وتهميشا بما في ذلك الإقليات والنساء والفتيات، أكد عدد ضخم من الوفود على ضرورة التركيز على حماية تلك المجتمعات.
-- لا لربط الإرهاب بالدين
حذرت العديد من الدول الأعضاء من ربط الإرهاب بأي دين أو جنسية أو عرق.
وأعرب مندوب المملكة العربية السعودية، متحدثا نيابة عن منظمة التعاون الإسلامي ، عن قلقه إزاء التعصب المتزايد ضد المسلمين في أنحاء العالم.
وعلى صعيد متصل، قال مندوب فنزويلا، متحدثا باسم حركة عدم الانحياز، إنه لا يجب ربط الإرهاب أبدا بأي دين أو جنسية أو حضارة أو جماعة عرقية.
وأضاف أنه لا يجب مساواة الإرهاب بالنضال المشروع للشعوب التي ترزح تحت الاحتلال الاستعماري أو الأجنبي من أجل تقرير المصير والتحرير الوطني.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت الإستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب في 8 سبتمبر 2006، حيث اتفقت جميع الدول الأعضاء لأول مرة على نهج إستراتيجي وعملي مشترك لمكافحة الإرهاب.
وتتألف الإستراتيجية من أربع ركائز وهي معالجة الظروف المؤدية إلى انتشار الإرهاب، ومنع الإرهاب ومكافحته، وبناء قدرة الدول وتعزيز دور الأمم المتحدة، فضلا عن ضمان حقوق الإنسان وسيادة القانون.
وتستعرض الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه الإستراتيجية كل عامين، ما يجعلها وثيقة حية تتوافق مع أولويات مكافحة الإرهاب لدى الدول الأعضاء .